| 18 أيار 2024 | 10 ذو القعدة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

البيرُقراطية والرأسمالية.. معيار تعامل الجامعات مع العرب واليهود

  2019/03/19   18:15
   تقرير رشا بركة - خاص لـ "رواق" / الصورة عن موقع "عميد الطلبة حيفا"
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

أن تُطبّق قوانين بعينها بالقوة في المجتمعات وتتوزع المصالح هرميًا وحسب العلاقات الشخصية فتلك هي "البيرُقراطية" وتشببها "الرأسمالية" التي تعزز الملكية الفردية على حساب الملكية العامة، وهو ما تنتهجه إدارة الجامعات الإسرائيلية بين الطلاب العرب واليهود في معظم المساكن الطلابية التابعة لها.

الطالبة في جامعة "تل أبيب" نوران عباسي قالت: "إنه في معظم المرات يتم تركيز الطلاب العرب في مبنى واحد، دون ذكر أسباب واضحة".

أضافت في حديثها لـ"رِواق": "القبول في المسكن يكون بعد إرسال كل تفاصيل الطالب، وهناك خانة في التعبئة تتضمن إذا كان الطالب خادم في الجيش الإسرائيلي، كما يتم سؤال الطالب في المسكن عن ذلك، وهو معيار له قيمة في الموضوع".

عن الطلاب العرب أفادت أن معظم الطلاب العرب متركزين في مبنى داخل مساكن  تسمى "أينشطاين".

أشارت عباسي في ذات الوقت إلى أنه "لا يوجد شيء ظاهر للعيان بما يتعلق بالتمييز، إلا أن هناك امتيازات للعاملين بالجيش، وهذا شيء موجود في كل مؤسسات اسرائيل".

الطالب في كلية الحقوق بجامعة "تل أبيب" هادي الواكد واحد من الشهود العيان على التصنيفات الحاصلة في المساكن الطلابية التابعة لجامعته، والتي صنفها وفق تصنيف الجامعة لها بأنها "درجات".

يقول لموقع "رِواق": "للجامعة ثلاث مساكن هي ميلمان وأينشطاين ثم بروشيم وبالطبع الأول الأسوأ ضمنها ولا يوجد فيه أي طالب يهودي وكله طلاب عرب أو أجانب، ثم الثاني وهو مختلط وفيه غرف زوجية أي فيها شخصيْن، أما الثالث وفيه معظم البنايات جديدة هو للعائلات اليهودية، والعائلة هنا نقصد بها الطالب اليهودي وصديقته أو طالبيْن مع بعضهما".

يضيف "هناك فرق حتى في الثقافات داخل المساكن، وتفرقة اقتصادية والأنكى من هذا أنه لا يتم اعطاء غرف في مسكن البروشيم للطلاب العرب فلا يوجد مكان لنتقاسم المسكن أنا مثلاً وزميل لي".

يسرد موقف عنصري تعرضت له زميلة عربية داخل الجامعة قائلًا: "أخر سنة أرادت طالبة عربية أن تسكن مع صديقتها اليهودية في مسكن البروشيم ومنعوهم بدون إبداء أي سبب للرفض، حتى أن نوابًا عرب تدخلوا في هذه القصة".

رفض زمالة العربية واليهودية
الطالب هادي قصد بحديثه عن التمييز على أساس اقتصادي بين الطلاب بالتعامل مع الطلاب على أساس فقراء وأغنياء، وقال: "نحن بطبيعتنا وأغلبنا فقراء بالنسبة لهم، بالتالي التمييز القومي الباطن عندهم يحرك عراقيل ومشاكل اقتصادية يضعونها أمامنا كغلاء الأسعار في المساكن".

عن تجربته في مسكن الجامعة أفاد: "قدمت للسكن في بروشيم وأحضرت تقرير بأني يتيم ومنفصل عن أهلي وأعاني من مشاكل ولا أحد يموّلني ولا أستطيع أن أدفع لسكن خارج الجامعة لغلوّ سعره، لكن رفضوا وراجعتهم قالوا لي أنني على قائمة الانتظار ودوري في السكن بعيد، فاضطررت أن أسكن خارج مساكن الجامعة".

"باختصار الحصار علينا اقتصادي كوننا فقراء في الدولة وهذه معاملة رأسمالية، ونعاني من منع نشاطاتنا أو وضع اجراءات متعِبة للحصول على موافقة مقابل ترك الحبل لليهود وهذه بيرقراطية تمتص كل الطاقة والحماس فينا تجاه فعالياتنا".

استطلاعات كثيرة للرأي أكدت أن أكثر من 50% من الطلاب العرب يواجهون مظاهر العنصرية والتمييز داخل الجامعات الإسرائيلية، آخرها ما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية التي أشارت إلى أن نحو 40% من الطلاب العرب تحدثوا عن تعابير عنصرية تصدر أيضًا عن الطاقم الأكاديمي في هذه الجامعات في حين أن النسبة المتبقية تصدر عن الطلبة اليهود.

وذكر استطلاع شمل 1300 طالب من مختلف المؤسسات الأكاديمية من العرب، أن الطلاب يعانون صعوبة اندماج الطلاب العرب وحصولهم على منح دراسية، وشعورهم بنقص تمثيل لغتهم وثقافتهم في الجامعات والكليات العبرية.

تشبّع الطلاب اليهود
"باسل فرح" طالب في السنة الثالثة بجامعة حيفا بتخصص العلوم السياسية والإعلام قال في حديثه لـ"رِواق": "شروط القبول في المساكن الطلابية تتعلق معظمها بالخدمة في الجيش أو الشرطة الاسرائيلية".

يشير أن نتيجة لهذا المعيار، فإن "أكثر من ثلث المساكن لهؤلاء نتيجة سياسة يتبعها رئيس الجامعة، فهناك أفضلية لمن يندمج في الجيش، وربع المساكن للأجانب وربع للعرب".

عن نتيجة التمييز تجاههم كعرب يقول: "هناك تجنب في العلاقات بين الطلاب وهذا لأنهم-يقصد اليهود- متشبعين بفكر عدم مخالطة العرب، ولهذا لا نكون في نفس الغرف إنما في طوابق عرب وطوابق ليهود".

عن أحد معالم العنصرية التي تعززها الإدارة استشهد باسل بموقف: "كنا خارجين من المساكن وأخد طلاب يهود يهتفون ضدنا في تصرف استفزازي وبعضهم جنود طبعًا، وهذا يتكرر كثيرًا؛ ونحن من جهتنا في مرات لا نعطيهم أي اهتمام، ولكن إذا مسّنا الأمر ومسّ قضايانا أو فعالياتنا فلا نسكت لهم".

نتيجة لهذا تعرض طلاب من الجامعة للفصل بسبب مواقفهم وآخرين اتُخذ ضدهم إجراءات عقابية من الجامعة، وبشكل عام فإن "الحياة الطلابية عمليًا غير موجودة"، يقول باسل.

وتبلغ نسبة الطلاب العرب في جامعة حيفا 43% من مجمل الطلاب وفي المساكن الأكثر لليهود، ورغم الإجراءات التمييزية العنصرية ضدهم، إلا أن إدارة الجامعة لا تتجرأ على اتخاذ اجراء عنصري جماعي ضدهم، ببساطة كما يقول فرح "لأننا نموّل نصف ميزانية الجامعة، وهذا سلاح استراتيجي".

الطالب بالجامعة العبرية علي السعدي بدأت معاناته في المسكن الطلاب مع العام الدراسي الأول له  وهو الحالي، حيث تم تصنيفه في سكن ذات معايير معيشية متدنية، أدنى مقومات الإقامة وهي النظافة غير متوفرة فيها بالشكل المقبول.

يقول: "لم يكن ليُسمح أيضًا بإدخال الأجهزة الكهربائية للمسكن، والثلاجة صغيرة جدًا لا تتسع للطعام، ولهذا اضطررت لشراء الطعام الجاهز وهذا أمر مرهق اقتصاديًا".

بعد محاولات ومراسلات للجهة ذات الصلة بالجامعة لنقله، وافقت الجامعة على نقله لمسكن آخر بعد إبلاغ السعدي لهم بأنه سيتوجه للقضاء بحال لم يتم حل معاناته، وهنا يقول عن السكن الجديد: "بدأ الضابط المداوم للطوارئ والذي يُجري تفتيشات وتفقد يومي للمسكن بفرض غرامات مالية تارة بزعم التدخين، وهذا غير صحيح، وتارة لأسباب أخرى، وتم مخالفتي لمرتين مبلغ 200 شيقل".

حاليًا قرر الطالب التوجه لمدير المسكن ورفع شكواه له، يقول "لكنه كان منحازًا لطرف الضابط ولم يسمح بالحديث معي وشرح قضيتي، وهي قضية شابين أخريْن عربيين يتعرضان لنفس التضييقات".

تصنيف مسبق للطلاب
للطلاب العرب تجارب مريرة مع معهد "التخنيون" للهندسة التطبيقية الاسرائيلي وهو من أكبر المعاهد في اسرائيل، سواء في موضوع المساكن الطلابية أو نسبة ومستوى قبول الطلاب العرب "الذين يُصنفوا بغير الناطقين للغة العبرية".

الطالب فيه زيدان عوض قال لـ"رِواق": "السكن الطلابي فيه درجات والتفرقة موجودة بين الطلاب العرب واليهود، فالعرب وحدهم واليهود وحدهم".

يتحدث عن المسكن "التحتاني" وهو أسوأ مسكن للطلاب، فيما يُعد مسكن "هسمخاه" الأفضل بينها وهو يشبه الحياة الفندقية الراقية ومعظمه يهود.

أضاف "هناك طوابق كاملة في المسكن لليهود أخرى للعرب، وهذا أمر ليس بالصدفة وإنما وفق تصنيف مسبق للطلاب من الإدارة".

يقول وهو طالب في السنة الأولى بالمعهد: "في بداية دخولي المعهد تقمصت دور الطالب الأجنبي وطلبت من أحد الطلاب اليهود أن يُريني مسكنه، وبالفعل كان الفرق واضح، المكان أوسع وأنظف والطوابق أفضل، لهذا قررت أن أرفع طلب للسكن في مسكن هسمخاه".

يعلل طلبه "المسكن الذي أنا فيه قديم وبلاطه وحماماته ليست بالنظافة المطلوبة وفيه لكل 6 طلاب مطبخ وحمام أو حمامين".

يستدرك "لكن رفضوني بدون معرفة أي معايير، لكن واضح أنها تفرقة رغم عدم وجود إفادة من الإدارة بخلفية هذه التفرقة في المساكن".

تعامل مخابراتي
من جانبه، تطرق الطالب  بكلية طب الأسنان والناشط في كتلة "رؤية" محمد خلايلة إلى واحدة من أبرز ملامح العنصرية في التعامل مع الطلاب العرب من إدارة المساكن، تمثلت في المصلى الطلابي في مسكن "أينشطاين".

خلايلة قال: "إن تعامل مدير السكن مع الطلاب مخابراتي بحت، ومنذ نشأة المصلى تقوم لجنة الطاعة باستدعاء المشرفين على المصلى، والحديث معهم بلغة التهديد والوعيد، وكأنهم يقولون لنا: لا تعتقد أنك تمارس حياة فردية في المصلى، وإياك أن تفعل كذا".

استشهد بموقف تعرض له وهو يدرس في الجامعة للسنة السادسة- "كان هناك إغلاق للمصلى قبل أكثر من عامين، وبعدما تم افتتاحه فرضوا توقيع عقد لافتتاحه يشمل منع دخول أي طالب خارج الجامعة للصلاة في المصلى ومنع إقامة فعاليات داخله".

في مبنى يُسمى "ج" وبالتوازي مع منع إقامة فعاليات للطلاب العرب  الأكثر تواجدًا فيه، أقيمت سابقًا احتفالية يهودية، قال عنها خلايلة: "وصلت فيهم العنصرية والوقاحة إلى درجة الطلب منا بعدم الوقوف على النوافذ لمشاهدة الفعالية وعدم الخروج من المسكن، وكأنه أمر بالحبس المنزلي".

القضية في الجامعات لا تقف عند حد التمييز بين الطلاب العرب واليهود، وهي أكبر من ذلك من وجهة نظر الطالبة بجامعة "تل أبيب" علا طه المتخصصة بكلية الحقوق.

تحدثت طه لـ"رِواق" عن تعامل مختلف مع الطلاب العرب حتى في عدم إقامة مصلى لهم مقابل إقامة مصلى لليهود، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بالأعياد العربية ومنع النشاطات الطلابية وعدم ووجود إعلانات باللغة العربية، ومن قبل شروط القبول واللغة.

وبالمختصر تحدثت باسم زملائها قائلة: "من جهة نطالب بالاعتراف بنا كطلاب عرب فلسطينيين كمجموعة لها خصوصيتها بمعزل عن الطلاب الاسرائيليين، لكن نرى أنه حتى حين يتم الاعتراف بالطلاب العرب بهذه الصفة فالاعتراف هو منقوص ويحمل أبعاد سياسية، فعلى سبيل المثال يتم تصنيف بعض الطلاب العرب كـ "أبناء الطائفة  الدرزية" ووضعهم بخانة مختلفة عن باقي الطلاب العرب في السكن الطلابي".

اختفاء العربية تمامًا
اللافتات في معهد "التخنيون" تختفي عنها تمامًا اللغة العربية، وجميعها إما مكتوب باللغة العبرية أو الإنجليزية، يقول ميخائيل شحادة الطالب في السنة الثانية تخصص علوم الحاسوب.

أفاد في حديثه لـ"رِواق": "أنا شخصيًا مستأجر شقة خارج مساكن التخنيون لأسباب خاصة بي، لكن الطلاب العرب ليس لديهم امتيازات في المعهد حتى في الامتحانات لا يوجد زيادة نصف ساعة للطالب العربي وهو امتياز موجود في جامعات أخرى كون الطالب لا يتعلم بلغة الأم".

يضيف "حاولنا أن نثير هذا الموضوع لكن اصطدمنا بالرفض، لكننا سنحاول مجددًا، لأن عدد الطلاب العرب ليس بالقليل في المعهد، ويُذكر هنا أن نسبة الطلاب العرب في المعهد ما يزيد عن 40%.

يشير شحادة إلى أن مطالب الطلاب العرب جميعها فردية ولا يوجد جسم منظّم لهم في المعهد، لهذا لا تأخذ معظم مطالبهم أي صدى، بالإضافة إلى أن طلاب التخنيون مغيبين تماماً عن السياسة.

مدير مركز "مساواة" في الداخل الفلسطيني جعفر فرح قال معلقًا على قضية التمييز بين الطلاب العرب والهيود في المساكن: "إنه واضح والأساس فيه مبني على خلفية الخدمة العسكرية، وأكثر الجامعات معاناة من هذا التصنيف هي جامعة حيفا لأنها الأكثر عددا للطلاب العرب".

أضاف في حديثه لـ"رِواق": "في معدل الدخول للجامعة والقبول في المساكن يتم وضع نقاط لكل موضوع، وبالطبع 15% من النقاط تدور حول الخدمة العسكرية والباقي حول مواضيع التعليم والمعدل والبعد عن الجامعة والوضع الاقتصادي".

عن معهد التخنيون أفاد "هناك طلاب عرب فيه بعدد غير قليل، ولكن لخريجي الجيش اليهود الحصول على الأفضلية في المعهد، وهم يشكلون ما نسبته 50 إلى 60% من الحاصلين على الامتيازات في السكن، أما العرب فلا تتعدى حصتهم الـ20%".


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات