صالح حسن معطي
نعيش في الفترة الحالية موسم الأفراح والليالي الملاح، حيث يشهد موسم الأعراس لعام 2022، انتعاشا لافتا، خاصة بعد إلغاء كافة تقييدات الكورونا التي شهدتها البلاد في العامين الأخيرين (2021-2022)، وعودة الحياة إلى طبيعتها. حيث شهدت قاعات الافراح حجوزات كبيرة، خاصة وان العديد من العرسان أجلوا حفل زفافهم في العامين الأخيرين بسبب جائحة الكورونا. كما تشهد أعراس هذه الأيام اختلافا كبيرا عما كان سائدا في سنوات سابقة.
تطغى على أعراس اليوم مظاهر عديدة مثل "حفلة جبلة الحناء، توديع العزوبية"، وايضاً ارتفاع تكلفة أسعار المغنين في الأعراس وخاصة العربية التقليدية، واختفاء بعض العادات القديمة مثل زفة العريس سيراً على الأقدام من " حمام العريس" وصولاً الى قاعة العرس او منزل العريس، بالاضافة الى اقامة حفلات الزفاف داخل قاعات الافراح والابتعاد بشكل كلي عن اقامتها في الاحياء او الملاعب والقاعات المحلية داخل المدينة كما كان يحدث في الماضي.
"بعض مٌغني الأعراس يتقاضون بين 15 الى 20 ألف شيكل مقابل غنائهم لساعات معدودة"
دل الحديث مع بعض العرسان وعائلاتهم، بأن بعض مغني الأعراس تصل تكلفتها مقابل الساعات القليلة في سهرة العريس خاصة، الى 15 الف شيكل والبعض يصل الى 20 الف شيكل، يوجد ايضاً مغنيين يتقاضون مبالغ اقل تصل الى 5 الاف او 8 الاف شيكل كحد اقصى، ولكن معظم العرسان يفضلون المغنين أصحاب الشهرة الواسعة الذين يتقاضون مبالغ مالية كبيرة.
وبالنسبة لقاعات الافراح، تصل تكلفة بعضها خلال الليلة الواحدة 10 آلاف شيكل وقسم آخر 6 الى 7 الاف شيكل (استئجار قاعة فقط)، وقسم آخر من قاعات الافراح تلزم أصحاب حفل الزفاف بأن تكون كافة الامور مقدمة من القاعة مثل الطعام والمشروبات والحلويات وغيرها، ويكون الحديث هنالك على سعر الوجبة الذي يتراوح ما بين الـ 100 شيكل والـ 150 شيكل، كما قال بعض العرسان وعائلاتهم." "التكلفة المالية لإقامة حفل زفاف باهظة جداً"
وعقب سعيد جبارين من مدينة أم الفحم الذي أقام حفل زفاف مؤخراً لنجله، على الموضوع قائلا عن التكلفة المالية لاقامة حفل زفاف اليوم، حيث قال:" بكل تأكيد حفل الزفاف مكلف جداً من الجانب المالي، وغالباً ما يحاول والد العريس المتكلف بحفل الزفاف أن يساعد "النقوط" بتغطية تكاليف العرس، في بعض الأحيان تنجح المعادلة، إذا كانت مدروسة بشكل صحيح وقمت بتوفير العديد من الأمور غير الأساسية وضرورية، عن نفسي نجحت بمساعدة افراد عائلتي بموازنة قدراتنا المالية مع تكاليف حفل الزفاف، وكان هدفنا الحفاظ على النظام وعدم إزعاج الجيران خلال فترة ليالي الفرح "التعاليل"، عملنا جهدنا ان تكون الاحتفالات كأقصى حد حتى الساعة الحادية عشر مساءً، وأن تكون ليالي الفرح قبل حفل الزفاف بأيام معدودة وليست أسبوعين او ما شابه."
" من المهم عدم الانجرار وراء المصاريف غير الأساسية"
وأضاف جبارين:" من الممكن ان يكون هناك اقتصاد مثلاً في نوعية اللحم المقدم، لو اكتفينا مثلاً بتقديم لحم عجل فقط لضيوفنا بحفل الزفاف لوفرنا بعض المال ولكننا آثرنا على أنفسنا ان نقدم ما يليق بضيوفنا وكان هناك تنوع بتقديم اللحوم لضيوفنا مثل لحمة عجل وخروف، حتى نسعد معهم بحفل زفافنا، خاصة واننا حافظنا قدر المستطاع على عدم التبذير في أمور غير أساسية مثل المظاهر الدخيلة على المجتمع والمكلفة مالية بشكل مبالغ فيه".
واختتم جبارين:" حسب رأيي كل شخص يستطيع التحكم بميزانية حفل الزفاف، الذي من الممكن ان يتخطى الـ 150 والـ 200 الف شيكل، ومن الممكن اقامة حفل زفاف بسيط يسعد به الحضور ويكون خفيف على جيبة صاحب حفل الزفاف ، وعدم التبذير بالأمور الغير أساسية التي نشاهدها اليوم بحفلات الزفاف".
"بسبب الأوضاع الاقتصادية ، بعض العرسان لا يستطيعون دفع ثمن الفساتين"
وحول فساتين الاعراس، والتكلفة المالية التي أصبحت تشكل عبئا ماديا ثقيلا على عائلة العريس، تحدثنا مع محمد الفارس صاحب ازياء فاطمة الفارس في مدينة ام الفحم ، للحديث حول موسم الاعراس والأوضاع الاقتصادية لدى العرسان واسعار الفساتين، حيث قال:" موسم الأعراس يشغل فصل الصيف منذ بدايته وحتى نهاية شهر أكتوبر، وبعض العائلات تنظم حفلات زفاف بفصل الشتاء ولكن النسبة قليلة مقارنة بفصل الصيف، وأما بالنسبة للأوضاع الاقتصادية، كوني صاحب محل فساتين للعرائس، استطيع ان اؤكد لك بان الاوضاع الاقتصادية جداً صعبة للعرسان، العديد منهم يتواصل معي بأنه لا يستطيع دفع ثمن فساتين العروس، قسم منهم يدفع جزء بسيط وقسم آخر يقوم تقسيط الدفعات، وقسم أخر يقوم بالدفع بشكل كامل، ولكن الفئة الأكبر تعاني من أزمات اقتصادية بسبب غلاء المعيشة ورفع الأسعار من قبل المحلات التجارية والتجار".
وأضاف محمد فارس:" قمنا هذا العام بحملة تعاطف مع العريس وهي أن تختار العروس فستان لسهرة الحناء وفستان لحفل الزفاف مقابل ثمن بدلة واحدة، من أجل تخفيف العبء المادي عن العريس، الذي يعاني الويلات من التزامات العرس ولكنه ملزم بشراء فساتين العروس، التي تنتظر حفل زفافها وتأمل ان تكون بأبهى وأجمل طلة".
" من المهم أن تتفهم العروس ظروف عريسها المالية"
واردف محمد فارس قائلاً :" اليوم نسمع عن أسعار جنونية لأسعار فساتين العرائس، البعض منها قد يصل الى 15 و 20 ألف شيكل، ولكن نحن نبتعد بشكل كبير عن هذه الأرقام، تكلفة فستان العرس وفستان سهرة الحناء أقل من النصف من الممكن ان يكون من هذه الارقام، لاننا اليوم نعلم، إذا أردنا أن نستمر في مجال عملنا يجب ان نتعاطف ونساعد العريس ونخفف من العبء المادي عليه، ونحن نعلم بأن الله عز وجل لا ينسى المعروف وهو الرزاق، يرزقنا من حيث لا نحتسب ويبارك لنا في رزقنا، وايضاً من المهم على العروس أن تراعي ظروف عريسها وتكون قنوعة لأننا نعيش بزمن الغلاء الذي ينهش بنا نحن أصحاب الدخل المحدود في المجتمع العربي".
"زيانة العريس من الأجواء الجميلة التقليدية"
بخصوص ظاهرة، زيانة العريس (حمام العريس)، التقينا مع علاء محاجنة صاحب صالون للحلاقة في مدينة أم الفحم، فقال:" حلاقة العريس يوم الزيانة هي من ضمن الأجواء الجميلة التي اعتدنا عليها في مجتمعنا العربي، لكنه تحول اليوم الى أمر شكلي، حيث يقوم العريس قبل حفل زفافه بيومين، بالحضور الى صالون الحلاقة، ونقدم له علاجات وتنظيف للبشرة، لتجهيزه لحفل الزفاف بشكل كامل، من الممكن ان نقول بأن ما اختلف عن الماضي، بأن العرسان اليوم يهتمون ببشرتهم بشكل كبير، بينما كان العريس سابقا يهتم فقط بحلاقة الشعر والذقن".
وحول التكلفة المالية لحلاقة العريس، قال محاجنة:" التسعيرة لم تتغير عن الماضي ما زالت ما بين الـ 250 شيكل والـ 300 شيكل، والتي تتضمن حلاقة الشعر والذقن وتقديم علاجات للبشرة لمدة تزيد عن ساعتين".
وحول التبدلات في زيانة العريس والحلاقة، قال محاجنة:" يلاحظ اليوم أن العديد من العرسان يختارون ان تتم زيانتهم في منازل العائلة، ويأتي ذلك لتوفير العبء المادي الذي يتجاوز الـ 6000 شيكل في بعض الأحيان على الشخص الذي يستضيف العريس لزيانته، وهذا بحسب رأيي تغيير جيد للتخفيف من المصاريف المالية عن بعضنا البعض، التي باتت عبئا كبيرا صراحة في السنوات الأخيرة".
" تكلفة نقوط الأعراس بالموسم يتجاوز الـ 10 آلاف شيكل"
يقول حسن محاميد من مدينة ام الفحم، عن تكلفة نقوط الاعراس:" لا ابالغ اذا قلت لك ان موسم الاعراس مثلاً يبدأ من شهر مايو وحتى شهر أكتوبر، بشكل شهري من الممكن أن تصل قيمة نقوط الأعراس إلى 2000 شيكل وأكثر، بمجموع قد يصل الى 10 الاف شيكل خلال الموسم الواحد، وإذا كان العريس من أفراد العائلة فقد يصل النقوط في هذه الحالة من 1500 الى 3000 شيكل على الأقل".
وحول تكلفة النقوط التي أصبحت عبئا كبيرا على المدعوين قال محاميد:" الوضع تغير عن الماضي، كان النقوط للعرس محدودا وغير مؤثر لأصحاب حفل الزفاف، ولكن اليوم حينما تكون تكلفة الوجبة في حفل الزفاف من 100 الى 150 شيكل ويكون هنالك مغني يتقاضى أكثر من 15 الف شيكل، لا تستطيع ان تضع نقوطا على "قد الجيبة"، تجبر بأن تضع نقوطا من 200 شيقل بحفل زفاف عربي اعتيادي على الاقل، واذا كان حفل زفاف داخل قاعة تحاسب على الوجبة تضطر لوضع نقوط يصل إلى 500 شيكل على الأقل".
واختتم محاميد حديثه قائلا:"حفلات الزفاف اليوم تكلفتها كبيرة جداً على العائلة، والاعتماد على نقوط المعازيم أصبح هاما وضروريا لدفع تكلفة حفل الزفاف، لهذا اليوم لا نستطيع تقديم نقوط قليل".
محمد فارس - صاحب أزياء فاطمة الفارس
علاء محاجنة - صاحب صالون شعر
( الصورة الخارجية - توضيحية - بلطف عن موقع الغزالين للاعراس )
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات