المتنافسون والمرشحون في غيبوبة تامة الا من رحم ربي، لا يتحدثون في الانتخابات ولا يناقشون في السياسات العامة والعمل البلدي، هذا هو المشهد الحالي على الاقل حتى بداية شهر اكتوبر، أي قبل أسابيع قليلة من موعد يوم الحسم.
نسبة التصويت في الانتخابات 2018 كانت 66%، بينما 2013 كانت 70% ، وفي 2008 كانت 79% فهل تستمر الدالة في الهبوط بنسبة التصويت هذه المرة أيضا؟ .. هذا ما يتضح وفق ما صرحت به لجنة الانتخابات المحلية، فالأجواء لا تبشر بنسبة مرتفعة.
اذا أردنا المقارنة مع بلدات أخرى، سنجد أن أم الفحم أقل البلدان التي تشهد حراكاً انتخابياً، بسبب حالة الاستسلام غير المطلق عند الشارع بأن الرئيس الحالي سوف يحسم النتيجة بفارق كبير وهي بالتالي كما يراها المواطنون مسألة مفروغ منها.
لكن ماذا مع العضوية ؟
نتحدث عن 17 مقعدا للعضوية، هل الأعضاء هم كالأصنام والتماثيل لا سلطة لهم ولا قرار؟ هذا المشهد على الأقل ربما لاحظناه عند بعض أعضاء المجلس البلدي في الدورة الأخيرة، الذين نسيَ الناس أنهم موجودون كأعضاء بلدية أصلا، كما لم ينبسوا ببنت شفة معظم الدورة السابقة، إنما كانوا في جيب الرئيس ضمن اتفاقات ائتلاف تقيّدهم وتجعلهم ينصاعون للقرارات والاقتراحات.
لا أدري ما هي الأدوات التي تمتلكها القوائم لتقنع الناس في التصويت لها، ونحن على بُعد أيام قليلة فقط من الأيام الصعبة لحسم قرار الناخب وسط ضعف الجهود وغياب الندوات والحلقات الانتخابية البيتية والحاراتية الى الآن باستثناء البيت الفحماوي الذي يفتتح مقرات عديدة ويعقد لقاءات في بعض الأحياء بحضور ومشاركة واسعة من أعضائه وأنصاره، على الرغم من أنه في العادة تكون النقاشات الانتخابية في هذه الأيام حول السياسات العامة للمتنافسين والمرشحين والتدقيق في أنشطتهم ومشاريعهم والاخفاقات للجسم الحاكم بهدف تعزيز الرؤى الانتخابية التي جاء بها كل حزب ومرشح.
فهذا الصيام عن الكلام، يحمل دلالات عديدة تثير التساؤل، فهل ذلك مؤشر على ثمة صفقات يسعى لها المرشحون لابرامها بعد الانتخابات مع الحزب الأقوى "البيت الفحماوي" للدخول في ائتلاف وتحصيل مكاسب معينة، وبالتالي يحافظون على خط متوازي مليء بالودّ والحبّ ؟
بالطبع ذلك لن يحصل إذا استمر هذا الحال وحقق ما يصبو إليه "البيت الفحماوي"، ألا وهو الحصول على ائتلاف كامل ليتفرّد بالسلطة المحلية دون الحاجة لأي حزب آخر والائتلاف معه.
البيت الفحماوي في الدورة الأخيرة حصل على 5 مقاعد واضطر لعقد اتفاقات ائتلاف عديدة مع الأحزاب الصغيرة وتوزيع مناصب ومهام على الجميع. وبالتالي كانت بعض الاتفاقات بالنسبة له أشبه بالابتزاز، وهو ما يريده الآن أن يتخلّص من هذه الحالة كي لا تتكرر.
لا يبذل البيت الفحماوي جهودا كبيرة في هذه الانتخابات من أجل الفوز برئاسة الدكتور سمير، فهذا أمر يرونه محسوما، بل لتحقيق الهدف الأكبر وبلوغ النتيجة الساحقة ألا وهي الحصول على 9 مقاعد من أصل 17 على الأقل لتشكيل ائتلاف يقوده منفردا ويتخذ القرارات التي يراها مناسبة لمشروعه الذي يسعى إليه.
لذلك فإن مقياس النجاح في هذه الانتخابات لدى البيت الفحماوي هو الحصول على ائتلاف كامل، علماً أن أي نتيجة أقل من 9 مقاعد له ستُعتبر خسارة وربما فشلا إن صح التعبير، في ظلّ منافسة انتخابية تُعتبر لقمة سهلة نسبياً وفق المعطيات والمؤشرات حتى الآن.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات