| 01 تموز 2024 | 24 ذو الحجة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

مجتمعنا في مواجهة الأسرلة؟!

  2019/10/31   22:43
   توفيق محمد
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

هل بدأت الهرولة الى الحضن الإسرائيلي والارتماء به حديثا أم أنها نتاج عملية مستمرة وقديمة عبرت مراحل من التطبيع الذهني والوجداني حتى بدأت بعض القيادات تعبر عنها، بل وتدعو لها بصراحة ودون تأتأة؟

أكد لي أحد أعضاء الكنيست العرب القدامى ما بثّته قناة الكنيست لأحد أعضاء الكنيست العرب القدامى في إحدى جلسات الكنيست، عندما مرّ عنه وعن بعض أعضاء كنيست عرب، عضو الكنيست الصهيوني آفي ديختر الذي كان قد شغل منصب رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) فألقى عليهم تحية جافة، وتجاوزهم ليأخذ بالأحضان عضو الكنيست العربي القديم الآخر، ويتبادل معه التحية والقبل ما يدل على الألفة والتفاهم الذي تتميز به علاقة الرجلين، ويضيف محدثي أنه استغرب كامل الاستغراب من هذه العلاقة والحميمية التي ميزت هذا اللقاء و"صابته الصفنة" كما يقولون بالدارجة (العامية) رغم أنه لا يطعن في وطنية الرجل لكنه يستغرب من مقدار الحميمية العالي الذي أنتجته عقلية الأسرلة التي مر بها زميله.

  كان زميلنا وأخونا المرحوم بإذن الله الصحفي عبد الحكيم مفيد كثيرا ما يكتب في مقالاته في منتصف التسعينيات عن هرولة الباحثين والسياسيين العرب الى مراكز الدراسات الصهيونية الإسرائيلية من أمثال "غفعات حبيبا" و"فان لير" وبرنامج "كونارد أدناور للتعاون العربي اليهودي" وكان يعتبر تلك المراكز مصانع لأدلجة القيادات الفكرية والسياسية العربية المستقبلية وأسرلة مفاهيمها، وقد قدر الله لي وله في تلك السنوات حضور يوم دراسي في جامعة تل أبيب أقامه برنامج "كونارد أدناور للتعاون العربي اليهودي" كان معظم المتحدثين فيه، والذين قدموا أوراقا بحثية من الباحثين العرب الذين يعتبرون اليوم منظرين في الجامعات الإسرائيلية، وفي المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، وقد تناقشنا مع أكثر من واحد منهم خلال محاضراتهم حول المفاهيم التي كانوا يطرحونها في محاضراتهم، اذ كانت كلها تصب في أسرلة المجتمع والسير به نحو صناعة هوية عربية مسخ، في صلبها المواطنة الإسرائيلية والحقوق المدنية الفردية، والتشكيك في الحقوق الوطنية الجماعية لشعبنا الفلسطيني سواء في الداخل الفلسطيني، أو على مستوى خارطة الوطن التاريخية.

  كان ذلك حديثا ودراسات في ظل وجود قيادات وسياسيين ورؤساء سلطات محلية عربية يدركون ويستوعبون جيدا المسألة الوطنية العليا لشعبهم وليس فقط المسألة الخدماتية لأبناء قريتهم أو مدينتهم أو ناخبيهم، وكانت القاعدة الجماهيرية لتلك القيادات السياسية تدرك هذا المعنى أيضا، ومستعدة لترسيخه في حياتها مع ما كل ما يستدعيه ذلك من تضحيات، وكانت تلك القيادات وعلى الأخص قيادات العمل البلدي من رؤساء البلديات والسلطات المحلية العربية تحسن الجمع بين هذا الموقف وبين سعيها لتحصيل الحقوق المدنية والمطلبية والفردية للجماهير العربية، وفي المقابل استمرت مراكز الدراسات الإسرائيلية الصهيونية بالعمل على صناعة جيل من المفكرين ومن السياسيين وتهيئته ليحل محل القيادات ذات الحس الوطني العالي وعملت من أجل تنفيذ ذلك ما يلي :
التكثيف والاستمرار في عقد الأيام الدراسية التي تعنى بالعلاقات العربية اليهودية المشتركة، وفي قضية عرب الداخل، أو الداخل الفلسطيني، أو العرب في إسرائيل وغيرها من المسميات التي تشير إلينا تحت سقف الدراسات الإسرائيلية، والتي نقلت مسألة أسرلة اهل الداخل الفلسطيني من مربع التنظير إلى مربع الواقع، بمعنى من الحديث عنها في جانب النظرية (أي هل يمكن اسرلتهم أم لا) والنظرية قابلة للنقض والنقد، ككل نظرية الى مربع الدراسات، والدراسات تجرى حول واقع وحقيقة، أي أن نقطة البداية هنا تصبح أن الدراسات تتم حول مجموعة سكانية عربية متأسرلة، وتأتي الدراسات لتشخيص واقعها وفهمه وتحسين وضعها الإجتماعي وفق التدريج التمييزي الذي تحيا به في هذه الدولة، ويأتي ذلك بهدف جعل النقاش في المسألة المبدئية والوطنية لصالح حساب المسألة الفردية مشروعا وجائزا، بل وواجبا، ومن هنا انتجت هذه الماكنة اليوم قيادات بلدية وقيادات سياسية لا يهمها سوى تحصيل الحقوق الفردية والمدنية والميزانيات على حساب المواقف والمبادئ الوطنية، ورحم الله أيام خيم التضامن مع مرج الزهور في القدس، ورحم الله المسيرة الى راس الناقورة لمناصرة المبعدين، ورحم الله المظاهرات التي تعنى بنصرة شعبنا وقضاياه الكبرى كالقدس والأقصى وأهلنا في غزة، فما عاد لها وجود، لأننا منشغلون فيما أغرقتنا به المؤسسة من بحر دماء أهلنا المسكوب في كل شوارع قرانا ومدننا.

  صناعة قيادات بديلة عبر هذه المراكز تكون على أهبة الاستعداد للانقضاض على المراكز القيادية السياسية والفكرية في الداخل الفلسطيني متى سنحت الفرصة لها.

التضييق على القيادات السياسية والفكرية ذات المواقف الأصيلة والمبدئية، عبر الهائها بالملاحقات السياسية المستمرة والدائمة، ونقلها من ملاحقة الى أخرى، واختلاق "مخالفات قانونية " لها بحيث تستنزف جهودها وطاقتها، وجهود وطاقات مجتمعها وبيئتها في الدفاع عنها، ليتم تحييدها عن التأثير في مجتمعها سياسيا ووطنيا ودينيا، وليس أدل على ذلك من الملاحقة المستمرة التي يتعرض لها الشيخ رائد صلاح الذي رئس الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا والقيادي في أبناء البلد الأستاذ رجا اغبارية، وكلنا قرأنا عن المساومة التي تعرض لها الشيخ رائد صلاح قبل إخلاء سبيله من السجن  بيومين في تاريخ 17/1/2017 عندما قيل له في مركز المخابرات في سالم بعد "تحقيق" طويل (هو ممارسة ضغط أكثر من أي شيء آخر) أنه لن يسمح له أن يخدم مجتمعه إلا من خلال الكنيست، ومرة أخرى في 3/7/2017 لدى قسم المخابرات في مدينة الخضيرة عندما قيل له إنه سيبقى مراقبا ومرصودا.

ولذلك فان مشاركة "نخبة" من الفلسطينيّين في مؤتمرٍ المنظّمة الصّهيونيّة الأميركيّة “J Street”  نهاية الشهر الجاري. ضمن هذه “النخبة” شخصيّات من السّلطة الفلسطينيّة ومن القائمة المشتركة إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق إبان الانتفاضة الثانية، إيهود باراك، والقائد السّابق لجهاز الأمن العام – الـ”شاباك”، عامي آيالون، وقبل ذلك  وفي حزيران من العام 2017 مشاركة عدد من الباحثين العرب في الداخل الفلسطيني في احتفالية المئوية لوعد بلفور دعت إليه جمعية الدراسات الإسرائيلية، وعقد في جامعة برانديس في ولاية ماساشوستس، لذلك تأتي هذه المشاركات ، قصد المشاركون بها ذلك أم لم يقصدوا، لإضفاء الشرعية على الأهداف التي من أجلها عقد المؤتمر أو الاحتفالية، فالمنظمة الصهيونية أعلاه أقيمت لتقديم الدعم السياسي والمالي لإسرائيل ومحاربة الجمعيات الفلسطينية في أمريكيا، كما جاء في المادة المنشورة على موقع "متراس" الفلسطيني، كما وأن ادعاء تقديم "أبحاث" وأوراق "علمية" لتبرير المشاركة في احتفالية المائة سنة على وعد بلفور لا يعفي المشاركين من كونهم شاركوا في مظاهرة إحتفالية في ذكرى مرور مائة سنة على وعد بلفور والإقرار بنتائجه التي انتزعت وطنا من أصحابه ومنحت أرضه لغيرهم.  


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات