| 05 تموز 2024 | 28 ذو الحجة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

تصريحات جلعاد خطوة في سياسات التهويد

  2019/08/17   10:58
   صالح لطفي - باحث ومحلل سياسي
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

في انتخابات الكنيست الثالثة عشرة لعام 2013  وتشكيل حكومة يمينية بقيادة نتنياهو 18.3.2013-14.5.2015 اتخذت تلكم الحكومة خطا استراتيجيا اتجاه القدس والمسجد الاقصى المبارك  تلخص بفرض السيادة المطلقة على المدينة والمسجد ولتحقيق هذه الغاية اتخذت كافة التدابير اللازمة وفي مقدمتها التدابير الامنية والقانونية التي تشرعن كل عمل تقوم به هذه الحكومة ، وخلال هذه الفترة تم التحريض الحكومي الممنهج والرسمي على الحركة الاسلامية المعروفة اعلاميا بالحركة الاسلامية الشمالية ومؤسسات ناشطة في خدمة المسجد الاقصى المبارك سواء كانت هذه المؤسسات اعلامية او ثقافية او نسوية وفي 2008.4.2014 توجه وزير الامن الداخلي جلعاد اردان لوزير الدفاع موشيه يعلون يطالبه فيها بإخراج من اسموه تنظيم المرابطين والمرابطات خارج القانون بحجة انهم يخلون في قواعد ما يسمون الوضع القائم" الستاتوس كفوو" وفي 11.29 من نفس العام طالب نتنياهو بسن قانون يخرج المرابطين والمرابطات عن القانون بحيث يصبح مجرد التواجد في المسجد الاقصى مخالفة قانونية تستوجب الاعتقال. وفي نفس العام تم تقديم قانون تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا وفي نفس العام اخرجت المؤسسة الاسرائيلية جمعيات اسلامية من الداخل الفلسطيني ذات صلة بالمسجد الاقصى المبارك وكان في مقدمة هذه الجمعيات جمعية مسلمات من اجل الاقصى  مؤسسة الفجر للثقافة والاعلام ومؤسسة اعلامية تهتم بالمسجد الاقصى والانتهاكات الجارية بحقه. وفي الدورة العشرين لانتخابات الكنيست التي اجريت في 14.5.2015 اعيد انتخاب نتنياهو وفريقه واستمر بوتيرة اكبر واسرع في القدس والاقصى وكانت سياساته ومن معه تتجه نحو تطبيق سياسات الامر الواقع في المسجد الاقصى وخلق ستاتوس كفوو جديد وقد وقفت الحركة الاسلامية لكافة هذه المخططات بالمرصاد وبات واضحا ان هذه الحركة تقوم بعملية تعبئة دائمة تقف حاجزا منيعا امام تحركات الاحتلال الرامية لتفريغ المسجد من المصلين والمصليات. ولتحقيق هذه السياسات شرع الاحتلال بعملية ملاحقات لم تتوقف ضد ابناء الحركة الاسلامية ومحبيها ومن كان يشد الرحال ويرابط في المسجد الاقصى المبارك ولذلك قام الاحتلال في 9.92014 بحظر المرابطين والمرابطات بحجة مشاركتهم في اعمال تحريضية تخل بالستاتوس كفوو  وقد لاقى هذا القرار الاحتلالي موافقة جهات عربية والمضحك المبكي ان هذه الشماعة التي تعلق بها الاحتلال ليخرج ما اسموه المرابطون اليوم يأتي اردان ونتنياهو ويقولان ان الستاتوس كفوو في غبن وظلم يلاحقان اليهود ولا بدَّ من تصحيح هذا الخطأ التاريخي.

في عام 2015 حظرت هذه الحكومة الحركة الاسلامية تماشيا مع سياساتها الرامية لفرض السيادة من جهة  بعد ان رات بالحركة الاسلامية عقبة كؤود تحول دون تنفيذ سياساتها وإحداث ثقب في جدارالوعيين العربي والفلسطيني . ويمكنني الجزم ان كل ما حدث في المسجد الاقصى منذ عام 2013 والى لحظة حظر الحركة الاسلامية تمَّ بالاتفاق مع جهات عربية ودولية ففيما كانت حسابات الانظمة العربية تصفية حساباتها مع التيار الاسلامي الاخواني كانت حسابات اسرائيل وعينها على المسجد الاقصى المبارك وقد تقاطعت مصالح هذه الدول لتصل الى هذه اللحظة التاريخية من التواطؤ على المسجد الاقصى المبارك بعدئذ صرح نتنياهو واردان انه لا بد من تغيير في وضعية اليهود في المسجد الاقصى المبارك  وايجاد مكان يصلون فيه ، ولذلك فأن تزامن هذه التصريحات يوم العيد الاضحى لم يكن عبثا فهل جاءت هذه التصريحات بعد ان حصل نتنياهو على ضوء اخضر من دول عربية كالسعودية ، مثلا ،وقد بات بعض علمائها يصرحون ان المسجد الاقصى المذكور في القران  ليس في القدس وهل وصل الاختراق الاسرائيلي للأنظمة العربية ونخبها الى لحظة يعتقد نتنياهو ان امامه فرصة قد ات تتكرر.

يوم الاحد الدامي..
شهد ت ايام عيد الاضحى المبارك خاصة يومي الاحد والاثنين مواجهات دامية بين المصلين والمحتل الاسرائيلي في المسجد الاقصى المبارك أعادت الى الاذهان أعوام 2013-2015والمواجهات التي كانت تحدث بين المصلين والاحتلال، وأعادت مجددا الى الواجهة الحركة الاسلامية التي حذرتها المؤسسة الاسرائيلية عام 2015وكان من اسباب ودوافع حذرها موقفها المبدئي الصريح والواضح من خطورة الاحتلال على المسجد الاقصى المبارك وتحذيراتها الدائمة  من مغبة تقسيمه الزماني والمكاني تمهيدا لبناء الهيكل وقيامها بعشرات النشاطات " السلمية" التي حالت دون تنفيذ الاحتلال مخططاته التهويدية في المسجد الاقصى المبارك ،  فيما لا يزال الى هذه اللحظات  رئيس هذه الحركة المحظورة ، الشيخ رائد صلاح يحاكم على هذا الملف ، ملف المسجد الاقصى المبارك ، مما يعني ان تحذيرات الحركة ونشاطها لإحياء المكانة المقدسة والتوحيدية والإحيائية للمسجد ما زالت حية وقائمة  تقلق الاحتلال رغم مرور سنوات على الحذر.

ومنذ عام 2105 والى هذه اللحظات فإن السياق الاسرائيلي ماض نحو تهويد المسجد الاقصى مسرعا بلا هوادة وكأنهم في صراع مع الزمن لتحقيق حلم يراود كافة الصهاينة وبات نتنياهو يطمع ان يتوج بمنصب ملك اسرائيل " منصب توراتي كهنوتي ورمزي" من خلال تهويد المسجد وإحكام السيطرة والسيادة عليه وتحقيق تقسيم مكاني تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم حيث ستكون نواته الاولى كما يرشح من تصريحات آردان في مصلى باب الرحمة والساحات المحاذية له.

ما حدث يوم الاحد من مواجهات اثر قرار قائد الشرطة في القدس دورون ياديد السماح لليهود والسياح اقتحام  المسجد الاقصى بعد انتهاء صلاة العيد التي شارك فيها اكثر من 100 الف مصلي  وتفرق اعداد كبيرة منهم  يجدد جدل العلاقة القائم بين الاحتلال من جهة كقوة نافذة على الارض ومعه والى جانبه دعما وتأييد – بغض النظر عن نوعية وماهية وجوهر وكيفية هذا التأييد - الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية وعديد الدول العربية   ويقابله مباشرة اهلنا في القدس ومن خلفهم دعما وتأييدا- بغض النظر عن كيفية ونوعية هذه الدعم والتأييد- الشعب الفلسطيني بكل قواه الحية والسلطة الفلسطينية والشعوب العربية والاسلامية ، مع الفارق الكبير بين الدعمين وكيفيته ولحظته التاريخية وكيف يتم في الصراع هذه اللحظات هو بين مجموعتين الاحتلال الاسرائيلي بكل قوته ومخابراته وصولجانه وأهالي مدينة القدس بما يملكون من ارادة فقط أّذ معادلات القوى المادية للوهلة الاولى في صالح المحتل بما يملك من امكانيات وادوات ودعم لافت عربي واجنبي بيدّ أنَ مسألة الحقوق والارادات عادة ما تُغَير من معادلات الصراع اذا ما توفرت العزيمة والارادة لدى الفريق الأضعف من حيث الإمكانيات وأحاطت به جموع دافعة تعين هذه المجموعة واذا ما  تمَّ استشراف دقيق وإدارة ذكية للصراع .

تاريخيا في عام 2014 باشرت حكومة نتنياهو بفرض مباشر لسياسات الامر الواقع على المسجد الاقصى المبارك مستعينة بسلة من القوانين التي سنتها الكنيست والاجراءات الممنوحة للوزراء اصحاب الصلة ولقوى الامن المختلفة ولعل قانون التقسيم الزماني والمكاني الذي لا يزال في دُرَجِ الكنيست يبين لنا وجها من اوجه هذه السياسة فضلا عن قانون المرابطين والمرابطات.
مرحلة التقسيم المكاني؟.
متابعات متواضعة لصيرورات الصراع على المسجد الاقصى منذ حذر الحركة الاسلامية وتداعيات الحظر على المكون الاسلامي الحركي يكشف عن عدم وجود عربية او فلسطينية او اسلامية  منهجية تقف امام صلف الاحتلال وعنجهيته وتبين ان هذه الاحتلال بات منذ عام 2015 اكثر توحشا وإصرارا على تنفيذ مخططه الرامي للانتقال بالمسجد من طور التقسيم الزماني المعمول به الى المرحلة التالية : مرحلة التقسيم المكاني والذي تجلى بتصريحات اردان ونتنياهو خلال هذا الاسبوع على اكثر من موقع وبيان ،  ومن الواضح ان تصريحات وزير الامن الداخل جلعاد آردان تتماهى مع رؤية وعقيدة رئيس الوزراء الذي لا يرى للمسلمين ذرة حق على المسجد بل ويعتبرهم مغتصبون لا بدّ من طردهم منه وهذه الرؤية التي يؤن بها نتنياهو يقوم اكثر من وزير بالاضافة الى رئيس بلدية القدس بتنفيذها عبر سياسات يشرف عليها مكتبه مباشرة وتنطلق هذه السياسات ابتداء من فرض السيادة . في هذا السياق يمكننا قراءة تصريح هذا الوزير لجالي تساهل التي تعرض فيها لما قامت به الشرطة في المسجد الاقصى المبارك " قائد الشرطة هو صاحب الصلاحية في اتخاذ القرار بشأن عدد القوة التي يجب تفعيلها والاعداد التي تدخل . سياستي وسياسة رئيس الحكومة هو ادخال اكبر عدد ممكن من اليهود لجبل الهيكل-المسجد الاقصى-. عندما تمنع الشرطة هذا الامر (أي ادخال اليهود) فهذا لا يعني ان السيادة ليست لنا". وفي المقابلة عينها التي قامت بها جالي تساهل في لحظة احداث يوم الاحد صرح جلعاد ايضا بأنَّ الوضع القائم" الستاتوس كفوو" في المسجد الاقصى فيه غبن ويظلم اليهود ولذلك على مدار عشلاات السنين عندما يصلي المسلمين لا يوجد زوار يهود " وهو بهذا يلمح وبوضوح الى ضرورة وقف هذا الوضع وتغييره ولطالما اعلن نتنياهو ان هناك ضرورة لتغيير هذا الوضع القائم . لتحقيق هذه التغيير تتم عملية بطيئة ولكنها منهجية وخلاصتها رفع مستمر اعداد اليهود المقتحمين للمسجد الاقصى المبارك بحيث تتم عمليات الاقتحام تحت حماية الشرطة وبدعم من كافة الأجهزة بما في ذلك المخابرات العامة الخاضعة لمسؤولية رئيس الحكومة مباشرة  لذلك تباهى اردان في هذه المقابلة بأن اعداد اليهود المقتحمين للمسجد الاقصى ارتفعت بنسبة 350%  خلال فترة هذه الحكومة –أي منذ عام  2015 الى هذه اللحظات- مشيرا الى ان التحدي الوحيد امامهم هو حمائي  بامتياز وهذا التصريح على خطورته يكشف عن جانب من جوانب جدل العلاقة الامنية  القائم بين من هم اصحاب وصاية وولاية ومسؤولية على اختلاف مناصبهم ومشاربهم وبين الاحتلال الاسرائيلي مما يؤكد مجددا ان الصراع تم تقليصه من صراع على المستوى العربي-الاسلامي  مع الاحتلال الى صراع بين اهالي القدس وخلفهم الشعب الفلسطيني وهذا التصريح لآردان يمنحنا كمحللين بعض الاضاءات والاشارات الى المستقبل القادم على المسجد الاقصى المبارك.

هذا البعد الحمائي الوقائي الذي لا يتحقق الا من خلال قوات شرطية وحرس حدود وقوات خاصة لجهاز الامن الاسرائيلي دور أساس فيه  وطرح آردان للموضوع بهذه الصراحة يؤكد انهم انتقلوا الى المرحلة الاخيرة بعد ان نجح نتنياهو باختراق العالم العربيي الرسمي بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية وحصوله على منجز خاص به حول القدس والولاية والسيادة التاريخية .

الاقصى والسجال البين يهودي..
اردان ونتنياهو يسعيان لابعاد المسجد عن السجال بين قوى اليمين حيث تراهن على كسب اكبر قدر ممكن من المقاعد في الكنيست ولذلك اضطر اردان لاستعمال الارقام كدلالة على جهود وزارته ورئيسه في الاستحكام في المسجد وبسط سيادتهم عليه وتحدث ان يوم الاحد الماضي حيث التقت ذكرى خراب هيكلهم مع اليوم الاول من عيد الاضحى المبارك  شهد دخول 1772 مقابل 1442 مقتحم في العام الماضي.
من المهم هنا ان يدرك القارئ الكريم والقارئة الكريمة ان عدد المصلين في عيد الاضحى تجاوز المئة الف فيما وصل عدد المقتحمين من غلاة اليهود كما ذكر اردان فقط 1772 مقتحم هذا بعد صولات وجولات ونداءات واستعطافات من جمعيات ومؤسسات ، وهذا بدوره فيه العديد من الملامح والإشارات التي يمكن لصانع القرار ان يتنبه لها ويستثمرها في استشرافاته واستراتيجيات عمله من اجل المسجد الاقصى.

يسعى نتنياهو عبر سياسات الخطوة خطوة والدفع والضغط الدوليين لتحقيق مراده ويتحسب من ان تهور اليمين يمكن ان يخلط الاوراق خاصة في منطقتنا العربية ويفسد كل ما بناه اذ اليمين الديني شعبويا يعلو كعبه خاصة وأنهم اصحاب المبادرات والنشاطات لاقتحام المسجد وهم من يتعاونون معه لتحقيق سياسات الامر الواقع التي يمارسها منذ عدد سنين، وذلك لتحقيق اكبر قدر ممكن من نقاط القوة محليا واقليميا وطبعا دوليا لتنفيذ مشروعه اتجاه المسجد الاقصى المبارك فهو يعمل على تحييد هذه القوى عبر سياسات العصا والجزرة وهوما استعمله مع وزير المواصلات سموطريتش على سبيل المثال لا الحصر.

في مقابلة يوم الاحد الفائت مع راديو90أف أم قال وزير الامن الداخلي جلعاد آردان بوضوح انه لا بدَّ من تغيير الوضع القائم" ستاتوس كفوو" وفي رد حول بناء كنيس تحدث بوضوح  أكثر من ان الامر يتعلق بتنسيق سياسي دولي ، ويمكن للمصلين اليهود الصلاة في اماكن مفتوحة واماكن مغلقة .والمكان المقصود هو مصلى باب الرحمة والمنطقة المفتوحة هي ساحات المسجد الاقصى الشرقية فهل نحن على ابواب اتفاقيات جديدة بين الاحتلال ودول عربية  تطمع بموطئ قدم في المسجد الاقصى تسعى للموافقة على منح اليهود مكانة تحت شمس المسجد الاقصى المبارك.
الايام القادمة كفيلة بكشف المستور .
 


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات