تدلّ نتائج فرز الأصوات في انتخابات الكنيست، التي جرت أمس الثلاثاء، أنه ستتشكل في إسرائيل الحكومة الأكثر يمينية، برئاسة زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، الذي توقع محللون سياسيون اليوم، الأربعاء، أنه سيكون "الأكثر يسارية" في هذه الحكومة. فقد تبين من النتائج أن اليمين الفاشي خرج الرابح الأكبر من الانتخابات، بحصول قائمة الصهيونية الدينية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، على عدد مقاعد أكثر من المتوقع، وقد يصل إلى 15 مقعدا.
وأفاد المحلل السياسي في موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري، شالوم يروشالمي، إلى حالة النشوة في مقر الليكود، خلال الليلة الماضية، وأن الكثيرين من ناشطي الليكود جاؤوا إلى مقر حزبهم بعد أن شاركوا في احتفالات في مقرّي سموتريتش وبن غفير. "وجميعهم تحدثوا عن الضربة التي تلقاها اليسار (أحزاب الائتلاف الحالي بقيادة يائير لبيد)، عن القضاء على جهاز القضاء، عن قمع شديد للعرب، عن الكراهية لوسائل الإعلام وعن سيادة في يهودا والسامرة" أي ضم الضفة الغربية لإسرائيل.
وأضاف يروشالمي أن ناشطي الليكود هؤلاء توقعوا رسائل مشابهة من جانب نتنياهو، "لكنه رفض ذلك. ويبدو أن نتنياهو أصيب بالهلع من نفسه ومن الائتلاف الذي سيكون إلى جانبه في هذه الأيام. فقد حرص طوال حياته السياسية أن يبتعد عن اليمين المتطرف، وإذا كان هناك حزبا كهذا، فقد كان يهتم بإجراء توازن بضم حزب وسطي أو حتى من اليسار (الصهيوني)".
إلا أن هدف نتنياهو الأساسي هو استهداف جهاز القضاء من أجل إلغاء محاكمته بتهم فساد خطيرة. وتعهد سموتريتش في حملته الانتخابية بالعمل على إلغاء مخالفات الاحتيال وخيانة الأمانة، فيما تعهد بن غفير بإلغاء المحاكمة برمتها من خلال "القانون الفرنسي" الذي يعني منع محاكمة رئيس حكومة أثناء ولايته.
وأشار محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أن "نتنياهو سيشكل الحكومة، لكنه سيكون رئيس حكومة بن غفير". وأضاف أن "بن غفير، أكثر من نتنياهو، نقل أصواتا من كتلة ’فقط ليس بيبي’ إلى كتلة ’بيبي فقط’. وبن غفير، وليس نتنياهو، فرض سحره على الجنود، والشبان الذين يصوتون لأول مرة، وغير المبالين و’الكسالى في مدن التطوير’، الذين ساروا وراءه. وبن غفير، وليس نتنياهو، جعل ناخبي غانتس وساعر ويمينا وحتى لبيد، الذين هلعوا من أحداث حارس الأسوار والعمليات في تل أبيب وإلعاد وبني براك، ينتقلون إلى الجانب الآخر. واعتبر بنظر اليمينيين أنه سياسي مركزي وشخص يتحدث ’دُغري’".
ولفت فيرتر إلى أن معظم أعضاء الكنيست في الائتلاف الذي سيتشكل سيكونون من المتدينين والحريديين والحريديين – القوميين، "ومواقفهم ظلامية وخطيرة. وهذه سابقة. وتحت هذا الحكم المتوقع، تدخل إسرائيل إلى عهد جديد".
ويذكر أن بن غفير يطالب بتولي حقيبة الأمن الداخلي. "ونتنياهو يميل إلى عدم الموافقة على ذلك، لكن من الجائز أن يضطر إلى التنازل عن رفضه إثر مفاوضات ائتلافية صعبة". ويتوقع أن يطالب سموتريتش بحقيبة الأمن أو القضاء أو المالية. وستضع هذه المطالب نتنياهو "أمام صعوبات إثر الخطاب السائد في الليكود، الذي بموجبه يجب أن تبقى الحقائب الوزارية الهامة بأيدي الليكود"، حسبما ذكرت محللة الشؤون الحزبية في موقع "واينت" الإلكتروني، موران أزولاي.
ويطالب قياديون في الليكود، بينهم ياريف ليفين ودافيد أمسالم ونير بركات ويسرائيل كاتس وإيلي كوهين، بتولي حقائب وزارية هامة. وقال عضو الكنيست ميكي زوهار "نحن في الليكود لن نتنازل عن حقيبتي المالية والأمن".
كذلك يطالب رئيس حزب شاس، أرييه درعي، وهو حليف نتنياهو الرئيسي، بتولي حقيبة المالية أو بمنصب القائم بأعمال رئيس الحكومة. لكنه قد يوافق على تولي حقائب أخرى، مثل الداخلية والأديان. (عرب48)
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات