كان البروفيسور يورام لس – مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية السابق - ، ضيفا دائما على الاستوديوهات في بدايات الكورونا، لم يكن أي بث يخلو من مشاركته كمختص، وكان على النقيض دوما، يُظهر موقفا مختلفا يخلو من القلق والتنبؤات السوداوية، مؤكدا أنه لا حاجة لاغلاق دولة كاملة من أجل "فايروس" يقتل أقل من الانفلونزا. حيث تم تفسير ذلك على نحو "التضحية" بكبار السن لاستمرار حياة طبيعية، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة نحوه، ما جعله شخص غير مرغوب به في الاستوديوهات.
س.هل تعتقد أنك تتعرض للترهيب أو التنمر لأنك تُظهر موقفا لا يحظى بشعبية؟
ج.أستطيع القول إنه قبل أيام سمعت بأذني، بعد أن تم استضافي في إذاعة ما، أن نائب مدير عام وزارة الصحة البروفيسور ايتمار غروطو، يقول للمذيع أنه ممنوع استضافتي في الاستوديوهات، وفي يوم الجمعة الأخير، تم دعوتي لمقابلة أخرى، بعد ان حجزوا اللقاء معي قبلها بثلاثة أيام، وطلبوا مني عدم الظهور بأي مكان آخر قبلهم، لكن في اللحظة الأخيرة تم الغاء اللقاء، وقد أحضروا بدلا مني "المتنبئ المستقبلي" الذي يتنبأ بما سيجري مستقبلا البروفيسور "دفيد بسيج"، الذي أخبر الشعب الإسرائيلي إنه في أحسن الأحوال سيموت من الكورونا 40 مليون شخص، وفي أسوأ الأحوال سيموت 300 مليون شخص في العالم، وهذا يُظهر لك كيف أن الإعلام تحول لسانا للهستيريا، لأنه واضح اذا كنت قد ظهرت الى جانبه في المقابلة، سأخبر الشعب المذهول بأنه في إيطاليا يموت سنويا في موسم الانفلونزا 17 الف إيطالي، وفي إسرائيلي يموتون سنويًا من الانفلونزا 126 شخصا.
س.ماذا يعني ذلك؟
ج.إيطاليا معروفة بانتشار أمراض الجهاز التنفسي الهائلة، ثلاثة أضعاف من الدول الأوروبية الأخرى، في الولايات المتحدة الأمريكية يموت سنويًا في موسم الانفلونزا الطبيعي 40 ألف شخص، ومن الكورونا توفي حتى اليوم 50 شخصا ( حتى نشر المقابلة)، وجلّهم في دور العجزة المعروفة باسم "كيركلاند" في واشنطن".
خصائص كل دولة تختلف، في إيطاليا مثلا، جيل المتوفين من الكورونا أكبر من 81 عاما، والمجتمع الإيطالي عجوز وهشّ ويدخّن كثيرًا، ومعظم المتوفين هم رجال. في كوريا أصيبوا بالكورونا أكثرية نسائية صغيرات في السن وليست مدخّنات، ما يعني كل دولة تختلف عن الأخرى، وفي كل دولة يجب وضع مقارنة بين الذين يموتون الآن وبين المتوفين في موسم الانفلونزا الطبيعي التي لا يهتم له أحد. في دولة يوجد أشخاص يموتون أكثر بكثير بالانفلونزا من الكورونا، وما أقوله الآن قلته، لكن يفضّلون في الإعلام إحضار شخص مثل "بسيغ" يدّعي أنه متنبئ بالمستقبل ليرهب الناس، وانا على ثقة أن شيء من أقواله لن يحدث".
س.كيف يمكن أن تكون واثقا؟
ج.لأنه يوجد مثال جيد نسوه الجميع، إنه انفلنوزا الخنازير عام 2009، فايروس انتشر في العالم قادما من المكسيك، وحتى اليوم لا يوجد له لقاح، لكن ماذا؟ في نفس الفترة لم يكن فيسبوك او كان في بدايته، ما يعني أن الكورونا اليوم هي وباء مع علاقات عامة !
لن أقول كم سيموت في النهاية من الكورونا، لكن انا أقول لنفسي، الصين الكبرى، في كل إقليم يوجد 7 – 8 مليون إنسان، توفي فقط 3000 شخص، وفي كل دولة أنظر اليها الأعداد لا زالت قليلة، فإذا كان هذا وباء أسود مثل العصور الوسطى في إيطاليا، حيث توفي في حينه ثلث الايطاليين، اذًا من المفترض أن يموت اليوم 20 مليون شخص، الجدري الذي أحضره الأوروبيون لأمريكا قضى على جميع الأمريكيين الأصليين ( الهنود)، الأجواء اليوم في الدولة تشير الى أنه يوجد مرض سيقضي ويدمّر المجتمع، حيث أن "بسيغ" قال أن 300 مليون سيموت حول العالم من الكورونا، يعني أن مليون شخص سيموت في إسرائيل ".
س.لكن ذلك ليس فقط في بلادنا، كل الدول مثل ألمانيا، بريطانيا في حالة مشابهة
ج.رغم ذلك أنا أقول أن الأرقام التي نراها لا تدعو للذعر، لأنه في الصين تم منع الفيروس وأيضاً بسبب المناعة الطبيعية ، التي نسوا التحدث عنها، ما الذي أنهى وباء انفلونزا الخنازير؟ كيف سينتهى الوباء؟، من يظن أن الحكومة تنهي وباءً فهو مخطئ، ماذا يجري حقا؟ الفايروس لا يمكن أن يوقفه أحد، ينتشر في المجتمع، ثم يتعرض السكان - وليس المعرضين للخطر - ، للفيروس ، وفي وقت ما ينتج الجسم أجسامًا مضادة للفيروس ويمنع المرض، في هذه اللحظات الفايروس يتجول في إسرائيل لدى الكثير من الناس، بدون أن يعلموا بذلك، حيث ينكشف الكثير على الفايروس ويتلقحون ومن ثم تنكسر سلسلة الإصابة ويتوقف الوباء".
س.تتحدث عن النموذج البريطاني ، الذي يضطر فيه كبار السن إلى العزلة ، بينما يواصل بقية السكان ، الذين يطورون مناعة طبيعية ، حياتهم كالمعتاد.
ج.نعم ، أنا بالتأكيد أتفق مع هذا النهج: من ناحية ، لحماية السكان الضعفاء ، ولكن ترك الناس العاديين وحدهم ".
س.لكننا نرى أنه حتى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ، الذي حرض على هذه السياسة ، تراجع عنها في الأيام الأخيرة.
"هو انهزم. نحن في وضع يؤكد أنّ علم النفس (النفسيات) تتفوق على العلم والمعرفة. وضعت بين يديك عدّة معطيات التي تدلّ على أنّ الوهم هذا ليس مخيفًا.
الانفلنوزا العادية تؤدي الى التثاؤب، الشيخوخة لا تثير اهتمام أحد، ولكننا في حالة هستيرية معقدة لأننا في الفترات السابقة الكثير من الانظمة الفاشية تولت الحكم، وهذا هو الجنون بحد ذاته، الكثير من الشعوب تمر في أزمة نفسية".
س.أثرت ردود فعل غاضبة ضدك عندما قلت "يمكن التضحية بكبار السن"
ج.أبدا لم أستعمل كلمة "تضحية"، المذيع سألني اذا كنت اقصد ذلك، وفي الاعلام التلفزيوني لا مجال للحديث بالتفصيل، فأجبت نعم، وهذا ما لم أقصده على الرغم من أنني أتحمل مسؤولية ذلك".
س. اذًا ماذا قصدت؟
ج.في الحياة يمكن المجازفة، ولي أمثلة: عندما نقود السيارة، نتسبب بوفاة 350 شخص في السنة، فاذا أوقفنا المواصلات في إسرائيل، نمنع حدوث حالات الوفاة، وننقذهم".
مثال آخر: كثير من الجنود هم جيل شاب والحياة أمامهم، يموتون من أجل إقامة برامج وسياسيات أمنية في بعض الأحيان تكون وهمية، وبسبب هذه المخاطرة هل يجب تفكيك الجيش لإنقاذ حياة الجنود؟
اذا عدنا لمثالنا، الثمن الطبي لما يحدث الآن يشبه الثمن الذي ندفعه في موسم الانفلونزا الذي يكون بموسم الشتاء، في إسرائيل يموتون منها سنويا 126، في الولايات المتحدثة 40 ألف، في إيطاليا 17 ألف، وهذا الثمن الذي ندفعه من أجل نعيش حياة طبيعية ".
س. اذًا الضربة الاقتصادية أقوى من الجانب الصحي
ج.أنا أسمّي ذلك يوم "الكيبور – الغفران" الاقتصادي الاجتماعي، مئات الالاف من الإسرائيليين فقدوا مصدر عيشهم وزرقهم، وكثير سيموتون من نوبات قلبية وهلع واكتئاب نتيجة لذلك، وعليه فإنه بالحياة يوجد مجازفات ومخاطر ندفع ثمنها".
س. لماذا تعتقد أن موقفك قوبل في مثل هذا العداء؟
ج. أنا أتلقى دعما كبير من العامة، وهذه ليست عيّنة تمثيلية، ومن الشجاعة اظهار موقف مغاير".
س. قلت بنفسك أنك لا تعرف عدد الذين سيموتون
ج. في كل سنة يموت في إيطاليا 17 الف، اذا مات 170 الف فأعترف أني أخطأت، لكن حاليا العدد بالالاف، في ألمانيا أعداد قليلة من أصل 80 مليون ألماني، الوباء يتجول في العالم منذ شهرين، وفي ألمانيا لم يفعلوا شيئا حتى أخضعتهم الهستيريا".
س.لا يوجد زعيم شجاع يقول: هل أتصرف بشكل مختلف؟
ج. لا يوجد، والبعض يستغلها حتى لاحتياجاتهم وهذا هو مصدر قلق كبير ، مثل رئيس الوزراء المجري وتصريحاته ضد الإيرانيين. نحن نعرف من لديه الهستيريا هنا ونرى إلى أين تقود. كما كان من قبل حرب يوم الغفران ، هناك مفهوم وليس هناك رأي آخر. تم تدمير حياة المواطنين ، ولكن بسبب القلق ، فإنهم يتماشون مع مكان واحد ، إنها عملية "أورويليانية – تدخل حكومي في حياة المواطن بشكل كامل ": شعب واحد ، علم واحد ، قلق واحد. اليوم يلوح جميع ب وضع هستيري بالعلم الإيطالي. إنهم ليسوا على استعداد لسماع الأرقام ".
س. ولكن في الصين توقف الوباء بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة.
ج. انفلونزا الخنازير توقفت بدون أن يتوقف العالم، كل فيروس ينتج مضادات حيوية، الحكومة لا يمكن ان توقف وباءً، الذي يوقفه هو اللقاح الطبيعي، من غير الممكن إيقاف وباء بناءً على قرار حكومي، وهنا السؤال، يقول الصينيون إنهم أوقفوا الوباء بفرض حظر التجول ، لكن حظر التجول ينفد ويصبح الفيروس يتجول حرًا ، فكيف لا يستمر المرض والوفيات؟ إذا كانت نظرية حظر التجول صحيحة ، لكانوا استمروا في الموت هناك. من يتحدث عن هذا؟. الحكومة تقول "أنا فعلت" لكنها نسيت أن أجسادنا ذكية وتنتج اللقاح الطبيعي، وسلسلة العدوى تنهزم ومن ثم ينتهي الوباء، غير ذلك إنه يستمر !:.
س. سياسات الاغلاق وُجدت لمنع انهيار جهاز الصحة تحت ضغط علاج المرضى وليس فقط الموتى، نسيت ذلك
ج. إذا نظرنا إلى عدد الموتى بسبب الإنفلونزا في إيطاليا ، 17000 ، فمن الواضح أن هذا ليس سوى غيض من فيض أي شخص مريض بهذا المرض. تحت هذه الغاية كان هناك مئات الآلاف ، وربما مليون ، كانوا مرضى ولم يموتوا. المرضى الذين لم يموتوا احتاجوا أيضًا إلى العلاج ، ولم ينهار النظام. فلماذا يجب أن يكون الانهيار الآن؟ لقد سمعت منذ 35 عاما أن النظام الصحي الإسرائيلي ينهار. كما أن وباء الإنفلونزا الموسمية عبء على المستشفيات. هل أغلق أحد دولة إسرائيل؟ "
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات