| 18 أيار 2024 | 10 ذو القعدة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

"وليد ونائلة" .. قفصهما الذهبي تحوّل الى ركام قبل زفافهما بأيام

  2019/03/27   18:37
   غزة-رِواق
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

بعد أسبوعين كان من المفترض أن يشهد دوار حيدر عبد الشافي الشهير وسط مدينة غزة زفاف الشاب وليد الشوا، فتجهيزات عُرسه تمت على ما يرام، أما عرُوسه فعلّقت جِهازها مبكرًا في شُقتها الجديدة "لكثرة إخوتها الصغار في بيتهم وحتى تتفرغ لتجهيزات يوم الزفاف".

الساعة الثامنة مساءً كانت نائلة قد غادرت برفقة والدتها بيت خطيبها بعد جلسة عشاء جميلة، تبادلوا فيها الحديث عن فرحٍ سيشهده منزل العائلتيْن بعد أسبوعين،، غادرت العروس وودعها وليد: "يوم الجمعة غدائكم عندي في البيت سأمرّ عليكِ لاخذكِ"..

بعد أقل من 60 دقيقة من مغادرة نائلة جاء اتصال لعائلة خطيبها، رفع السماعة: من معي؟، أجاب المتصل: معك ضابط المخابرات عليك إخلاء المنزل الأن؟، وليد: لماذا انتظروا، قاطعة الضابط وأمهله خمس دقائق للخروج قبل نسف العمارة السكنية، وفي غمضة عين سقط كل شيء وخرج الأهل بأرواحهم ناجين.

البحث عن "أي شيء!"
"راح كل شيء، أنا عمري 26 سنة ومن الآن حتى 26 سنة قادمة لن أضع خشبة في بيت جديد"، قال الشوا في حديثه لـ"رِواق" على ركام منزله الذي أغارت عليه الطائرات الحربية الإسرائيلية وحولته لرماد.

وشهد قطاع غزة الاثنين الماضي الموافق 25 مارس ليلة عدوان إسرائيلي تسبب بتضرر أكثر من 50 منشأة بين دمار كلي وجزئي، واستمرّ العدوان حتى مساء الثلاثاء بزعم الرد على سقوط صاروخ من غزة في شمال تل أبيب وتضرر منزل إسرائيلي.

وليد قال بحرقة: "دفنوا غرفة النوم، جِهاز عروستي، راح بيتي الذي ورثته عن والدي منذ سنوات، والأن أنا في الشارع".

في اليوم التالي للقصف جاءت العشرينية نائلة إلى منزلها المستقبلي، شاهدته وقد تحوّل لرماد أسود ورائحة الدمار من حولها أفقدتها قدرتها على استيعاب الواقع، قالت لخطيبها: "تعال نبحث عن أي شيء أي شيء يا وليد".

لكن الطائرات الإسرائيلية ذات الصواريخ الثقيلة لم تُبقِ تحت ركام منزل وليد شيئًا من أغراضه، سوى قميصًا ممزقًا أخرجه وهو يتفحص الركام.

ردد بسخرية ممزوجة بألم "لقينا قميص لي ممزق، ذهبها كله تحت الركام كل تعبها وتعب عمري ضيعوه في لمحة، حتى أننا طلبنا مهلة لنأخذ ولو الأشياء المهمة لنا، لكن رفض المتصل وقال لنا في أقل من 3 دقائق ستُقصف البناية".

وليد وهو يتيم الأب منذ أن كان في الحادية عشر من عمره حمل المسئولية مبكرًا، عمل في الكثير من المهن وأخيرًا وفي ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، فهو يعمل سائق على سيارة أجرة يكاد يوّفر منها بعضًا الشواقل.

يقول: "طفحت الدم حتى وصلت لهذا اليوم، ستة شهور وأنا أجهّز شقتي، وكنت أنوي مفاجأة أصدقائي وبعض أفراد عائلتي، فلم أخبرهم بعد بأنني حددت موعد الفرح بعد 15 يومًا، لأنني الأخير الذي سيتزوج بين إخوتي،، ستكون مفاجأة حلوّة".

نكبتان بآن واحد
أشقاء وليد كانوا يتوافدون كثيرًا في المنزل المهدوم، يتسامرون ويعدون وجبات الطعام الساخنة على سفرتهم، تبادلوا النقاش حول فرح الأخ الأخير الأعزب في البيت.

لكن الفاجعة التي ألحقها العدوان الإسرائيلي على الإخوة لم تقتصر فقط على شٌقة وليد، فشقيقته الكبرى متزوجة في عمارة حسونة التي تم قصفها، وهي أيضًا تشرّدت في الشارع.

يقول: "أنا لن أزفّ بعد اليوم، حرقتي على نفسي شيء وحرقتي على أختي التي أصبحت في الشارع شيء أكبر، لن أفرح وأختي بهذا الحال".
ورغم إعلان إحدى الشخصيات في قطاع غزة بتكفل تكاليف فرح الشاب وليد إلا أنه يرفض إقامة فرحه، وهو يقول: "هل تعتقدون أن الفرح فقط زفة وطبل، كيف لنا أن نفرح بهذا الحال؟!".

أما العروس فاكتفت بالقول مدمعة وهي بحالة الصدمة: كان وليد يأخذ إجازة عمل كل جمعة ليعزمني عنده في بيتنا، راح البيت،، لن يكون لنا جمعة قادمة فيه".

فبالرغم من إبرام تهدئة مع الاحتلال بدأت تتجلى نتائجها صباح الأربعاء بالهدوء الذي ساد أجواء القطاع ومغادرة الطائرات الحربية والمسيّرة لسمائه، إلا أن نتائج العدوان الأخير لا تزال تفتك بقلوب المئات من مشردي المنازل المدمّرة.


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات