| 01 تموز 2024 | 24 ذو الحجة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

سعر مسدّس وليلة في أم الفحم .. ماذا يريد الإعلام الإسرائيلي ؟

  2019/11/04   11:08
   أنس موسى
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

تنشط وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذه الأيام بإعداد تقارير صحفية عن أم الفحم، ضمن برامجها الإخبارية من جهة، والساخرة من جهة أخرى.

ففي تقريرين منفصلين لقناة 13 الإسرائيلية، الأول عنوانه " ليلة في ام الفحم" تم عرضه الجمعة الأخيرة ( 1.11.2019) للصحفي الإسرائيلي "إيلي ليفي"، والثاني عنوانه " كم سعر مسدّس في أم الفحم" تم عرضه الأحد (3.11.2019) للصحفي الإسرائيلي "شاي شطرين"

كلا التقريرين يستعرضان أم الفحم على أنها مدينة "إجرام"، هذا ما قاله ايلي ليفي خلال قيامه بجولة ليلية مع قائد شرطة أم الفحم "نير يونا"، اذ يستعرض التقرير النشاط الشرطوي للقوّات مختلفة الأذرع والوحدات التي تجول وتصول في أحياء وشوارع أم الفحم باحثةً عن المشتبهين في الإجرام وحمل السلاح.

لا يختلف اثنان أن ام الفحم وغيرها من البلدات العربية تواجه أشرس موجة عنف على مرّ التاريخ في هذه المرحلة، اذ أن عدد ضحايا الإجرام في الوسط العربي تجاوز 80 قتيلًا وقتيلةً، وكأننا بتنا في حرب أهليّة مفتوحة لا سلطة ولا قانون يردع هذا الانفلات الأمني الذي يهدد السلم الأهلي.

من يظنّ أن الإعلام العبري يريد لنا الخير كمجتمع، فهو واهم، لأنه إعلامٌ سلطوي يجد بنا مادة إعلامية دسمة لتشويه صورتنا والتحريض علينا، وما جاء في التقرير خير مثال.

تبييض وتبرير

التقرير يريد تبييض صورة الشرطة ومركزها بأم الفحم وأنها تبذل الجهود الجبّارة كل يوم وليلة للوصول الى المجرمين، حيث أن التقرير يُظهر أن السبب الرئيس لما يحدث هو عدم تعاون المواطنين مع الشرطة ما يجعل الأدلّة ضعيفة لديها لفكّ لغز الجرائم العالقة، وقد كان المواطنون واضحون بجوابهم لهذه المسألة بأنهم لو تعاونوا كما تريد الشرطة، لتمّ تهديدهم وإطلاق النار عليهم، لأن الشرطة متقاعسة ولا توفّر الحماية ولا تضبط الأمن والأمان بشكل كافٍ، وكم من شهود عيان تم قتلهم في البلاد.

التقرير يريد القول أن المواطن هو السبب بكل ما يحدث وأنه متعاون مع المجرمين، وأن الشرطة بريئة براءة الذئب من دم يوسف، حتى أنه تم تحميل إدارة بلدية أم الفحم السابقة المسؤولية في عدم وجود كاميرات مراقبة وفق مشروع "مدينة بلا عنف"، ما يعني أن الشرطة تجد لنفسها الإعذار في تلكؤها وتقاعسها لتبرير ضعفها وقلّة حيلها. في الوقت الذي توفّر السلطات الإسرائيلية كل السبل الممكنة والامكانيات التكنولوجية وغيرها للوصول الى مبتغاها في حال كان المستهدف من المجتمع اليهودي، أو أي أمر يمسّ أمن إسرائيل، وحتى اذا أرادت الوصول الى أي مطلوب لها في أي بقعة بالعالم.

ثقافة العنف

التقرير الآخر، كم سعر مسدّس في أم الفحم، يشير الى أننا نهوى الأسلحة وثقافتنا كلها تصبّ في هذا العالم، وكأننا فعلًا مدينة إجرام لا نفقه سوى ذلك.

لا أقبل أن يقول قائل بأننا فعلًا كذلك، لأننا لسنا كذلك، لا أقبل بأن يسيطر على حياتنا بعض المحبطين والمجرمين، أم الفحم تعجّ بالخير والأمل والمبادرات والنشاطات والطاقات الهائلة التي نتجاهلها، المشكلة تكمن في وسائل الإعلام التي لا يطغى عليها سوى أخبار القتل والعنف وتزرع الإحباط واليأس في نفوس المواطنين، وترسّخ ثقافة العنف لديهم، بينما يقصّر الاعلام في توفير مساحة لازمة للوجه الآخر. الإعلام العبري لن يبحث عن الوجه الآخر، إلا في حالات نادرة وقليلة جدًا، وإن كان كذلك فإنه سيشير الى أن هذه الحالات شاذّة من مجتمع فوضوي مجرم.

الإعلام العبري يربط كل شيء سلبي وسيء يحدث، بأم الفحم، يريد ضرب سمعة المدينة على كل صعيد، سياسي واقتصادي واجتماعي، يريدنا مجتمعًا مفككًا، حتى أن المشاركين في المقابلات مع وسائل إعلام عبرية، يتحدثون من نابع حبّهم لأم الفحم دفاعًا عنها، لكن الاعلام يجتزئ ما يخدم رواية السلطات الاسرائيلية.

إغلاق وانتقال

في نهاية المطاف، أرى بأن الإعلام العبري يريد تحميل المسؤولية للمواطن وتبرئة الشرطة من ذنوبها وتقاعسها، وذلك يأتي بعد المطالبات الجماهيرية، بإغلاقه لعدم جدواه وفاعليّته، وبعد القرار الضعيف والشكلي لا أكثر من المجلس البلدي لإغلاقه، وما كان ذلك الا لامتصاص حالة الغضب التي شهدتها أم الفحم خلال الشهرين الأخيرين، حيث أن المركز الحالي سيتم إغلاقه فعلًا، لكن ليس تلبيةً لهذا القرار البلدي، إنما لأن المركز سيتم نقله الى مكان آخر في المدينة، حيث بناية أكبر ومتعددة الطوابق.

ورغم كل ما قيل في مسببات العنف وهذا الحال الذي نحن فيه، سواءً على صعيد التربية والثقافة وانعدام الأطر اللازمة والآليات الفاعلة، وتقصير كل الأطراف، سواءً نحن، أو الدوائر الحكومية وسياستها التي تؤسس لما نحن فيه، من خلال نسبة الفقر التي تتجاوز 55% في المجتمع العربي، أو سوء البنى التحتية وقلّة الميزانيات لبناء مشاريع وصروح تربوية ، فإن الإعلام الإسرائيلي لا يأبه بكل ذلك، يريد تصويرنا على أننا وحوش بشرية. 


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات