صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، بشكل رسمي، على أن "إسرائيل في حرب".
وقرر الكابينيت القيام بعمليات عسكرية كبيرة في أعقاب "الحرب التي شنت على إسرائيل من خلال هجوم إرهابي من قطاع غزة بدءا من يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الساعة السادسة صباحا".
قالت مصادر إسرائيلية إن أكثر من 600 إسرائيلي قتلوا منذ بدء الاشتباكات فيما أصيب نحو ألفي شخص.
ماذا يعني اعلان الحرب؟
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ حرب العام 1973، أعلنت اسرائيل، اليوم ، حالة الحرب، وهو ما أكده أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلى الرغم من أن الجيش الاسرائيلي انخرط منذ 1973 في عشرات الحملات العسكرية في لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية، إلا أنه تجنب اعتبار هذه الحملات حروبا.
وتعني حالة الحرب عملياً إعلان حالة الطوارئ، ووضع مقدرات إسرائيل اللوجستية ووبناها التحتية تحت تصرف الجيش، من أجل تحقيق أهدافه في هذه الحرب، فضلاً عن أن إعلان الحرب يقترن دائماً بتجنيد بقوات كبيرة من قوات الاحتياط، مع العلم أن جيش الاحتلال سبق أن جند قوات الاحتياط في إطار حملات عسكرية دون مستوى حالة الحرب.
وقد يرتبط إعلان حالة الحرب بأهداف إسرائيل ومخططاتها العملياتية خلال الجهد الحربي الذي تنوي شنه، أكثر مما يتعلق بالجانب المؤسساتي والقانوني.
ويمكن التدليل على ذلك من خلال التصريح التي أدلى به نتنياهو، إذ قال إن إسرائيل "في حالة حرب وليست في جولة قتال"، في إشارة إلى أن إعلان "حالة الحرب" يكرس توجه إسرائيل نحو شن عمل عسكري طويل الأمد داخل القطاع.
فجملة الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها خلال الحرب المعلنة كبيرة ومعقدة، وقد تشمل: الرد على الهجوم وجباية ثمن من حركة حماس والجمهور الفلسطيني، والمس بقيادة الحركة و"كتائب القسام"، وتفكيك البنى التنظيمية والعسكرية للمقاومة، فضلاً عن محاولة استعادة الجنود والمستوطنين الذين تم أسرهم.
ومن الواضح أن محاولة تحقيق هذه الأهداف تتطلب شن عمل عسكري كبير يرمي إلى إعادة احتلال القطاع، حيث إن تحقيق هذه الإنجازات لا يتسنى عبر عمليات قصف جوي، بل من خلال عمليات برية في عمق قطاع غزة قد تستغرق وقتاً طويلاً.
فضلا عن أن الإعلان عن حالة "الحرب" يأتي لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي لإمكانية سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود المشاركين في العمليات في عمق القطاع، لا سيما أن تقديرات عسكرية إسرائيلية سابقة توقعت أن يقتل 500 جندي وضابط في أية عملية برية ترمي إلى إعادة قطاع غزة.
إلى جانب ذلك، فإن إعلان حالة الحرب يمثل أيضا مسوغا لدفع الولايات المتحدة، الملتزمة بتمكين إسرائيل من الدفاع عن ذاتها، إلى فتح مخازن جيشها داخل إسرائيل لاستخدامها من قبل جيش الاحتلال، فضلاً عن تقديم مساعدات عسكرية عاجلة لمنح هذا الجيش القدرة على مواصلة الجهد الحربي، لا سيما في كل ما يتعلق بالصواريخ والقذائف التي تستخدمها منظومات الدفاع الجوي المستخدمة في اعتراض الصواريخ.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات