للإجابة على هذه الأسئلة قامت طالبة علم النفس العلاجي في جامعة النجاح الوطنية، ربى أبو شقرة بمقابلة خمسة أشخاص متزوجين من مدينة أم الفحم حتى تقوم بالاستفسار حول طبيعة العلاقات في الأسرة.
السيدة "س" وهي تعمل بوظيفة جزئية ولديها أربعة أطفال، قالت "إن أكثر المشاكل التي تواجهها مع زوجها هي بسبب الاختلاف بأنماط التربية من حيث الاتفاق على الحدود التي يجب أن يلتزم بها الأطفال في المسموح والممنوع". وأشارت الى أنها تعمل هي وزوجها على تخطي هذه الصراعات من خلال تمالك النفس وعدم الغضب وتأجيل المناقشة حتى تهدأ أعصابهما كي يستطيعا التفاهم والتوصل إلى قرار".
وأضافت أن "العبء الماديّ يقع على عاتق الزوج بشكل أساسي، وأن الواجبات البيتية تقع على عاتق الزوجة بشكل أساسي، ولكن هذه القواعد ليست صارمة وأنها وزوجها يتساعدان على مهامهما حتى ينشآن جيلا صالحا وسليما".
أما السيدة "و" 60 عاما، وهي ربة منزل وأم لثلاثة أبناء، قالت "إن أساس نجاح الأسرة هو التفاهم والمساعدة وأنه من المفضل أن تساعد المرأة زوجها ماديًا، وأن على الزوج دعم زوجته ومساعدتها في أمور المنزل ولكن الدور الأساسي داخل المنزل يبقى على عاتق المرأة، وأنه يجب على الزوجين الالتزام بهذه الأدوار حتى تبقى العائلة متماسكة".
وشدّدت على أنّه في حال واجه الزوجين المشاكل فعليهما الإستعانة بالأقارب الذين يثقون بهم وطلب المشورة منهم إذا كانوا محلًا للثقة"، مضيفةً أنه يمكن التوجه للمعالج الأسري أو النفسي إذا كانت المشاكل مستعصية جدًا".
أما السيدة "ن" وهي ربة منزل وأم لخمسة أبناء، ترى أن الصعوبات المادية هي المسبب الأكبر للمشاكل الأسرية، كما أن العائلة يجب أن تقتصد في المصروف حتى تتمكّن من الاستمرار والنجاح". وأوضحت "أن المهمة الأولى للزوجة هي تقديم الرعاية العاطفية، وبالنسبة للأب فيجب كذلك أن يقدم هذه الرعاية العاطفية إلى جانب الحزم"، فبحسب رأيها أنّ الأب هو قائد البيت الأول، وأنّه حتى يتمكن الأبناء من تقبل هذا الحزم فإنّه عليهما بناء أساس سليم من المودة والرحمة"، وأضافت "أنّه يجب أن يكون للأطفال وجود في اتخاذ القرارات بشكل جزئي بالذات إذا تعلقت هذه القرارات بهم، كما أنّ لكل بيت قواعده الخاصة وتوزيع أدوار مختلف عن الآخرين".
وأكدت كذلك أنه حتى يتمكن أفراد الأسرة من التفاهم فيجب عليهما "وضع الغضب بالثلاجة" وأن يكون تنازلات من الطرفين حتى يتمكنوا من بناء الحب والمحافظة عليه".
أما السيد "أ" 50عاما، يوافق على أن الحالة المادية من أسباب المشاكل الأساسية عند الأسر الفحماوية بشكل عام، بالإضافة إلى ابتعاد الزوجين عن بعضهما بأسلوب التفكير والتعصب بالآراء.
وأضاف أن الاجتهاد في العمل والاقتصاد في المصروف هي من أهم الحلول، وأنّ على الزوجين محاولة التقرب من بعضهما من خلال قضاء وقتهما بالنقاش الثقافي، وقضاء المزيد من الوقت الأسري معًا، وأنّه لا بد من التنازل أحيانًا حتى يتمكنوا من الاستمرار.
أما بالنسبة للأدوار فبحسب رأيه أن توزيع الأدوار أمر يتعلق بكل أسرة وأنّ الأساس هو أن يكمل الزوجان أحدهما للآخر، منوّهًا أن إلتزام الناس بهذه الأدوار هو أمر نسبي يختلف من أسرة لأخرى.
أما السيد "م" 29 عامًا، تزوج حديثًا، يرى أنّ ترهيب الزوجين لبعضهما البعض أو للأطفال وبناء العلاقة على الخوف وليس المحبة والاحترام هو السبب الأساسي للمشاكل في الأسرة. وأضاف أنه يجب عليهما مواجهة بعضهما البعض بأحاسيسهما حتى يتمكنا من حل هذه المشاكل".
وقال "إن الدور الأساسي هو للأم بكل عائلة وأنّ عليها تلبية احتياجاتهم العاطفية، وكذلك الأمر بالنسبة للأب". وينصح السيد "م" باستماع الآباء لأبنائهم وأن يكون هناك نشاطات عائلية وقضاء الوقت معًا قبل فوات الأوان حيث أنّه قد يصبح من الصعب على الأب أن يتقرب من الأبناء بعد أن ينضجوا لأنه قد يتشكل حاجز بين الأب وابنه من الصعب تخطيه بعد ذلك".
الى هنا، كانت آراء الناس حول طبيعة العلاقات الأفراد داخل الأسرة الفلسطينية وتحديدا من أم الفحم، ومن المؤكد أنّ هناك بعض الاختلافات من أسرة لأخرى.
-هذه الآراء لا تعبر بالضرورة عن آراء كاتبة المقال.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات