أثارت الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، ضجة عارمة في البلاد عامّة عقب إعلانها عن اعتقال 40 طبيبًا ومختصًا في مواضيع المهن الطبية، من مختلف البلاد وتحديدا البلدات العربية – كما جاء في بيان الشرطة -، وذلك على خلفية شبهة حصولهم على شهادات بـ "الاحتيال" من خلال دراستهم في جامعات أرمينيا.
وأطلقت الشرطة الإسرائيلية على الحملة التي قامت بها صباحًا باسم "رخصة للقتل"، مدّعيةً أنها تحافظ على سلامة الجمهور من "المحتالين". وقالت إن التحقيق في القضية بدأ عقب وصول شكوى مجهولة المصدر لوزارة الصحة الإسرائيلية، حيث تم القاء المهمّة على وحدة "اليمار" في الشمال، وأدارت عمليّة سرية استمرت طويلا لتصل الى النتيجة التالية ومداهمة بيوت وتنفيذ اعتقالات، وحتى اعتقال بعضهم من أماكن عملهم في المستشفيات".
ونشرت الشرطة مقطع فيديو لحملة الاعتقالات التي نفذتها تماما مثل الحملات التي تقوم بها عند تنفيذ اعتقالات ضد أشخاص متورطين في قضايا جنائية تتعلق بالسلاح والمخدرات والعالم السفلي، أو قضايا أمنيّة وسياسية، ما يدلّ على أن القضية كبيرة جدا لا يُستهان بها.
سيتمخّض الجبل ويلد فأرًا
المحامي أحمد رسلان يترافع عن عدد من المشتبهين في هذه القضية، قال خلال جلسة النظر بتمديد اعتقالهم في الناصرة ظهر اليوم :" كل ما تدعيه النيابة العامة وجهاز الشرطة عار عن الصحة بالاعتبار ان الفيصل في هذا الموضوع هو امتحان وزارة الصحة (الدولة) الذي اجتازه الأطباء بنجاح وحصلوا بجدارة على شهادة الاجازة بالطب. هذا الامر يدل وبشكل جلي وواضح بأن هؤلاء قد تمكنوا من تحصيلهم العلمي بالطب على انواعه. هذا التمكن العلمي الذي نالوه بجامعات أوروبية قد مكنهم من اجتياز الاختبار الأعظم بالطب في الدولة ، وعليه سيثبت امام المحكمة وعلى الملأ بأنه سيتمخض الجبل ويلد فأرا".
وتابع رسلان :" العناوين الرنانة التي تتناقلها الشرطة بأنه هؤلاء الأطباء يحملون رخصة للقتل، هو افتراء على الحقيقة وتشهير بسمعة الأطباء الشرفاء وعلى أجهزة الدولة ووزارة الصحة والقانون الذي أجاز لهم مزاولة مهنة الطب".
تعامل عنصري
المحامي أحمد مهنّا قال في تغريدة له عبر صفحته "فيسبوك": 91% من الأطباء المسحوبة رخصهم ليسوا عربا، وطالب بعدم تصديق ما يُشارع بسرعة كل ما تقوله الشرطة، وتضخيمها للأمور وكأنها نجحت في اعتقال تجّار سلاحح وقتلة حقيقيين لأبناء شعبنا".
وأردف بالقول:" التعامل مع المجرمين والإجرام يجب أن يكون بدون علاقة لقوميتهم، محاولة الشرطة والاعلام الاسرائيلي ان يشوه عشرات وربما مئات آلاف العرب ممن يعملون بالمهن الطبية، وهو محاولة لتشويه أكثر مجال ناجح وناجع يتواجد فيه العرب في البلاد بشهادة اليهودي والعربي".
وتابع:" الاعتقال تمّ للتحقيق، بشكوى وصلت وزارة الصحة وهي حولتها للشرطة وبدورها بدل أن تدعوهم للتحقيق فضّلت أن تعتقلهم وتتعامل معهم كتجار سلاح او مخدرات او حتى قتلة (قسم منهم نجح بامتحان الدولة وذنبه فقط انه تعلم بفترة وبجامعة تمّ فيها التزوير)".
وأكمل:" كان من الأفضل على وزارة الصحة الاسرائيلية ان تمنع التراخيص من أي جامعة تدّعي انها غير مؤهلة وان فيها تزييف او ان برنامج التعليم لا يلائم المساقات الاسرائيلية او ان تسعى لاثبات قانونية هذه المستندات بدلًا من ان تعلّق آلاف الطلاب العرب بين "حانا ومانا"، ومن تعامل او يتعامل مع وزارة الصحة وقسم التراخيص بالأساس يعلم ان الوزارة تتعامل مع كلّ خرّيج عربي كأنه متّهم حتى تثبت براءته."
ونوّه في الختام :"لكي لا أفهم خطأ لا أحاول الدفاع عن مجرمين فقط ممّن تثبت ادانتهم لاحقًا،أحاول أن أعبر عن غضبي بتشويه سمعة مجتمع كامل بسبب 0.00000000000001% من أفراده !".
محتال ومجرم
أحد المواطنين قال إن هذه الحملة سيكون له الأثر السلبي على كل الأطباء العاملين في المستشفيات الإسرائيلية، من خلال ربّما تعرضهم للهجوم الكلامي والتجريح وعدم قبوله كطبيب من قبل روّاد المشفى او المرضى الذين سيرون الطبيب العربي الناجح بأنه محتال ومجرم ولا يستحق أن يكون في هذا الموقع المهني.
يشار الى أن الشرطة التي تتفاخر بهذا الإنجاز الصباحي، فشلت وتفشل تلو المرة في اعتقال عناصر عصابة "تدفيع الثمين " الإرهابية التي تعيث فسادا وخرابا في البلدات العربية وتعتدي على الممتلكات الخاصة وتخطّ العبارات العنصرية، وكان آخرها صباح اليوم في بلدة كفرقاسم، تزامنا مع حملة الشرطة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات