| 18 أيار 2024 | 10 ذو القعدة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

من هم السعداء في ام الفحم؟ الهوية الفحماوية بين مطرقة السلطات الاسرائيلية وسندان الاكثرية

  2020/09/28   15:54
   تقرير دينا حسن الغفاري - خاص
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

استيقظ اهالي مدينة ام الفحم قبل ايام قليلة على شوارع احيائهم وزقاقاتها مزدانة بلافتات تحمل اسماء على مداخلها, مشروعٌ ضخمٌ انتظره اهالي المدينة طيلة سبع وعشرين عاما، قوبل بترحيب رافقه اصوات تعالت متحفظة على الية اختيار الاسماء والمصادقة عليها من جهة وعلى غياب جوانب أصيلة وعريقة من جهة أخرى, فتسمية المناطق في أم الفحم لم تكن يوما تعسفية اواعتباطية بل نشأت من باطن وعي الناس وفهمهم لطبيعة الأرض وتضاريسها ومن لغةٍ عربية فصحى وتاريخ وطني عريق لأهلها, فكيف اذاً في عصر التكنولوجيا والتطور الذي يمكّننا من وصول كل نقطة وزقاق مهما كان معقدا, فلم يبقَ من الأسماء سوى رمزيتها التي تعكسُ الغنى والتنوع الموجود في أم الفحم وماضي وحاضر أهلها, نقاشاتٌ بناءة وأصوات تعالت بين المشارب المتعددة في أم الفحم والخوف من فقدان الهوية الفحماوية بين مطرقة السلطات الاسرائيلية وسندان الاكثرية.

مصدر قائمة الأسماء: وسيم حصري

"هناك العشرات من المقترحات المرفوضة وزاريا لن نتنازل عنها"
وفي حديثٍ لرواق مع عضو البلدية السيد وجدي حسن أكد أن "هذا المشروع هو استمرار لمشروع تسمية الشوارع الذي انطلق 1993، وتجدد العمل به قبل سبع سنوات، وتم اقامةُ لجنة لتجديد, تغيير واضافة أسماء للشوارع, تقدمت البلدية وقسم الهندسة للحصول على مصادقة الوزارة، فوافقت على قسم كبير جدا منها، واعترضت على قسم اخر كأسماء قرى مهجرة مثل: "اللجون", "لوبية", "خبيزة. ومن بين الاسماء المرفوضة وزاريا "ياسر عرفات", "محمود درويش", "الأنصار" وغيرها".

المصدر: وجدي حسن جميل

وأضاف "نحن نحاول منذ سنتين وبمساعدة عضو الكنيست د.يوسف جبارين وعدالة أن نحصل على موافقة وزارة الداخلية ولن نتنازل عن هذه الاسماء حتى لو اضطررنا للتوجه لمحكمة العدل العليا خصوصا وأن بعض الاسماء مثل "جمال عبد الناصر" و"محمود درويش" صودقت في بلدات عربية اخرى مثل سخنين الا انها رُفضت في أم الفحم".



"رسميًا اسمه شارع المدينة وليس شارع الشهداء, وسنُدخل اسماء نسائية بالقائمة الجديدة"
وعن الشارع الرئيسي للمدينة والذي يضّمُ مجسّمات تذكارية لشهداء أم الفحم في هبّة القدس والأقصى عام 2000 المتعارف عليه بين مواطنين ام الفحم بشارع الشهداء، عارض الكثيرون عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن استيائهم من تغييره لشارع المدينة, فقد علّق السيد وجدي انه رسميا كان اسمه دائما شارع المدينة, ربما شعبيًا كان باسم شارع الشهداء بعد هبة القدس والأقصى, الا انه منذ سنة  1993 هذا الشارع رسميا مسجل شارع المدينة وليس شارع الشهداء.

وبما يخص شح الأسماء النسائية من قائمة أسماء الشوارع قال: " نحن نعترف بقلة الاسماء النسائية المقترحة وسنحاول ادخال المزيد من الأسماء النسائية مثل "فدوى طوقان", "مي زيادة" وغيرها بالقائمة الجديدة التي تتضمن عشرات الأسماء وكان قد أُقترح اسم "أم كلثوم" داخل اللجنة الا انه رُفض بقرار الأغلبية, كما اتوجه لجميع سكان ام الفحم ان يشاركوننا والتوجه الينا بمقترحاتهم".


""توفيق زيّاد" من الاسماء التي رُفضت من قِبل لجنة تسمية الشوارع ورئيس البلدية "
وفي حديثٍ مع المحامي احمد خليفة – مندوب ابناء البلد في لجنة تسمية الشوارع ذكر انه كان قد اقترح اسماءً مثل "توفيق زياد", وتم رفضها من قبل اغلبية اعضاء اللجنة وعلى رأسهم رئيس البلدية د.سمير محاميد بحجة انها شخصيات "خِلافية" على حد قوله, واضاف" لقد اقترحنا اسماء محلية مؤثرة وقيادية كاسم "بديعة" و"محمد كيوان" وغيرها الا انها رُفضت داخل اللجنة, والرفض لم يكن للاشخاص المذكورين كاشخاص الا لاسباب عللت انها قد تفتح مجالا لاعتباراتٍ عائلية”.

"اللجنةُ اجتمعت مرة واحدة فقط واللقاء لم يكن كاف"
وأكد المحامي خليفة لرواق: " لجنةُ تسمية الشوارع اجتمعت مرة واحدة فقط بشهر أيار من العام 2019, لم يكن اللقاء كافيا، تم فيه اقرار أحدَ عشرَ اسمًا بديلا لاسماء تم رفضُها من قِبل وزارة الداخلية, تتضمن اسماء نسائية مثل "مي زيادة", كما أنني طالبتُ بوجوب اختيار أسماء للميادين العامة والدوارات, بالاضافة لضرورة اشراك الأهالي بالاختيار وأن من حق المواطن ان يعترض على تسمية الشوارع في بلده, الأمر الذي اقترحته على اللجنةِ في حينه ولاقت دعما من رئيس البلدية واللجنة د.سمير محاميد الا انها لم تنفذ بشكل رسمي وفعلي بعد".

أعضاء لجنة التسمية
د. سمير صبحي محاميد- رئيس - / اياد احمد حج فرح/ د. علي خليل جبارين / رامز محمود جبارين / بلال ظاهر محاجنة / وجدي حسن جبارين / شفيق نشأت / محمد رفعت / احمد ابو خليفة / عطاف جبارين/ وائل ابو زينة/ ثائر محاجنة / ابراهيم ابو حفيظة /  كارم محمود - مركّز اللجنة .

" مجمل الأسماء المصادق عليها (نحو 300) بينها 4 نساء فقط، وهل بلديّة حيفا أحق بأم كلثوم منّا مثلا؟"
ومن جانبه كتب المحامي وسيم حصري عبر صفحته "فيسبوك": "من مجمل الأسماء المصادق عليها (نحو 300) هناك أسماء لـ 4 نساء فقط. هذا الاجحاف ليس مفاجئا. وليس المقام لذكر الأسباب كلها لمثل هذا الإجحاف، ولكن أقول أن علينا أن نعمل حتى لا يستمر، لم تشمل القوائم المقترحة من البلدية اسم لشخصية وطنية وتاريخية محلية مثل محمود درويش، توفيق زياد، سميح القاسم، مي زيادة، فدوى طوقان وغيرهم. ألا يستحق من ناضل وابدع من أجلنا نحن أن نخلّد ذكراهم؟
كما لم تشمل القائمة حتى أسماء للأعلام الثقافة والفن العربي والعالمي، كجبران خليل جبران، وام كلثوم، وهل بلديّة حيفا أحق بأم كلثوم منّا مثلا؟"
“إني أتوجه بهذا الى أعضاء البلدية عامة، والى أعضاء تسمية الشوارع خاصة بضرورة اخذ هذه الملاحظات على محمل الجد وخاصة في موضوع أسماء النساء والشخصيات الوطنية المحلية. ولكم أيها الناس المواطنون أتوجه بضرورة الضغط على البلدية وعلى ممثلينا في البلدية لنقوى سويًا كمجتمع متعدد قويم يحترم التاريخ والتعددية والثقافة والفنون والنساء.”

" شهداء فحامنة مثل يوسف حمدان واحمد الفارس وشخصيات محلية مثل"حسن أسعد بوز العسل" ان لم نخلدهم نحن من سيفعل اذا؟"

وفي حوارٍمع الناشط الوطني حسن جبارين عضو سابق في بلدية ام الفحم (1998-1993) قال "ان هذا المشروع كان قد بدأ فعلا عام 1993 وكان رئيس البلدية آنذاك الشيخ رائد صلاح, والاقتراحات التي قدمت حينها لأسماء الشوارع ,كانت كلها دون استثناء اسماء تاريخية دينية, والتي لا يمكن الاعتراض عليها أبدا فهي اسماء نعتزُ ونفتخرُ بها ونسمي أسماء ابنائنا تيمنا بها, الا أننا بحاجة لاختيار أسماء أخرى من تاريخنا الفلسطيني, الثقافي ,الوطني والأسماء المحلية, فالتنوع مطلوب بكل الاصعدة, وكنت قد اقترحت اسماءً مثل شهداء فحامنة من أيام الانتداب البريطاني يوسف حمدان واحمد الفارس فاياديهم أيادي بيضاء ان لم نخلدهم نحن  فمن سيفعل اذا؟, كما كنت قد اقترحت اسم "حسن أسعد بوز العسل" وهو من اخترع تركيبة "اللوز الفركيّ" الفحماوي الشهير عالميا الى يومنا هذا, بالاضافة للحاج مصطفى السعيد جبارين الذي تبرع بكل مساحة الأرض التي بُني عليها جامع الملسا المتعارف عليه اليوم بجامع الفاروق, وقد قسم أرضه لنصفين وشق شارع الملسا الفوقا الذي لم يكن موجودا من قبل,وكنت قد اقترحتُ اسمه من بين الأسماء وهو مثالا لا حصرا".

في الماضي كانت حاجة اهالي ام الفحم لتسمية الشوارع ملحة  لتيسر عليهم تلقي خدمات حياتية أساسية كالبريد والاسعاف والمطافئ وشتى الخدمات الحكومية, وحتى الخاصة كاستقبال الزوار, واليوم هذه الغاية لم تعد عسيرة بوجود التسهيلات التكنلوجية المتطورة. فهل سيتمسك اهالي ام الفحم بأسماء ارادوها لانفسهم ومرآة لتاريخهم وحضارتهم؟

"المنسق الاعلامي لبلدية ام الفحم يتجاهل الرد"
يُشار الى اننا بموقع رِواق توجهنا للمنسق الاعلامي لبلدية أم الفحم مرارا وتكرارا لأخذ تعقيب والاجابة عن بعض التساؤلات بخصوص سيرورة مشروع تسمية الشوارع في المدينة الا انه لم يكن تجاوب حتى اللحظة.


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات