أعلن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، الاتفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وقف عملية "نبع السلام" العسكرية شمالي سوريا.
وأوضاف بنس، خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة عقب اجتماع مع أردوغان استمر قرابة ساعتين و40 دقيقة، اليوم الخميس: "اتفقنا مع تركيا على مواصلة العمل لمواجهة تنظيم داعش، وأجرينا اتصالات مع قوات سوريا الديمقراطية، لضمان انسحابها مسافة 20 ميلاً من الحدود السورية - التركية".
كما أشار نائب الرئيس الأمريكي إلى "التزام بلاده العمل مع تركيا على تأمين انسحاب منظَّم للقوات الكردية خلال 120 ساعة، ووقف العمليات العسكرية بالكامل في شمالي سوريا".
وأكد أن "تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على حماية السجون في شمالي سوريا، ومواجهة داعش"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن بلاده لن يكون لها وجود عسكري هناك.
وأرجع "بنس" الفضل في التوصل لهذا الاتفاق إلى العلاقة القوية بين ترامب وأردوغان، مشدداً على أن "الرئيس الأمريكي وافق على رفع العقوبات التي فُرضت على أنقرة يوم الاثنين الماضي".
كما شدد على أن "ما توصلنا إليه اليوم يخدم بشكل كبير، مصالح الأكراد وكذلك مصالح الشعب التركي"، موضحاً أنه "على مدى خمس ساعات من التفاوض، حققنا الكثير فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة شمالي سوريا".
وختم "بنس" كلامه بالقول: "بعد توصُّلنا إلى هذا الاتفاق، لا مجال لفرض مزيد من العقوبات على تركيا".
"اتفاق بشروطنا"
من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي له عقب حديث بنس: "أخذنا ما نريده في مفاوضات اليوم مع الأمريكيين، نتيجة القيادة الحكيمة لرئيسنا أردوغان وبشروطنا".
وأضاف وزير الخارجية التركي: "لن نوقف عملية نبع السلام، بل سنعلّقها حتى نراقب انسحاب التنظيمات الإرهابية، واتفقنا مع الجانب الأمريكي على سحب الأسلحة الثقيلة من القوات الكردية وتدمير مواقعها".
وأوضح أيضاً أن "الولايات المتحدة قبِلت بتنفيذ الشروط التركية بتطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية، وتم الاتفاق على استرداد الأسلحة الثقيلة من تنظيم YPG الإرهابي".
وتابع: "أكدنا ضرورة وحدة الأراضي السورية، وسنتحدث مع الروس بعد دخول قوات النظام السوري إلى منبج وعين العرب"، مشيراً إلى أن هدف بلاده "إنشاء منطقة آمنة بطول 44 كم وبعمق 32 كم".
وشدد في هذا الصدد: "نخطط لعودة مليوني لاجئ مبدئياً إلى المنطقة الآمنة، ويجب أن تتحول المنطقة المستهدَفة إلى منطقة آمنة تماماً، كي يعود إليها اللاجئون طواعية".
كما بيَّن الوزير التركي أن بلاده "قادت نضالاً حازماً ضد داعش، وحيَّدت أكثر من 4 آلاف من عناصره في سوريا والعراق".
وعن زيارة الرئيس التركي للولايات المتحدة المقررة في الـ13 من الشهر المقبل، أكد وزير الخارجية التركي أن "الزيارة ما زالت قائمة في موعدها".
ترامب: أردوغان قائد عظيم
وتعليقاً على الاتفاق بين أنقرة وواشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع تركيا بشأن شمالي سوريا "إنجاز عظيم".
وأضاف ترامب في كلمة للصحفيين: "إن الفرصة ما زالت متاحة للرئيس أردوغان لزيارتنا في واشنطن الشهر المقبل".
وأثنى الرئيس الأمريكي على نظيره التركي، قائلاً: إن "أردوغان قائد عظيم وشديد البأس، وقد حقق شيئاً عظيماً، وأنا أشكره، وأقدّر ما فعلته تركيا، وأكنُّ كثيراً من الاحترام للرئيس أردوغان".
وتابع قائلاً: "أعتقد أنَّ وقف إطلاق النار سيستمر، والرئيس أردوغان يريد ذلك، تركيا عانت كثيراً وتعرضت للضرر من هذه المنطقة في شمالي سوريا".
وأضاف: إن "الوضع الآن يجعل الجميع سعداء، ويمكننا الآن إعادة جنودنا إلى الوطن، ولا نحتاج فرض عقوبات على تركيا، ولم أكن بحاجة للكونغرس لفرض تلك العقوبات".
وتابع ترامب: "سنتمكن من إعادة جنودنا إلى الوطن مع بقاء قدرتنا على احتواء تنظيم داعش، وحققنا كل ما يمكن أن نحلم به فيما يتعلق بالوضع في شمالي سوريا".
تفهُّم هواجس تركيا
البيان التركي - الأمريكي الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع بين بنس وأردوغان، أكد أن أنقرة وواشنطن تحافظان على تعهُّداتهما بحماية أراضي وشعوب دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأن واشنطن تتفهم هواجس أنقرة الأمنية المشروعة حيال حدودها الجنوبية.
كما شدد البيان المشترك على أن الجانب التركي يتعهد بحماية جميع السكان في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية، ويؤكد أنه سيبذل أقصى درجات الاهتمام، لتجنُّب الإضرار بالمدنيين والبنية التحتية في تلك المنطقة.
واتفق البيان على أن من الضروري استهداف العناصر الإرهابية ومخابئها، وتحصيناتها ومواقعها وأسلحتها وآلياتها ومعداتها فقط.
كما أكد البيان التركي - الأمريكي المشترك "التزامهما بحماية حياة وحقوق الإنسان والمجتمعات الدينية والعرقية"، وأقر بأن "التطورات الميدانية، خاصة في شمال شرقي سوريا، تتطلب تنسيقاً أوثق على أساس المصالح المشتركة".
وكانت العلاقات بين أنقرة وواشنطن توترت بشكل غير مسبوق، بعد أن أطلقت تركيا عملية "نبع السلام" العسكرية لاستهداف المليشيات الكردية الانفصالية، يوم التاسع من الشهر الجاري.
كما تهدف تركيا من العملية العسكرية إلى إقامة منطقة آمنة تُمهد الطريق أمام عودة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى ديارهم وأراضيهم بعد نزوح قسري منذ سنوات، وتغيير ديمغرافي طال تلك المنطقة بعد سيطرة المليشيات الكردية عليها.
وكان بنس قد وصل إلى أنقرة في وقت سابق من اليوم، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، للقاء المسؤولين الأتراك والتفاوض معهم حول عملية "نبع السلام".
والثلاثاء الماضي، أعلن ترامب أنه سيرسل وفداً رفيع المستوى إلى تركيا، للتفاوض مع أردوغان حول الوضع في شمال شرقي سوريا، وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار، مهدداً في الوقت ذاته بـ"تدمير الاقتصاد التركي" في حال فشلت المفاوضات بين الطرفين.(الخليج اونلاين)
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات