| 01 تموز 2024 | 24 ذو الحجة 1445 هـجرية
  
  
  
الفجر
04:44
الشروق
06:10
الظهر
12:40
العصر
04:17
المغرب
07:10
العشاء
08:31
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

بعد 1899 ليلة.. وحيد خديجة رُدّ إليها وقُرّتْ عيناها

  2019/03/01   18:04
   غزة-رِواق
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

هذه المرة لم تكن وهمًا، وعبد الدايم لم يكن مجرد صورة غير متحركة، فبعد 1899 ليلة عاد وحيد أمه لينام في أحضانها، سترتدي ثوبها الجديد الذي اشترته بعد "إشاعة" سمعتها قبل عام بأنه سيعود، خانتها تلك، لتسقط اليوم أرضًا برؤيتها إياه وقد ردوه إليها لتقرّ عيناها به.

"رأيت صورته في مقطع فيديو قصير، رأيت ابني حقيقي ويتحرك، ما كان صورة أو كذب، لكن الفرحة والخوف من الحرقة أثقلوا عيني وقلبي ففقدت وعيي"، تصف والدة المختطف الفلسطيني المفرج عنه من السجون المصرية إلى قطاع غزة لحظة سماعها الخبر.

تقول خديجة أبو لبدة ( 44عاما) والدة المفرج عنه عبد الدايم لموقع "رِواق": "الساعة العاشرة والنصف صباحاً كان الجميع يحكي عن عودة المختطفين الأربعة، تقريبًا كل مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي، لكن لم أكن لأصدقهم، فقبل عام في شهر رمضان سمعنا ذات الأخبار وانتظرت عبد الدايم طول الشهر ولم يأتِ".

تستدرك حديثها: "لكن ورغم أني لم أصدق وخرجت للسوق، فإذا بإخوتي الشباب يتصلون بي، قالوا لي تعالي للبيت عبد الدايم حيروح اليوم على الأكيد".

الجهات الرسمية الحكومية كانت قد هاتفت أهل عبد الدايم وأبلغته كما أهالي المختطفين الآخرين بأنهم خرجوا من السجون المصرية، وسيصلون غزة خلال ساعات يوم الخميس.

وأفرجت السلطات المصرية مساء يوم الخميس عن 8 فلسطينيين كانوا معتقلين في سجونها منذ فترات مختلفة أقلها ثلاث سنوات، وبينهم أربعة شبان هم: ياسر زنون وحسين الزبدة وعبد الله أبو الجبين وعبد الدايم أبو لبدة، اختُطفوا يوم الأربعاء 19 آب/أغسطس 2015 على أيدي مجهولين مسلحين من حافلة الترحيلات المصرية كانت تقل مسافرين فلسطينيين في محافظة شمال سيناء.

لقاء صادم فرحًا
خرجت أم عبد الدايم تركض من السوق اندفعت نحو أحد السائقين قائلة: "وقف وقف، سأعطيك ما تريد وصلني لبيتي الأن"، وكان قلبها قد وصل قبل جسدها من لهفتها لرؤية وحيدها بعد أربعة أعوام من اختفائه في غيابات الجب.

تقول فرحةً: "شعرت بأن السيارة تزحف وكنت أركض أسرع من أي شيء يمكن أن تتخيلوه، وصلت بيتي أخيرًا فتفاجأت بالعالم من كل مكان يلتمون حولي وأخذت النساء تزغرد، فسقطت أرضًا وصرت أبكي من المشهد".

لم يكن عبد الدايم قد وصل بعد، لكن مقطع فيديو قصير وصل والدته وحينما رأته يتحرك وتأكدت أن الفيديو "ليس قديمًا" سقطت أرضًا ولم تتحمل الصدمة.

تقول: "كنت بين الكذب والصدق بين الحلم والحقيقة، لا أتذكر أي شيء سوى أنني فقت بعد ساعة وسمعت صوت الجيبات واطلاق النار وصرت أركض في الشارع وإخوتي يمسكون بي أن أنتظر وأنا أشتم رائحة ابني إلى أن وصلت الدوار وهجمت على السيارة وارتميت بحضن ابني".

في تلك اللحظة انتهى عداد الأيام والليالي من عقل وقلب خديجة، فطوال ما يقارب أربعة أعوامٍ ماضية كانت قد حفظت كم من عمرها وعمره قد ضاع بالدقيقة، تقول: "الحمد لله انتهت الألفين ليلة إلا 11 يوم، سأنام بجانبه ولن أسمح لأحد أن يأخذه مني ثانية، الليلة لن أتخيل عبد أو أسرح، لن أناديه، فاليوم عاد لي إلى الأبد".

عبد الدايم الذي بدا منهكًا من السهر وكثرة المهنئين بعودته لم يسعفه الزحام للحديث، وقال وهو يخرج مسرعًا مع أحد أصدقائه لشراء ملابس جديدة: "الحمد لله هذا اليوم".

عن سجنه قال: "لم أعذب كثيرًا، كان أول أسبوع لاعتقالي صعبًا، لكني كنت أتغذى جيدًا لم تكن تلك المعاناة".

اقتطع حديث وغادر متعجلًا: "سأعود وأتحدث كما شئتم".

عبد الدايم ووالدته سيكونان على موعد الفرح والمُزاح كما تقول: "كل عيد أم كنت أبكي بدل الدموع دم، كان أحلا يوم في حياتي، هذه السنة سيقبلني ويقول لي بكل اللهجات كل سنة وأنتي طيبة ياأمي ويامو وياماما ويامامتي،، سيفطر ويتسحر معنا، أنا أعيش من جديد".

وفي الأول من أبريل ستحتفل الأم بميلاد ابنها الـ28، هذا إن لم تكن الفرحة فرحتين، كما تقول: "سأزوجه وأفرح به قبل كل شيء".

عودة المختطفين الأربعة جاءت تباعًا بعد عودة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى غزة الأربعاء والتي استمرت 24 يومًا، وصرّح فور وصوله في بيان مقتضب أن نتائج المباحثات الأخيرة مع المسؤولين المصريين بشأن ملف الفلسطينيين الأربعة المفقودين في مصر كانت "الأكثر أهمية".

"يوم زفافها"
منازل المختطفين الأربعة خاصة احتفالات وعزائم غذاء للأهل والأحبة في أول يوم جمعة لهم بين ذويهم.

سمية زنون زوجة العائد من السجون ياسر زنون ارتجفت فرحًا حينما التقت به وعن فرحتها بقدومه قالت لـ"رِواق": "اليوم هو فرحي الحقيقي، اليوم زفة العمر، لم أشعر بهذا الشعور من قبل، الحمد لله على عودته لأبنائه".

تصف أول صباح لها مع رفيق عمرها: "أحلا صباح اليوم حينما فتحت عيناي ووجدت ضي عيوني بجانبي".

رغم نقمتها على مصر كون زوجها كان معتقلًا في سجونها وسبق أن بثت قناة "الجزيرة" مقطع فيديو يثبت ذلك، وقد ظهر فيه دونًا عن المختطفين الأخرين، وبدا في حالة صعبة، إلا أن فرحتها أنستها كل شيء، فقالت: شكرًا لكل من اجتهد وجاهد ليعيدهم إلينا، شكرًا لمصر".

بعد 1899 ليلة.. وحيد خديجة رُدّ إليها وقُرّتْ عيناها

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات