| 03 تموز 2024 | 26 ذو الحجة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

ثقافة المطبخ الفلسطيني والرشتة التراثية

  2018/11/18   12:19
   رواق
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

الطعام من معالم حضارة الشعوب وملمح مهم من ملامح الهوية، والسبب أن الطعام يشكل نموذجاً حيّاً لأسلوب ونمط الحياة الشائعة في مجتمعنا العربي الإسلامي، فهو ترجمة لمجموعة القيم والأفكار والعادات والتقاليد المتوارثة والمنبثقة والمتأثرة بالدين وما يحويه من شرائع بشروط وأحكام، وأظهرت احتراماً وتقديراً للكرم والإنسان الكريم، وحثت على إطعام الطعام بسبل متعددة تضمن دوام تداوله بين الناس والعمل على تنمية مصادره وحفظها من الزوال.

يعتبر المطبخ الفلسطيني من المطابخ العربية الشرقية المهمّة التي تمثل أحد أهم وأعرق مطابخ بلاد الشام. ويتميّز بأطباقه التقليدية اللذيذة، وقد تأثر بثلاث ثقافات أساسية عبر التاريخ، وهي ثقافة العرب والفرس والأتراك.

فهو مطبخ غني متنوع تتشابه مكونات الأغذية عند العديد من شعوب العالم؛ إلا أن بعض الشعوب ابتكرت طرقًا في صناعة أغذيتها ومشروباتها، وتفننت في إدخال عناصر أخرى إليها، تميزها عن باقي الشعوب. وتتمازج الحضارات وتتلاقى بشكل دائم؛ ما ينتج عنه تغييرات مستمرة تصيب معظم أساليب وطرق الحياة، إلا أنه يبقى لكل شعب خصوصيته التي يستمدها من ما يتوفر في بيئته من مصادر، وما يحيط به من ظروف؛ فأهل فلسطين قبل حرب العام 1948 لم يكونوا يشترون المعلبات على الإطلاق، فمعظم حاجاتهم متوافرة، الخضروات والفواكه والحبوب يأخذونها من أراضيهم وبساتينهم، والحليب من ماشيتهم ويصنعون مشتقاته داخل بيوتهم، والمربّى "التطلي" من فواكه بساتينهم التي كانت تعج بأنواع الفواكه نتيجة تعدد المناخات، والتضاريس.

كانت الأسرة الفلسطينية تستعمل عدة طرق في حفظ الأغذية، حتى أنها كانت شبه مكتفية ذاتياً، تأكل مما تنبت الأرض، وما تجود به ضروع الماشية وأبدانها من حليب ولحوم، وما تنتجه همم الأهالي العالية التي مزجت عطاء الأرض بعرق العمل ومهارة الأم الفلسطينية، التي حرصت على استخدام مصادر الطبيعة الفلسطينية لتقدمها حياة ترضعها لأبنائها.

وعبر السنين والهجرات المستمرة ونتيجة لكون فلسطين بلدًا يتمتع بأهمية دينية؛ يتوافد العديد من أبناء الشعوب الأخرى التي تنتمي لحضارات وثقافات مختلفة اليها، حاملين معهم كنوز تجاربهم من بلدانهم ليضفوا خلاصة مهاراتهم إلى أهالي فلسطين، عبر تمازج ثقافي يثري المعارف وأساليب العيش الفلسطينية.

وتتوارث الأمم طرق طهي أطعمتها وتقديمها كما تتوارث أغانيها وألبستها ولغتها وطرق عيشها وأمثالها وفنونها الشعبية. وتختص بعض القرى والمدن الفلسطينية بأنواع من الأطعمة تتفنن بطرائق صنعها، حتى تغدوا إحدى مميزاتها التي تميزها عن باقي بقاع ومدن العالم، تقترن في أحايين كثير باسمها؛ فهناك الكنافة النابلسية، والملبن الخليلي، وكعك القدس، وقطين سلواد...وغيرها

الرشتة –رقاق بالعدس :
الرّشتة طبقٌ تراثيّ شعبيّ يتم إعداده بكثرةٍ في فصل الشّتاء، وبالرّغم من قلّة إعداده هذه الأيّام إلّا أنّ هنالك الكثيرون يعشقون هذا الطّبق وما زال يُزيّن موائدهم في فصل الشّتاء، تتنوّع طرق إعداد الرّشتة نظراً لطبيعة البلد، إلّا أنّها جميعها تشترك في رقاقات العجين التي يتم عجنها دون تخمير وتُرق عدّة مراتٍ وتُرش بالدّقيق، وتُقطّع طولياً وتُترك لتتنشّف ويتم طهيها.

كلمة "رقاق" تعني العجين المرقوق "بالمرق" اي الشوبك على لوحة الرق (الطبلية)، ثم تثنى العجينة المرقوقة طبقات وتشرح بالسكين فتخرج شرائح رقيقة، يغسل العدس ويسلق وهو حب كامل ثم تضاف "الرشتة" او الرقاق ويبقى على النار حتى ينضج العجين ويتسبك مع العدس وتكون الطبخة رخوة وليست صلبة.

وتقدم المشهيات المرافقة مثل البصل الاخضر والفجل والزيتون والسلطات والرشتة من الاكلات الجماعية وتقدم للعمال والفلاحين والعَوينة وخصوصا في الخلاء ويكثر تناولها في ايام الشتاء.

قيمة العدس الغذائية:
قد يسخر بعض الناس من المثل القائل العدس لحمة الفقير والعدس لحم الفلاح، ولكنهما يعنيان ان العدس فيه قدرة غذائية عالية رغم رخص ثمنه. وهناك عدة طرق يطهى فيها العدس بيسر وسهولة وسرعة ما يعطيه هذه الشعبية، وهو طعام شتوي يحتوي على مواد كربوهيدراتية وقليل من الشحم ففي كل 50 غم نحصل على قدرة حرارية مقدارها 333 سعرا. يحتوي العدس على الكالسيوم والفسفور والحديد، ويفيد اكله في تقوية العظام والأسنان والدم. والعدس غني بفيتامين ( ب ) ويعتبر العدس مقوياً للاعصاب وينصح بتناول العدس الغير مقشور لأن هذا الفيتامين يتمركز في القشور فضلا عن ان هذه القشور تفيد في مكافحة الامساك.

نسبة البروتين في العدس تفوق نسبته في الفول، والعدس يعتبر غذاءً أساسيا للذين يبذلون مجهودات عضلية شاقة كالعمال والفلاحين فهو يقي الجسم من التردي والضعف والهزال. وتناول كوب من اللبن يكمل البروتين النباتي ويجعله كاملا. وأجسامنا تستقبل العدس وما فيه من املاح ومعادن وتمتصه بسرعة لذا يفيد في زيادة وزن الاطفال ومعالجة فقر الدم عندهم وينفع في وقاية المرء من تنخر الأسنان، وقشر العدس اذا سلق بالماء وهرس ووضعت منه كمادات على الخراجات فإنه يخفف منها، ويفيد طحن الحبوب المحمصة في معالجة الجروح والحروق والتأليل وعمل العجينة على شكل لبخات.
ويمنع العدس عن مرضى السمنة والامعاء الضعيفة والمصابين بأمراض الكبد والكلى والمرارة بينما يفيد اكل العدس،" شوربة مغلي الحبوب او سف الحبوب" في تخفيف حموضة المعدة ومعالجة القرحة ولتقوية المعدة والدم.
ومن هنا وعلى اثر الفوائد الجمه ادعوا الجميع للعودة الى الطعام الفلسطيني الاصيل المتوارث عن ابائنا واجدادنا لنورثه لاولادنا والاحفادنا لما يحمله من صحه للابدان وشجن فلسطيني متمنين للجميع شتاء دافئ زخم وعريق.


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات