| 18 أيار 2024 | 10 ذو القعدة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

ماذا قال محمد قبل استشهاده بمدينة عرابة البطوف؟

  2019/04/23   18:41
   تقرير خاص - رشا بركة
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

"لرُبما أكون كل شيء ؛ عدا أن أكون شخصاً مهزوماً ، هذا الذي سأموت لأجل أن لا يحدُث"، كانت أخر كلمات "محمد" على صفحته قبل 10 ساعات من صباح اليوم، كتبها ولم يكن يقصد رحيلًا، بل هي عزة تجري في كل فلسطيني مجرى الدم، لكن وكأن محمدًا كان يُلقي بها السلام قبل أن يسقط شهيدًا للقمة عيشه.

رحل الشاب محمد ماجد علاونه صباح اليوم الثلاثاء،  وإذ برحيله المفاجئ لم يصعق أهله فحسب، بل خيّمت الصدمة والحزن على أهل حارته، وأبكته جدران قهوة ضرغام  التي كانت تنتظر عودته من أراضي الـ48 ليعمل فيه خلال شهر رمضان المبارك.

وأُعلن عن استشهاد  الشاب علاونه وهو من بلدة قباطية جنوب جنين خلال مطاردة الشرطة الإسرائيلية له في مدينة عرابة البطوف في منطقة الجليل شمالي البلاد.

رمضان وخطوبة محمد!
محمد كان ينوي العودة إلى بلدته قبل حلول شهر رمضان المبارك، لأسباب كثيرة جُلها لقضاء مناسبات سعيدة خلال وبعد هذا الشهل الفضيل.

عن هذا تحدث بصدمة ابن خاله نصر أبو زيد "كميل" لموقع "رِواق"، قائلًا: "استشهاد محمد صدمة لا أحد توقعها ولم أكن لأستوعبها، لقد شعرت بأن شعري قد شاب حيما سمعت الخبر".

أضاف بحرقة شديدة "محمد شاب مثل الوردة، محمد مجهّز بيته تقريبًا شبه كامل، محمد كان من المفترض أن يخطب بعد شهر رمضان مباشرة".

اهتز صوته حينما قال "محمد كان ينوي الرجوع لقباطية ليقضي رمضان بيننا، ولم يكن ينوي العودة للعمل في الداخل بعد رمضان، كان يعشق قضاء هذا الشهر في حارته".

لكن شبح الموت الإسرائيلي كان بالمرصاد لمحمد واستبق كل أحلامه ونواياه  واختطفه من مكان عمله أثناء نومه برفقة عدد من العمال داخل الجبل في بلدة عرابة البطوف، ليرتقي شهيدًا للقمة عيشه وبعده عن أهله.

قال عن هذا ابن خاله: "إنسان متواضع هو وأخيه وحيد أبوه وأمه، كان يذهب للعمل في الداخل كل أسبوعين ويرجع على قباطية، وكان مفترض أن يرجع الأسبوع القادم دون عودة، لكنهم قطعوا نصيبه من الحياة".

وتُعرف عائلة محمد بتواضعها بين الناس وله شقيق يعمل في مخبز أما والده فهو عامل أيضًا مثله.

عامل قهوة ضرغام المحبوب
قهوة وكافي "ضرغام" القريبة من بيت الشاب محمد لن تكون على موعد مع إحياء ليالي رمضان بروح وضحكات محمد الخلوق، وستستقبل شهر رمضان خلال أيام بكل حزن بغياب أهم عامل فيها.

بكاه صاحب القهوة ضرغام زكارنة حينما استمع لخبر وفاته، وقال مهتزًا: "محمد عشرة عمر، محمد روح القهوة كان، لا أصدق أن محمد راح".

وتشن شرطة الاحتلال الاسرائيلي حملات اقتحام واعتقالات واسعة ضد العمال الفلسطينيين في الداخل بزعم العمل دون تصريح، وتلاحقهم في لقمة عيشهم وتمزّق تصاريح عدد منهم حتى ممن يمتلكون تصاريح، وكانت قد نفذت مؤخرًا حملات أدت إلى اعتقال مئات العمال داخل أراضي الـ48.

تعِب محمد كثيرًا من أجل أن يبني بيته قبل أن ينوي الزواج، ومن أجل هذا ترك بلده ليعمل في الداخل، أملاً في أن يستطيع استكمال تكاليفه حتى عيد الفطر.

يقول عنه جاره وصديقه مأمون مناصرة كميل لموقع "رِواق": "محمد جاري وبن حارتي وصاحبي وحبيبي، هو مش إنسان عادي، محمد إنسان محبوب للكل".

يضيف مصدومًا "مؤسف أن ينتزعوا من أهله فرحتهم بابنهم الأكبر والأول الذي سيزفونه عريسًا خلال أيام، محمد كان مقرر يخطب هذه الأيام".

وصف الحزن المخيّم على حارته: "الكل حزين ليس فقط أهله، إنما كلنا مكلومين لفقدان محمد اليوم". 

صدمة أصدقائه وأهله
أيضًا أصدقاء محمد منذ الصغر صُعقوا بشهيد لقمة العيش، ومنهم زميله في الدراسة فترة المدرسة الشاب ورد أبو الرب المقيم في إيرلندا، والذي قال لموقع "رِواق" عن فاجعته باستشهاده: "شيء أحرق قلبي، فتحت موقع الفيسبوك وإذ بالجميع يكتبون عن محمد".

تابع بألم "فور أن تلقيت الخبر تذكرت كل مواقفي معه في الدراسة والامتحانات، كنت أراه قبل أن أسافر وأسلّم عليه نسأل بعضنا عن أخبارنا، بعدما افترقنا واختار كل منها طريقه، فأنا سافرت ومحمد اختار أن يعمل ببلده، لكن رحمة الله عليه، نسأل الله أن يتقبله شهيدًا".

"رِواق" لم يستطع الحديث لأهل بيت محمد بسبب الصدمة التي تخيّم عليهم، وهم بانتظار نتائج تشريح جثمانه خلال ساعات مساء اليوم، لمعرفة إذا ما كان سقط من علو أثناء مطاردته أم لا، خاصة وأن أحد أقاربه نقل لـ"رِواق" عن أحد العمال الذين كانوا معه واستطاعوا الهرب قوله "أنه لم يسقط وأن الشرطة اقتحمت المكان وهم نيام بشكل همجي وكان محمد بينهم قبل أن يعلنوا عن استشهاده، مضيفًا أنه قد يكون استشهد بنوبة قلبية من قسوة وهمجية طريقة الاقتحام  والضرب معًا".


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات