| 03 تموز 2024 | 26 ذو الحجة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

هل سيتبرع بن سلمان بإيرادات الحج والعمرة لترمب؟!

  2019/04/30   13:59
   فتحي الشوك
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

واصل الرّئيس الأمريكي دونالد ترمب في ممارسة هوايته المفضّلة الّتي أدمن عليها وخبرها بصفته راعي بقر، ليطلّ علينا هذه المرّة، ملوّحا بسوطه ومجلجلا بصوته، ويعيد على مسامع الجميع ما ذكره مرارا وتكرارا حول ضرورة الدّفع لمن يطلب الحماية، في عمليّة جلد بلا شفقة ولا رحمة لبقرته الحلوب الّتي دوما ما يستحضرها حينما تحاصره الأسئلة أو تعترضه أزمة.

كان ذلك ردّا مباشرا على مطالبات البعض برفع الدّعم الأمريكي عن العدوان الّذي يتعرّض له الشّعب اليمني. كلام قديم جديد، صريح، واضح وفاضح، كاشف للمستور ومقيم الدّليل على رجاحة الفتوى الّتي أصدرها مفتي الدّيار اللّيبية الدّكتور الصّادق الغرياني وطالب فيها المسلمين في العالم بالاكتفاء بأداء الحجّ والعمرة مرّة واحدة وما فوق ذلك إثمه أكثر من نفعه. فهل حان الوقت لأن يقوم المسلمون بمراجعة جذريّة لجدوى الحجّ والعمرة لأكثر من مرّة وهل سيستشعرون أنّ ذلك حاليا بلا نفع بل انقلب إلى مضرّة؟

راعي البقر

أطلّ علينا راعي البقر الأشقر ذو الشّعر الأصفر وهو يجلد ويستعرض في حنكته كيف يروّض ويحلب. كان ذلك في ويسلونسن بالولايات المتّحدة الأمريكية في 27أبريل 2019خلال إحدى مهرجاناته الانتخابيّة حيث كان الحضور يصفّق ويقهقه.

قال والي ولّاة الأمور وحامي حمى العروش والسّلاطين: "السّعودية غنيّة جدّا، نحن ندافع عن السّعودية، ليس لديهم سوى النّقود، صحيح". ليجيب الجمهور بالتّصفير والتّصفيق والصّريخ!  فيضيف بنغمة الواثق من نفسه وهو يرتّب خصلة من شعره: "اتّصلت بالملك، يعجبني الملك، لا أريد أن أخسرهم، قلت له أيّها الملك، نحن نعاني كثيرا دفاعا عنك وأنّك تملك الكثير من المال، صحيح". 

فتتعالى آهات الإعجاب مطالبة إيّاه بمزيد من الجلد الصّريح!  فيتابع وقد انتفخت وجنتاه وبرقت عيناه:"فقال لي ولكن لماذا تتّصل بي ولم يجر معي أحد اتّصالا لهذا في السّابق، قلت لأنّهم كانوا أغبياء".  فتضجّ القاعة بالقهقهات وصيحات الإعجاب ليمعن في الإهانة والإذلال: "لذلك دفعوا لنا أكثر من 500مليون دولار بمكالمة واحدة، تطلّب الأمر منّي مكالمة واحدة !"

مكالمة واحدة بنصف مليار دولار! فكم تكلّفت بقيّة المكالمات واللّقاءات، وغمزات ايفنكا وتلك النّظرات والرّشفات؟  مئات المليارات من الدولارات منها قرابة460مليار دولار في غزوة واحدة، إلى جانب إهدار الأموال في مغامرات طائشة هنا وهناك، كانت حطبا لإشعال الحروب ونشر الفوضى واستعداء الشّعوب المتطلّعة للتحرّر والانعتاق.

مداخيل الحجّ والعمرة
من المتوقّع أن ترتفع معدّلات عوائد الحجّ والعمرة بحلول العام القادم إلى أكثر من 47مليار سعودي أي نحو 12.9مليار دولار، كما من المنتظر أن ترتفع أعداد الحجّاج والمعتمرين بحلول عام 2020إلى ما بين خمسة وستّة ملايين حاجّ وقرابة العشرين مليون معتمر طوال العام الدّخل الاقتصادي للحجّ والعمرة صار يوازي تقريبا دخل الذّهب الأسود بل من من المتوقّع أن يتجاوزه مع اتّجاه لانخفاض أسعار النّفط في الأسواق. والملاحظ أنّ كلّ المقدّرات والخيرات الّتي أنعم بها اللّه على بلاد الحرمين قد وظّفت لتكون شرّا على أهلها وعلى المتعلّقة قلوبهم بها لتصرف في تدمير الأوطان ونشر الفوضى ومحاربة الشّعوب في الاستنهاض، حفاظا على العروش وخدمة لمصالح الوكيل الأجنبي، بالإضافة إلى مشاريع التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني ومحاولات تمرير "صفعة" القرن.

لا شكّ في أنّ المسلم المتطلّع لأن يستكمل أحد أركان الإسلام الخمسة، المتشوّق لزيارة المشاعر المقدّسة، لا يتحمّل أيّ ذنب فيما يجري من عمليّة تحويل وجهة لوظيفة الحجّ الّتي أفرغت من معناها وتحوّلت إلى عمليّة استثمار ربحيّة، ليقع حلبه ويقدّم لبنه في أقداح من ذهب لترمب والنّتن ياهو وكلّ "الشلّة"! وممّا يزيد الطّين بلّة تلبيس معاني القداسة بدناسة السّياسة، لتوصد الأبواب أمام بعض المسلمين وتفتح على مصراعيها للأعداء والمتصهينين. والأكيد أنّ تكرار الحجّ والعمرة لأكثر من مرّة كما قال الدّكتور الصّادق الغرياني إثمه أكثر من نفعه، فالمال الّذي جمعه البعض كمدّخرات أعمارهم متجاوزين ضنك عيشهم، ليحقّقوا إحدى آمالهم، هو في نهاية الأمر سبب لتعميق آلامهم. وكأنّه يساهم ويموّل في عمليّات قتل الأطفال وتجويعهم، في اليمن أو في فلسطين أو ليبيا، وفي التّآمر على شعوب تتوق للحرّية وفي نشر الفوضى وتخريب الأوطان، وفي تأبيد الاستبداد وتثبيت الجهل والفقر والفساد والإفساد.

لا أشكّ لحظة في صحّة ما أفتى به أحد أهمّ علماء المالكيّة وننتظر منه ومن علماء الأمّة الحقيقيين فتاوى أكثر جرأة تلمس مباشرة قضايا الأمّة، فالوضعيّة الحاليّة لثاني القبلتين وهي محوّلة الوجهة ومختطفة من قبل من خانوا الأمانة وأضاعوا البوصلة تتطلّب تصحيحا فوريّا للمسار من قبل القائمين عليها أو فتحا جديدا يطهّرها ممّا أصابها من دناسة لتستعيد الوظيفة والقداسة.

 


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات