في جريمة تخطت الحدود الحمراء، قُتل الزميل الصحافي، نضال محمد أبو العيلة إغبارية - مدير موقع بلدتنا -، من أم الفحم متأثرا بجروحه الحرجة في جريمة إطلاق نار في المدينة، وقعت مساء الأحد.
وجاء في التفاصيل، أن جناة أقدموا على إطلاق النار على الزميل نضال اغبارية خلال تواجده داخل سيارته في حي الكينا (البير) بأم الفحم .
وبحسب مصدر طبي، فإن إغبارية أصيب بعيارات نارية في القسم العلوي من جسده، ما أسفر عن إصابته بجروح حرجة.
وقدم طاقم طبي من “نجمة داود الحمراء” عمليات الإنعاش له، ثم جرى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى “هعيمك” في العفولة لتلقي العلاج، بيد أنه جرى إقرار وفاته بعد فشل محاولات إنقاذ حياته.
وأفاد مصادر محلية، بأنه جرى العثور على مركبة وقد أضرم بها النيران في منطقة عين خالد بأم الفحم، والتي يشتبه باستخدامها على يد الجناة في الجريمة.
وجاء عن الشرطة، أنها باشرت التحقيق في ملابسات الجريمة؛ دون أن تبلغ عن اعتقال أي مشتبه به بالضلوع فيها، مع العلم أن مسرح الجريمة كانت تحت أعين كاميرات مراقبة منصوبة في حي الكينا وهي تابعة للشرطة، وكاميرات أخرى منصوبة على منزل الضحية.
يُذكر بأن الزميل نضال اغبارية تعرض منزله قبل نحو عام لإطلاق نار، والى اليوم لم تقم الشرطة باعتقال أي مشتبه في الملف.
يشار الى أن الضحية رحل تاركا خلفه زوجة ثاكل وابنة وحيدة (11 عاما ) رُزق بها بعد انتظار دام سنوات.
الصحافي نضال إغبارية سلّم الشرطة تسجيلات ومكالمات هددت حياته؛ ولم تفعل شيئا
وقال الزميل الصحافي، حسن شعلان الذي حضر الى مسرح الجريمة، قال "إن القتيل "كانت بحوزته تسجيلات ومكالمات هددت حياته، وتوجه عدة مرات إلى مركز الشرطة وسلمها ما بحوزته من تهديدات إلا أنها لم تفعل شيئا بسبب إهمالها وتقاعسها واستهتارها، وهذه الجريمة فيها تخط لكل الخطوط الحمراء ولن نسكت عليها".
وأضاف أن "الزميل إغبارية راح ضحية جريمة قتل بدم بارد بسبب إهمال الشرطة، وجميعنا نعلم بأنه لم يكن هو المستهدف لكن للأسف الشديد لم يستطع أحدا مساعدته".
نعي
هذا ونعى موقع "رواق" الزميل الصحفي نضال اغبارية، حيث أكد على أن اغبارية ضحية اهمال وتقاعس الشرطة التي لا تلقي بالا ولا تقيم وزنا للإنسان والمواطن العربي في هذه البلاد.
وطالب موقع "رواق" الشرطةَ بأن تكفّ عن الاستهتار بما يتعرض له المواطنون العرب وأن لا تعتبرهم مجرد أرقام، فالتهاون مع المجرمين وأسلحتهم حتما سيكون له عواقب وخيمة على ساحره.
وأكد موقع "رواق" بأن نضال اغبارية كان من خيرة الزملاء الحريصين على مجتمع سليم طاهر يخلو من شوائب وآفات العنف بأشكاله وألوانه. رحمه الله ورزقه نعيم جنانه".
من جانبه رثى مدير موقع رواق - أنس موسى - الزميل الصحافي نضال اغبارية عبر منشور في فيسبوك بالقول :" لا أكاد أصدق، الجار الصديق الأخ الحنون والزميل نضال رحل ... اغتالوه بدم بارد .. لا تصدقوا أي كلمة قد تشكك بهذا الرجل الصالح الذي أشهد له بجمال أخلاقه وأدبه وحسن تعامله واشراقة ابتسامته وصبره على عثرات الحياة ومشاق مهنة المتاعب ..
رحمك الله أيها الشهيد الصحفي نضال ابو العيلة اغبارية صاحب الكلمة الحرة والموقف الثابت الجريء .. رحمك الله ورزقنا جميعا الصبر على فقدانك
انا لله وانا اليه راجعون"
هذا وكتب أيضا الزميل الصحافي طه محمد اغبارية عن الزميل نضال محمد اغبارية (44 عاما) ما يلي:" أحد أوائل العاملين في التصميم الإلتكروني وتصميم "المواقع" إلى جانب التصميم الورقي، درس في "التخنيون" في مجال هندسة الحاسوب، وله إبداعات في هذا المجال منها برنامج في مجال البنوك، رزقه الله بطفلة (11 عاما) وهو مؤسس ومالك موقع "بلدتنا".
نضال، المتدين منذ الصغر، المرتبط بالمساجد منذ الصغر، الطاهر النقي "العنيد" في مواقفه.
أشهد يا نضال ولا نزكيك على الله انك لم تأكل حق أحد، وكنت تعيش من المدخولات المتواضعة من الاعلانات في الموقع والعمل في مجال صيانة انظمة الحوسبة في بعض المؤسسات.، أعلم انك رفضت عروضا ضخمة للعمل والربح لكنك آثرت "القناعة".
لا يعلم من قتلك كأنه "قتل الناس جميعا"، فكيف ان كنت مظلوما، لا يعلم من قتلك ماذا فعل، لا يعلم ان غضب الله عليه ولعناته ستلاحقه في الدنيا والآخرة.
عرفت نضال منذ نحو ثلاثة عقود، كان طفلا بابتسامته، غيورا جدا على دينه، يكره الظلم والظالمين والطغاة على اشكالهم، لم يغير ولم يبدل تبديلا.
لقد أبكيتني كثبرا أيها الحبيب، فمثلك نحزن عليهم ونبكيهم، لأنك من معالم النقاء التي كانت في مجتمعنا المكلوم المنكوب بمن ضيعوا دينهم وآخرتهم من أجل غرض في هذه الدنيا الحقيرة.
رحمك الله رحمة واسعة."
استنكار وادانة
في أعقاب الجريمة، اصدر مركز إعلام بيانا جاء فيه: “نتمنى الرحمة للزميل نضال ولنا، محزن جدًا. المس بالصحافيين ومنتخبي الجمهور خرق لكل الخطوط الحمر وتصعيدًا اضافيًا من قبل منظمات الإجرام التي تعيث بمجتمعنا فسادًا. الحديث ليس فقط عن المس بنضال الشخص، انما بحرية التعبير وحق الجمهور في المعرفة”.
وأضاف “سنوات من التجاهل المؤسساتي والشرطيّ، عززت منظمات الإجرام التي باتت لا تخاف من اسقاطات جرائمها، وهذه هي النتائج”.
بلدية ام الفحم: رحمك الله أيها الإعلامي الصادق نضال العيلة
وقالت بلدية أم الفحم في بيان “صعقت مدينة ام الفحم وصدمت مساء اليوم الاحد، بمقتل الصحفي والإعلامي المرحوم نضال محمد أبو العيلة اغبارية، إثر إطلاق النار عليه أمام منزله في شارع المدينة الرئيس في حي الكينا، على يد مجهولين”.
وأضافت “المرحوم، المغدور والفقيد الإعلامي الشيخ نضال أبو العيلة ما عرف عنه إلا كل خير، وكل صدق، وصاحب أخلاق طيبة وكريمة وصاحب دين، أحبه كل من عرفه، خسارة كبيرة لبلدنا ام الفحم، شهد له القاصي والداني بحسن الخلق والمعاملة والأدب”.
وختمت بالقول “بلدية ام الفحم تستنكر وتشجب هذا الحادث الإجرامي، وتطالب الشرطة باتخاذ الخطوات والإجراءات المطلوبة واعتقال المجرمين القتلة لمحاسبتهم ونيلهم العقوبة، وتتقدم إلى ذويه وعائلته بتعازيها الحارة، داعين الله عز وجل أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يغفر له ويدخله الفردوس الأعلى وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، وأن ينتقم من المجرمين المعتدين. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات