تزداد في الآونة الأخيرة حالات التبرّع بالأعضاء في الوسط العربي، لإنقاذ مرضى بحاجة لزراعة أعضاء حتى يتمكّنوا من العودة الى الحياة مجددا وممارستها بشكل طبيعي، وإن دلّ ذلك فيدلّ على ارتفاع درجة الوعي لدى الجمهور العربي، في ظل بذل جهود كبيرة لتوعية الأوساط المختلفة، حول أهميّة التبرع بالأعضاء لإنقاذ آلاف المرضى.
آخر هذه الحالات على صعيد المنطقة، هي عائلة المرحوم زكريا شايب من ام الفحم التي تبرعت بأعضائه بعد وفاته اثر سكتة دماغية السبت المنصرم.
وقال أسيد احمد محمد شايب جبارين أخ الفقيد زكريا:" بالرغم من صعوبة قرار التبرع باعضاء المرحوم زكريا، إلا أننا اعتبرنا هذه الخطوة فخر للإنسانية فهناك الكثير من المرضى المحتاجين لهذه الأعضاء ونحن نعلم كم هم بحاجة لها".
وتم التبرّع بالأعضاء الكلى والقرنيتين وصمّامات القلب،
وأضاف أسيد: أن هذه الخطوة اتخذت بقرار من ابناء المرحوم والعائلة وذلك كوننا مررنا في هذا الموقف من قبل، بحيث كانت إحدى قريبات العائلة بحاجة لزرع كلية وبذلنا جهدا كبيرا كي ننقذ حياتها لذلك قمنا بهذه الخطوة لاننا شعرنا بما يشعره اهالي المرضى الذين ينتظرون فرج الله عليهم."
وأكد اسيد بأن المرحوم زكريا لو كان بيننا لقام بالخطوة ذاتها لأنه يحب الخير والجميع يشهد بمواقفه الخيرية والانسانية.
وتحدث اسيد جبارين لموقع رواق عن المرحوم زكريا وعن طيب خلقه، بحيث كان يبلغ من العمر (53 عاما) ولديه 4 من الابناء وكان يعمل في مجال البناء واصيب بحادث عمل – سقط عن علو- قبل سنوات، وترك المجال، واصبح يعمل حارسا في البلدية".
وعبر اسيد عن اسفه لفقدانه أخيه بشكل فجائي بحيث كان المرحوم يتمتع صحة وعافية، داعيا له بالرحمة وسائلا الله الصبر والسلوان لأبنائه وعائلته وكل من عرفه.
وحول إجراءات التبرع، تحدث لموقع "رِواق" د.عبد الكريم اغبارية – عضو المركز الوطني لزراعة الأعضاء – أن أعضاء المرحوم زكريا الشايب تمت زراعتها على النحو التالي:
الكلى توزعت بين امرأة عمرها 62 عامًا ورجل عمره 64 عامًا في مستشفى "بلنسون".
أما صمامات القلب فقد تم زرعها لأحد المرضى في مشفى بلنسون، فيما تم زراعة القرنيّات بمستشفى رمبام في حيفا.
وحول زيادة نسبة التبرّع في الآونة الأخيرة، قال د.اغبارية إن أمورا قد تغيّرت في مفاهيم الناس، بما يتعلق في الجانب الشرعي والديني، حيث كان هذا الخوف الأول لكل الناس، الى أن أصبح الأمر في تواصل مع علماء الشريعة مثل الشيخ د.مشهور فوّاز والشيخ د.رائد فتحي، الأمر الذي كسر هذا الهاجس بناءً على الآية الكريمة :" ... ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ".
وأضاف :" هنالك مفهوم خاطئ عند الناس أن المتبرع يتم تشريح جثّته بصورة تشوّهه، وهذا اعتقاد مغلوط، فنحن نقوم بتوضيح الأمر لأهل الفقيد أن هنالك طريقة لائقة تحفظ حرمة الفقيد، وليس كل الأعضاء يتم أخذها، إنما الصالحة التي من الممكن زرعها في جسد انسان آخر".
وأكمل قائلا:" الدراسات أثبتت أنه بعد كل اجراء عملية زرع ونجاحها والتقاء عائلتي المتبرع والمريض، تشعر عائلة المتوفى بارتياح لأنها ترى فقيدها حيّة بجسد شخص آخر".
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات