تشهد الحدود الشمالية لإسرائيل توترات متصاعدة مع لبنان، مما يثير قلقًا دوليًا حول احتمال اندلاع صراع عسكري أوسع. ويرتبط التصعيد الحالي بالعمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في غزة، حيث ربط حزب الله هجماته على إسرائيل بما يحدث في القطاع، مشيرًا إلى أن إنهاء العمليات الإسرائيلية هناك سيكون شرطًا لوقف الأعمال العدائية في الجنوب اللبناني.
وبحسب تقارير من واشنطن بوست، أعلنت الحكومة الأمنية الإسرائيلية اليوم الثلاثاء عن تحديث أهدافها الحربية لتشمل "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بشكل آمن"، مما يعكس توسيعًا في أهداف العمليات العسكرية التي كانت تركز بالأساس على القضاء على حركة حماس في غزة وإعادة الرهائن الذين اختطفوا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريح لنيويورك تايمز خلال اجتماع مع مستشار كبير لإدارة بايدن، أن "الطريقة الوحيدة" لإعادة سكان الشمال الذين نزحوا بسبب التوترات إلى منازلهم هي من خلال عمل عسكري ضد حزب الله.
وفي سياق تعزيز استعداداتها العسكرية على الحدود الشمالية، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الاثنين عن تجهيز 97 وحدة استجابة سريعة وتزويدها بأكثر من 9000 بندقية من طراز "أراد" المتقدمة، بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 13.5 مليون دولار. وقالت الوزارة إن هذه المبادرة جزء من سياسة إسرائيل لتعزيز الدفاع عن الحدود الشمالية، مع تعزيز قدراتها العسكرية الذاتية.
وشهدت الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء تصعيدًا خطيرًا بعد سلسلة انفجارات في لبنان، يُعتقد أنها مرتبطة بأجهزة نداء لحزب الله، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم السفير الإيراني في بيروت ونجل عضو في البرلمان اللبناني عن حزب الله، وفقًا لتقرير رويترز. وقد أكد حزب الله مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم اثنان من مقاتليه، بالإضافة إلى مقتل فتاة مدنية، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية لكشف أسباب هذه الانفجارات. من جهته، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي على الحادثة حتى الآن.
وفي محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة، يبذل المبعوث الأمريكي الخاص، أموس هوكستين، جهودًا دبلوماسية مكثفة من خلال جولات بين إسرائيل ولبنان. ومع ذلك، فإن استمرار القتال في غزة يضعف فرص الوصول إلى تهدئة فورية في الشمال، حيث تبدو الحلول الدبلوماسية بعيدة المنال في ظل تعقيدات الوضع الإقليمي وتزايد المخاوف من اندلاع مواجهة شاملة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات