أم الفحم تحتجّ - كيف تلتهم مستوطنة حريش أراضي وادي عارة ؟

رغم أن الهدف المعلن لبناء مدينة حريش التي انطلق العمل بها قبل عقدين ونيّف، بأنه "تلبية احتياجات الزيادة السكانية في إسرائيل" فإن الهدف الحقيقي -كما صرح به مسؤولون إسرائيليون- هو قطع التواصل بين التجمعات العربية في الداخل، ومواجهة التمدد الجغرافي للسكان العرب، وذلك ضمن مخطط إسرائيلي طرحه أرئيل شارون يطلق عليه "النجوم السبع"، يهدف إلى إقامة مدن يهودية في مناطق متاخمة للخط الأخضر لقطع التواصل بين التجمعات الفلسطينية في أراضي الـ48 والتجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

تقع حريش أو كما سمّاها البعض "المدينة الأخطبوط" في منطقة المثلث، وغرب أقصى شمال الضفة الغربية، اذ يحدها برطعة شرقا وعرعرة شمالا، وأم القطف غربا، وباقة الغربية وميسر جنوبا.

وكان مخطط حريش يهدف في النهاية إلى استيعاب 150 ألف نسمة في ثلاثين ألف وحدة سكنية، وتشجيع اليهود وخاصة من المتدينين المتطرفين على التمركز في منطقة ذات أغلبية عربية، إلا أنه بعد جهود ونضال استمر سنوات استطاع أهالي المنطقة تشكيل ضغط لتغيير المخطط وتقليص مساحة المدينة التي كانت ستمتد على حساب اراضي العرب وابتلاعها، فضلا عن تغيير اسم المدينة من مدينة للحريديم اليهود الى مدينة مفتوحة للجميع.

لجنة تنظيم خاصة لحريش توازي صلاحية لجنة تنظيم كل بلدات وادي عارة

بدوره، شارك القائم بأعمال رئيس بلدية ام الفحم المهندس زكي اغبارية نهاية الأسبوع الأخير، ممثلًا عن بلدية ام الفحم، في جلسة لجنة الداخلية البرلمانية برئاسة النائب وليد طه، والتي خصصت للنقاش حول اقتراح قانون خاص بلجنة التنظيم والبناء المعيّنة لمدينة حريش، وتمديد عملها لفترة أخرى مع إعطائها صلاحيات وامتيازات خاصة بالتخطيط والتوسيع لمدينة حريش.

وفي حديث مع المهندس زكي اغبارية حول هذه الجلسة قال: "إن النقاش الآن يدور في لجنة الداخلية حول تمديد عمل لجنة التنظيم والبناء التي عينت لمدينة حريش منذ عام 2009، بالإضافة لتوسيع صلاحياتها، وذلك قبل التصويت عليه في الكنيست. ويمتاز هذا القانون المقترح بإعطاء لجنة تنظيم حريش صلاحيات وامتيازات تعادل صلاحيات اللجنة اللوائية في حيفا، والتي يمكنها إعداد مخططات هيكلية وخرائط مفصّلة والمصادقة عليها في فترات زمنية قصيرة نسبيًا. ووفقًا لهذه الصلاحيات فمن المرجّح أن تلتهم هذه الخرائط مساحات واسعة من الأراضي المحيطة بالبلدات العربية التي هي احتياط لهذه البلدات، والتي يمكن الاستفادة منها مستقبلًا، وخاصة بلدات تابعة لمجلس بسمة المحلي وقرية ميسر".

مضيفاً: بالرغم من أن مدينة أم الفحم لا يوجد بينها وبين مدينة حريش حدود مشتركة، إلا أنها وكونها مركبًا أساسيًا من مركبات لجنة التنظيم والبناء المحلية وادي عارة، فإننا ومن باب المسؤولية الجماعية لقرى وادي عارة، شاركنا في هذه الجلسة، وفي جلسات سابقة على مدار السنوات الماضية، لتوضيح موقفنا المعارض لمثل هذه الخطوات، بهدف الحفاظ على ما تبقى من أراضٍ في منطقة وادي عارة، والتقليل من أضرار هذه الخطوة المستقبلية على منطقة وادي عارة قدر الإمكان، وبكافة الجوانب: سكانيًا، اقتصاديًا، جغرافيًا، واجتماعيًا.

يذكر أنه شارك في اللقاء أيضا عن مجلس بسمة المحلي رئيس المجلس الأستاذ رائد كبها، عن مجلس عرعرة – عارة، رئيس المجلس المحامي مضر يونس والسيد احمد ملحم – رئيس اللجنة الشعبية لوادي عارة وممثل عن مجلس محلي كفر قرع، بالإضافة إلى المحامي توفيق سعيد جبارين – عضو بلدية ام الفحم والذي شارك أيضا كونه يمثل عددًا من المواطنين المتضررين من هذه الخطوات.