لم يكن قرار السعودية بمنع دخول أكثر من 20000 الف معتمر و4500 حاج من فلسطينيي عام 48 بجديد، إذ أن السعودية كانت قد أصدرت قرارا قبيل موسح الحج الماضي بمنع طباعة تأشيرات دخول لأراضيها لكل من يحمل جواز سفر مؤقت ودون رقم وطني، والذي جعل القرار يشمل أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني ممن يحملون هذا الجواز .
قرار السعودية في ذلك الوقت لم يشمل فلسطينيي ال 48 وذلك بعد تدخلٍ من الأردن بحكم الوصاية الممنوحة لهم من ملك الأردن السابق حسين بن طلال عام 1978، والذي أعطى فيه وعدا لفسطينيي ال 48 بمنحهم الجواز الأردني المؤقت للسفر وأداء فريضة الحج والعمرة بعدما حرموا منها طيلة 40 عام منذ احتلال فلسطين عام 48 وحتى عام 1978.
ويوضح رئيس لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة لمسلمي 48 سليم شلاعطة: منذ عام 1978 وبعد توجه مجموعة من فلسطينيي 48 والحصول على وصاية الأردن بخصوص الحج والعمرة بعد أن حرمنا منها منذ النكبة، تفاجئنا مؤخرا بمنعنا من دخول السعودية بالجواز الادرني المؤقت، إذ أن قرار المنع لم يطبق علينا في موسم الحج الأخير والعمرات التي تلته، ومنذ ذلك الحين ونحن في مشاورات مستمرة مع الجانب الاردني لمعرفة حيثيات هذا القرار.
جواز سفر "اسرائيلي" في السعودية !
هذا وكانت وسائل اعلام اسرائيلية قد تحدثت عن إمكانية السماح لمسلمي 48 دخول السعودية بجوازهم أي الإسرائيلي ، وذلك في اعقاب الخطة التي كان قد أعلن عنها وزير المواصلات الاسرائيلي يسرائيل كاتس وبالتعاون مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن "قطار السلام"، والذي ينطلق من أوروبا مروراً بالمناطق الإسرائيلية والفلسطينية وانتهاءً بالسعودية.
من جهة أخرى نفى شلاعطة أن يكون سفر مسلمي ال 48 عن طريق الجواز الإسرائيلي خاصة في العام المقبل إذ أنه وعلى حد تعبيره إن دخول الفلسطينيين عن طريق الجواز الاسرائيلي بحاجة للتعامل مباشرة مع سفارة أو قنصلية سعودية في كل دولة، كما أن الأمر بحاجة إلى التعاقد في كل دولة مع وكيل وشركات سعودية، وهي إجراءات ومؤسسات غير موجودة في إسرائيل ولا يمكن تجهيزها بين ليلة وضحاها، كما أن مستويات رفيعة في الاردن أفادوا بأن القضية في طريقها للحل أو أنها حُلت بالاساس وفق ما أفادت به لجنة التنسيق للحج والعمرة المحلية بعد اجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين الأردنيين، دون توضيح أو الإشارة الى أي موقف رسمي سعودي من القضية، ما يثير الشك بأن القضية كما يبدو لا زالت عالقة.
ويقول المتحدث الرسمي بإسم لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة لمسلمي 48 عبد الرحيم فقرا : لا علم لنا عن أسباب هذا الإجراء، ونحن بدورنا توجهنا لوزارة الاوقاف لمعرفة هذه الأسباب والتي تواصلت مع الجهات السعودية ولم ترد عليها حتى الآن بأي جواب وافي، فحسب قول السفارة السعودية ان هذه الأوامر من جهات عليا في السعودية .
ويرى محللون وناشطون سياسيون كالصحفي سليمان أبو إرشيد الذي كتب في مقال له قائلا: من غير المستغرب أن يُستخدم مسلمو ال 48 كجسر للتطبيع مع الدولة العبرية، إذ أن الأحداث الأخيرة كزيارة الوزيرة الإسرائيلية ميري ريغف إلى أبو ظبي وزيارة نتنياهو إلى عُمان، تدل على أن العلاقات " الإسرائيلية" الخليجية تجاوزت مرحلة الوساطة الاردنية وتنتظر المرحلة التالية .
لم يكن موقف السعودية حول منع حاملي الجوازات المؤقتة واضحا، فلا أحد يعرف الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، وعلى ما يبدو لن يحل قريباً فقد تم مؤخراً إلغاء عمرات الشتاء لمسلمي 48 والتي كان مقررا ان تخرج أولى هذه الرحلات في ال 16-12-2018 بحجة عدم اكتمال الإجراءات الفنية اللازمة.
وبدورها أكدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربيّة في اجتماعها وعلى لسان رئيسها محمد بركة على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم، أي إبقاء الوصاية الأردنية على مسلمي ال 48 كما هو منذ عشرات السنين، ورفض استغلال حق الشعب الفلسطيني في أداء واجباته الدينية لتتحول إلى جسر للتطبيع مع إسرائيل بما يتجاوز حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني.
ويبقى السؤال هنا في ظل الوضع السياسي المتأزم هل تسعى الدول العربية لانهاء القضية الفلسطينية وتطبيق صفقة القرن عن طريق استغلال الفلسطينيين وتحديدا فلسطينيي 48 للبدء بالتطبيع الرسمي أم ماذا ؟
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات