د. سمير للإعلام العبري: سأخرج بأم الفحم الى طريق جديد ووجه مختلف

بثّت قناة " كان 11 – כאן 11 " الإسرائيلية مساء الأحد، تقريرا مصورًا عن مدينة أم الفحم عقب الانتخابات الأخيرة التي أفرزت عن د.سمير صبحي محاميد رئيسا للبلدية.

وكان التقرير قد أثار موجة من ردود الفعل الإيجابية والسلبية على حدّ سواء، فمن جهة يرى البعض أن تصريحات الرئيس المنتخب وخروجه الى الإعلام العبري خطوة في الاتجاه الصحيح، لتغيير "الصورة النمطية المعروفة عن أم الفحم". فيما رأى آخرون أن ضبابية تسود بعض التصريحات التي يدلي بها الرئيس المنتخب لوسائل الإعلام العبرية، والمغزى من هذا التقرير".

"المخربين"
وبدأ التقرير في استعراض بعض المشاهد من جنازة الشهداء الثلاثة محمد جبارين ووصفهم بالـ "المخربين" عقب تنفيذ عملية الأقصى في تموز 2017، حيث بيّن التقرير الأجواء التي حظيت بها جنازة الشهداء من تكبير وهتاف ومفرقعات، في إشارة الى أن سكّان المدينة يدعمون هذا التوجّه للـ "المخربين" – حسب التقرير - .

وقد تعهّد د.سمير بعد عرض هذه المشاهد بأن "وجه أم الفحم سيتغيّر" وأنه "أخذ على عاتقه هذه المسؤولية أمام الإعلام العبري والصحفيين اليهود ومن ثم الإعلام العربي".

وحسب الصحفية مراسلة القناة "اورلي الكلعي" فإن الرئيس المنتخب يقول إن هذه المشاهد لا تعكس الوجه الحقيقي لأم الفحم، حيث قال د.سمير مجبيًا عن سؤال حول تخوّف البعض دخول المدينة :" من يقول أن هناك أناس لا يريدونني ولا يريدون تقبّلي في أم الفحم، هم مخطؤون، لأنهم لم يتعاملوا مع سكان المدينة عن قرب، ولو جربوا ذلك لوجدوا أناسا يريدون العيش بطمأنينة ومحبة وسلام".

تغيير وجه المدينة
وعن سؤال الصحفية حول رؤية الرئيس المنتخب في تغيير وجه المدينة وخلق حالة جديدة، قالت له:" هل أنت مدرك أنك بحاجة لتغيير صورة ورأي راسخ لدى السكّان منذ عشرات السنين، قال د.سمير محاميد :" هذا يتطلّب متابعة، لا مشكلة لدي في اظهار شيء آخر، أنا أتيت لابراز بلد مع رؤية مختلفة، جئت لأظهر أناس يقولون نريد احتواء واحتضان الجميع".

رؤساء مقاطعون للإعلام العبري
وادّعى التقرير أن 18 عامًا مضت وكان رؤساء البلدية السابقين يرفضون إجراء لقاءات إعلامية مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، مشيرة بشكل خاص الى الشيخ رائد صلاح الذي يصف الإعلام الإسرائيلي بالـ "الصهيوني" – حسب التقرير -.

وزعمت الصحفية في تقرير أن د.سمير محاميد تم سؤاله في كل مناسبة عن التطرف الذي تتسم به أم الفحم بسبب "الحركة الإسلامية – الجناح الشمالي "، حيث أجاب د.سمير:" الشيخ رائد صلاح هو شخصية سياسية شرعية"، رغم إخراج حركة الإسلامية عن القانون، "وشرعيته السياسية طبيعية مثل أي شخص سياسي آخر مثل جمال زحالقة وأحمد الطيبي وغيره".

هذا وتطرق التقرير الى آراء بعض المواطنين وآمالهم من الرئيس المنتخب، كما وتم التطرق الى تشكيل منتدى مشترك عربي يهودي للسلطات المحلية في وادي عارة، تم الاتفاق عليه بين د.سمير محاميد وايلان سدي رئيس مجلس إقليمي "منشه"، بعد دعوة الأخير لاقامة هذا المنتدى بقيادة أم الفحم لتعزيز التعايش المشترك في المنطقة.

وختمت الصحفية اورلي تقريرها بالقول :" أم الفحم تطلب تغيير صورتها، لا مزيد من المدينة المعرّفة على أنها تتبع للحركة الإسلامية - الجناح الشمالي -، ولا جنازات جماعية للمخربين ولا مقاطعة مؤسسات حكومة، الدكتور سمير محاميد الرئيس المنتخب يقول أنا الشخص الذي سيُخرج أم الفحم الى طريق جديد".

"أنصح د.سمير باستعمال مصطلح المجال العمومي"
وتعليقًا على هذا التقرير وما شمل من مفهوم لتغيير وجه المدينة، على أنه متعلق بالوجه السياسي والوطني حسب ما ألمح التقرير، قال د. مهند مصطفى - مدير عام مدى الكرمل ورئيس قسم التاريخ في الكلية الأكاديمية بيت بيرل -، قال في حديث خاص لموقع "رِواق": اعتقد ان هنالك تباين بين المصطلح وبين المضمون. وارى انه من الأوجب استعمال مصطلح تنظيم المجال العام في ام الفحم. واعتقد ان الدكتور سمير يقصد ذلك. لان برنامج البيت الفحماوي تحدث عن تنظيم المجال العمومي في مدينة ام الفحم. وهو الأكثر الحاحا باعتقادي في المرحلة القادمة. وكان موضوع تنظيم المجال العمومي هو جوهر خطاب البيت الفحماوي.

وأضاف:" قد يفهم الإعلام العبري عكس ما يقصده الدكتور سمير، انا واثق ان دكتور سمير يقصد تنظيم المجال العمومي. ولذلك فإن تقييم خطاب الدكتور سمير هو بعمله في تنظيم المجال العمومي. والذي يطلق عليه تغيير وجه ام الفحم. وانا على قناعة ان الدكتور سمير يقصد بتغيير وجه ام الفحم أي تنظيم المجال العمومي. وتغيير الصورة التي ارتسمت عن ام الفحم من حيث العنف والجريمة وليس وجهها الأصلي الوطني والسياسي".

وطالب د. مهند مصطفى الدكتور سمير ناصحًا إياه "باستعمال مصطلح تنظيم المجال العمومي ليكون اكثر دقة للقارئ اليهودي، وحتى لا يفهم كلامه على عكس مقصده".

وحول ما أشار إليه التقرير أن الحركة الإسلامية – الجناح الشمالي – التي قادت بلدية ام الفحم سنين طويلة قبل حظرها عام 2015، وكأنها أصبحت عبئا على المدينة وتسببت بأزماتها حسب التقرير، قال:" طبعا للتيار الإسلامي كان دور كبير في تطوير ام الفحم عندما كان في السلطة.  ويجب قراءة هذا التاريخ بموضوعية وليس بعدائية من جهة وليس بمثالية.  كان تجربة التيار الإسلامي في الحكم المحلي الفحماوي نجاحات كبيرة لا يمكن انكارها ولكن كانت هنالك اخفاقات لا يمكن تجاهلها. وقراءة هذا التاريخ يجب أن تكون بأدوات علمية موضوعية لمصلحة ام الفحم".

وحول علاقة رؤساء البلدية السابقين في ام الفحم مع الإعلام العبري ورفضهم الحديث إليها – حسب زعم التقرير – قال د.مصطفى:" لا اعتقد ان مقاطعة الإعلام العبري هي خيار استراتيجي، وهو اجتهاد لكل رئيس باستعماله لمصلحة ام الفحم كما يراها مناسب لذلك، المهم ان تصل الرسائل بشكل دقيق، اعتقد ان التوجه للاعلام العبري لطرح قضايا بلدية هو أمر هام، فالإعلام مؤثر وخاصة العبري، لا اعتقد ان الخيار هو بين المشاركة أو المقاطعة بل في إيصال الرسائل التي يريدها المواطن الفحماوي وتعبر عن الإجماع الفحماوي. وبما يخدم تقدم العمل البلدي.".

" أحذّره من الألغام"
من جانبه قال المحامي عبد خليفة - حركة نبض الشارع -  تعليقا على خروج الدكتور سمير محاميد في الإعلام العبري بكثافة منذ انتخابه، قال:" أرى بإن إطلالات الدكتور سمير عبر وسائل الإعلام العبرية كانت موفقة إلى حد كبير لما جاء فيها من رؤية لمشروع تغيير الصورة النمطية لمدينة أم الفحم التي رغم كل الانفتاح التجاري والاقتصادي المتمثل بفتح فروع عديده لشركات وماركات اسرائيلية وعالمية إلا ان حركتها التجارية مع البيئة المحيطة والمدن المجاورة ما زالت أحادية، فالمواطن الفحماوي يستهلك مشتريات كثيرة بالمدن اليهودية والمواطن اليهودي تبدأ علاقته التجارية وتنتهي في مطعم البابور".

وحول ملف "وجه المدينة" الذي يقوده د.سمير محاميد قال:" إن ملف "وجه المدينة " هو ملف مركب وله ابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإعلان الدكتور سمير بانه سيضع نصب عينيه وفي أولوياته الاهتمام بهذا الملف هو امر مبشر ومن شأنه ان يكون طرف الخيط نحو التغيير، فمثلا تحسين وجه المدينة يحتم أيضا على الرئيس د.سمير ان يجد حلول جذرية لمشاكل أزمة السير فما يحتمله المواطن الفحماوي ليصل إلى بيته لن يطيقه المواطن غير فحماوي أو اليهودي لمجرد الدخول "للسياحة والتبضع" في مدينتنا العزيزة".

وختم بالقول:" نتمنى للدكتور ان يوفق في خطواته نحو التغيير الذي يرجو ونرجو وان يأخذ حذره من "الألغام " في هذه الطريق الضيقة".

تقرير القناة العبرية "كان 11"