بعد موجة من الهجمات الإسرائيلية التصعيدية؛ أدى تفجير أجهزة النداء واللاسلكي، التي يُنسب تفجيرها على نطاق واسع إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الهجمات الجوية عن مقتل العشرات من الناس، بما في ذلك بعض كبار قادة حزب الله مثل إبراهيم عقيل قائد العمليات الخاصة في حزب الله، وأحمد وهبي قائد العمليات العسكرية لوحدة الرضوان، وإصابة الآلاف، أدى الى مزيد من التوتر والقلق من أن الجيش الإسرائيلي يحول تركيزه نحو حزب الله، بعيدا عن حماس في غزة، وهو الأمر الذي كان يحذر منه منذ أشهر.
ردا على ذلك، انطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في الساعات الأولى من فجر الأحد في عشرات البلدات في شمال إسرائيل، مما دفع الجبهة الداخلية الى تشديد القيود على التجمعات العامة في مناطق بما في ذلك مرتفعات الجولان والجليل. لكن معظم صواريخ حزب الله، التي أطلقت من لبنان، حيث يتمركز، اعترضتها أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وكانت هناك تقارير عن إصابات طفيفة فقط.
لكن صفارات الإنذار من الغارات الجوية استمرت في الانطلاق في شمال إسرائيل مع شروق الشمس يوم الأحد. وقال حزب الله إنه استهدف قواعد عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك واحدة بالقرب من مدينة حيفا الساحلية.
وبعد القصف الأول، سُمع دوي انفجارات في عكا وحيفا والكريات، وسُجِّلَت اعتراضات في سماء الناصرة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "تم رصد نحو عشر عمليات إطلاق نار عبرت من الأراضي اللبنانية، وتم اعتراض معظمها، وتم رصد تحطمها في المنطقة". وأفاد المتحدث باسم نجمة داود الحمراء أن رجلا يبلغ من العمر 60 عاما أصيب في القصف، وحالته "طفيفة جدا". ويبدو أنه أصيب بشظية من أحد الصواريخ الاعتراضية. وأبلغت الشرطة أن هناك بلاغات عن سقوط عدد من الشظايا الاعتراضية في عدة مراكز "في الشمال"، كما اندلع حريق في منطقة مفتوحة بين كفار باروخ ومجدال هعيمك، على ما يبدو بسبب شظايا تم اعتراضها.
وقبل القصف الثاني، انطلقت صفارات الإنذار محذرة من تسلل طيران إلى عدة مناطق في جنوب هضبة الجولان، وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن هذه "أهداف جوية مشبوهة" عديدة دخلت البلاد من اتجاه العراق – وتم اعتراضها بنجاح. كما أفادت التقارير أن الأهداف لم تعبر الأراضي الإسرائيلية ولم تقع إصابات في الحادثة.
وبعد إطلاق الصواريخ حوالي الساعة 5:00 صباحًا، أعلنت الشرطة عن إصابة مباشرة لمصنع ألبان في مرج يزرعيل، وإصابة عدة أبقار. وبالإضافة إلى ذلك، لحقت أضرار بالممتلكات أيضا.
في المجمل، تم إطلاق ما يزيد عن 110 صواريخ في الهجمات المتتالية، وتشير التقديرات إلى أن بعضها كان يستهدف رمات ديفيد، كما أصابت الصواريخ مناطق شرق حيفا والجليل الأسفل، وأسفرت عن أضرار واشتعال الحرائق في بعض المواقع. بالإضافة إلى ذلك، تم اعتراض طائرتين بدون طيار من العراق خارج حدود البلاد، ونفذ جيش الدفاع الإسرائيلي موجات واسعة من الهجمات في لبنان، حيث هاجم حوالي 300 هدف، معظمها من قاذفات تضم آلاف القاذفات الموجهة نحو الشمال.
من جهته، أعلن حزب الله صباح اليوم الأحد عن استهدافه لمواقع تابعة لشركة "رفائيل" للصناعات العسكرية المتخصصة في تطوير الأنظمة والتجهيزات الإلكترونية العسكرية، في منطقة زوفولون شمال حيفا. وأفاد الحزب أنه أطلق عشرات من الصواريخ التي يستخدمها لأول مرة منذ 8 أكتوبر، وهي من طراز فادي 1، وهو صاروخ من عيار 220 ملم ومداه 80 كلم، وفادي 2، عياره 302 ملم ومداه 105 كلم، والكاتيوشا عند الساعة 6:30 صباحا.
وأوضح حزب الله أن هذا الهجوم يأتي كرد أولي على المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، مشيرًا إلى تفجير أجهزة الاتصالات ومجزرة البيجر. كما أكد الحزب أنه استهدف قاعدة ومطار "رامات دافيد" جنوب شرق حيفا، ردًا على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المناطق اللبنانية.
وفي ظل هذا التصعيد، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات جديدة للتعامل مع الأوضاع الأمنية المتدهورة، تضمنت قيودا على الأنشطة العامة وتعليق الدراسة في مناطق جنوب الجولان والجليل الأعلى والجليل الأوسط والجليل الأسفل، بالإضافة إلى منطقة حيفا والأغوار.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات