محاضر ومعلم السياقة نمر ابو شارب : دورات - إحصل على تيؤوريا خلال 3 ساعات- كارثة ولا تؤهل الشباب للسياقة الآمنة

بعد أن وصلت نسبة ضحايا حادث الطرق من العرب 50 % محاضر ومعلم السياقة نمر ابو شارب للصنارة: 

دورات "إحصل على تيؤوريا خلال 3 ساعات" كارثة ولا تؤهل الشباب للسياقة الآمنة

*18ضحية من المجتمع العربي بحوادث الطرق خلال الشهر الماضي ومنذ مطلع العام 36% من ضحايا حوادث الطرق عرب * شارع رقم 90 دموي وحصد ارواح أكثر من 80 شخصا خلال 19 عاما* بسبب تطبيقات ال"تيك توك" لقي شابان مصرعهما*الضغوطات النفسية والسياسية عامل اساسي بحوادث الطرق*

 صالح معطي

يستدل من تقرير سلطة الأمان على الطرق الدوري، الصادر يوم  أمس الأول الأربعاء، أن مجزرة حوادث الطرق في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، حصدت أرواح 157 ضحية، مقابل 147 ضحية في ذات الفترة من العام الماضي، وبلغ عدد الضحايا في الشهر الماضي 36 ضحية، بينهم 18 عربيا.
ويستدل من التقرير أن عدد الضحايا هذا العام بارتفاع مستمر، وحتى الآن بلغ الارتفاع نسبة 7% عن العام الماضي 2021، كما أن العدد مطابق لعدد الضحايا في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2019، الذي لم يكن فيه اغلاقات كورونا كما في 2020 ما ساهم في خفض عدد الضحايا.
وجاء في تقرير دولي صدر هذا الأسبوع، أن  عدد ضحايا حوادث الطرق سنويا في العالم يتجاوز 1,3 مليون ضحية.

حول هذه المعطيات وأسباب ارتفاع حوادث الطرق في البلاد عامة ، والمجتمع العربي خاصة ، التقى مراسل موقع وصحيفة الصنارة  مع محاضر ومعلم السياقة نمر ابو شارب من بئر السبع الذي قال :"  في البداية نتقدم بأحر التعازي للعائلات التي فقدت ابناءها بحوادث طرق بشكل عام وفي الحوادث الأخيرة منذ بداية العام . اليوم ، للأسف ، حوادث الطرق بوتيرة تصاعدية مخيفة ، وذلك لعدة اسباب أهمها: عدم الالتزام بقوانين السير ، عدم معرفة الاشارات على جوانب الشواع وعدم الإنصياع لها ، السرعة المفرطة ، استخدام الهواتف اثناء القيادة ، البنية التحتية السيئة للشوارع ، اسباب وظروف سياسية وضغوطات نفسية".

*دورات احصل على تيؤوريا خلال 3 ساعات كارثة خطيرة *

وتطرق ابو شارب للأسباب التي ذكرها اعلاه قائلاً :" عدم الالتزام بقوانين السير ، أمر واضح للجميع وخاصة في مجتمعنا العربي ، إذ لا نتقيد بالسرعة المسموحة للشارع ، ونتجاوز السيارات بالشوارع التي لا تسمح بعملية التجاوز اثناء السياقة ، وايضاً هنالك العديد من الشبان لا يفهمون الاشارات المنصوبة على جوانب الشوارع بالرغم من حصولهم على رخصة قيادة . هذه ظاهرة موجودة ومقلقة وسببها للأسف هي دورات الحصول على التيؤويا خلال 3 ساعات ، حيث تقوم هذه الدورات التي هدفها الربح المادي فقط ، بتجهيز حوالي 100 سؤال متكرر في امتحانات التيؤوريا ( السياقة النظرية) ، وتطرحها على الطلاب المتقدمين للامتحان على مدار 3 ساعات بشكل متواصل حتى يحفظها الطالب أو الطالبة عن بصم دون ان يعرفوا اي معلومة عن هذه الاشارة او قوانين السير ".

وأضاف ابو شارب :" انا اتحدى اصحاب هذه الدورات ، ان يقوموا خلال هذه الـ 3 ساعات بتعليم الطالب والطالبة تعليما صحيحا ولكن ما يفعلوه هو أنهم يجهزونه لتقديم الامتحان في اليوم التالي. انا متأكد بأنهم سيرفضون لان الطالب لن يتذكر اي شيء من الاسئلة التي تطرح عليه ، لانه حفظ الاجوبة  بصما فقط ، وهذه هي الكارثة ، من اجل جمع الاموال نرى الأهالي يفقدون ابناءهم بحوادث طرق بسبب عدم إلمامهم بإشارات المرور المتواجدة على الشوارع".

*شارع رقم 90 دموي حصد ارواح أكثر من 80 شخص خلال 19 عاما*

وتطرق ،ايضاً ، المحاضر نمر ابو شارب في حديثه الى أن" البنية التحتية في معظم الشوارع في المجتمع العربي وضعها سيئ ولم تشهد اي اعمال صيانة منذ سنوات طويلة ، وايضاً الشوارع البعيدة عن المركز ، ومثال على ذلك شارع رقم 90 في الجنوب الذي شهد حادث طرق دمويا قبل اقل من اسبوع اسفر عن مقتل عائلة من القدس". وقال:" منذ عام 2003 حتى عام 2020 ، لقي أكثر من 80 شخصا مصرعهم بحوادث طرق على هذا الشارع الدموي، والدولة لا تتحرك لصيانة البنية التحتية للشوارع في المجتمع العربي والشوارع البعيدة عن المركز".

* إحذروا تطبيقات التواصل الاجتماعي بسببها لقي شابان مصرعهما*

وعن ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تطبيق " التيك توك" ومدى خطورتها قال أبو شارب :" جميع مواقع التواصل الاجتماعي ،خاصة تطبيق "تيك توك " ، هي من أسباب حوادث الطرق لدى مجتمعنا العربي ، لانها تستهدف فئة معينة من الشبان خاصة المراهقين ، ألذي يحاولون " إظهار عضلاتهم" ، امام جمهور المتابعين ومشاهدي الفيديوهات على التطبيق ، فيقومون بمخالفات قانونية خطيرة للغاية ، وأود أن اذكر حادثة حصلت في النقب لشخصين قاما بمخالفات مرورية وحركات خطيرة من اجل توثيقها على تطبيق "التيك توك" ، وللأسف لقيا حتفهما بحادث طرق ، كل هذا بسبب جمع مشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي ، لهذا احذر الاهالي من هذه المنصات والتطبيقات الخطيرة للغاية ، التي من الممكن ان تؤدي الى كوارث وحوادث خطيرة بحيث يفقد الآباء أبناءهم بسبب تهورهم ومحاولة لفت انتابه الشبان والفتيات لهذه التطبيقات".

*الضغوطات النفسية والسياسية عامل اساسي بحوادث الطرق*

وحول المشاكل والضغوطات النفسية والاوضاع السياسية ومدى تاثيرها على حوادث الطرق قال ابو شارب :" المشاكل النفسية والأوضاع السياسية في البلاد خطيرة على السائق ، مثلاً المشاكل النفسية تشتت ذهن السائق خلال القيادة ، ومن الممكن ان يتسبب بحادث طرق يسفر عن إصابته او إصابة اشخاص اخرين ، ولهذا اوجه رسالة لكل شخص يمر بأوضاع نفسية سيئة ، أن يتجنب السياقة للحفاظ على سلامته وسلامة الاخرين على الطرقات ، اما الأوضاع السياسية وتأثيرها فإن  المواطن العربي كما نعلم جميعاً يعاني من تقصير من قبل السلطات المسؤولة في كافة المجالات ، وهذا يسفر عن ضغوطات نفسية لدى المواطن العربي الذي يعاني من العنصرية والاضطهاد ، فيفرغ هذه الضغوطات على الشوارع بالسرعة الزائدة او القيادة الجنونية الخطيرة ، وايضاً جميعنا شاهدنا خلال احداث شهر ايار العام الماضي ، حينما قام بعض الشبان خلال التظاهرات بتحطيم اشارات المرور الضوئية او محطات انتظار الحافلات او الاشارات على جوانب الشارع ، وذلك بسبب كل ما يعانون منه من عدم الإنتماء لهذه البلاد او حتى الى المدينة ، وفي تلك الفترة شاهدنا حوادث طرق عديدة وخطيرة واذكر ان سيدة لقيت مصرعها جراء تحطيم الاشارات الضوئية في وادي عارة".

*حوادث الدراجات النارية نسبتها مرتفعة في شمالي البلاد*

وعن حوادث الدراجات النارية التي تحصد ارواح العديد من الشبان في المجتمع العربي قال :" للأسف ظاهرة حوادث الدراجات النارية مرتفعة جداً في البلدات العربية المتواجدة بشمالي البلاد ، اتوجه لسائقي الدراجات النارية ان يلتزموا بالقوانين وان لا يستعرضوا اثناء قيادتهم ، لان الاصابة اثناء قيادة الدراجة النارية اخطر بكثير من الإصابة وانت تقود مركبة خصوصية ، يجب الالتزام بقوانين السير والسرعة القانونية وعدم التجاوز على الشوارع الرئيسية ، وعدم القيادة المتهورة ، واوجه رسالة للاهالي بمتابعة ومراقبة ابنائهم سائقي الدراجات النارية.

*المحاضرات في المدارس تساهم بتقليص حوادث الطرق* 

وحول اهمية المحاضرات لطلاب المدارس عن القيادة القانونية ، وأهمية غرس مفاهيم الالتزام بقوانين السير لدى الطلاب قال نمر ابو شارب :" انا اليوم مسؤول عن تقديم محاضرات طلابية عن اهمية الالتزام بقوانين السير وتعليم السياقة النظرية ( التئوريا) لطلاب الصفوف العاشرة بمنطقة الجنوب بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ، ونأمل ان تغير هذه الأجيال الصاعدة أوضاع القيادة في الشوارع ، لأن ما يحدث معنا نحن العرب في البلاد يفطر القلب ، نحن أقلية في هذه الدولة والحصة الأكبر من حوادث الطرق من نصيبنا ، أنا شخصياً اذهب بشكل متواصل الى أماكن تواجد الطلاب من التسربين من المدارس في منطقة الجنوب ، وأشرح لهم عن اهمية العودة الى مقاعد الدراسة وعن اهمية تعليمات السير والسياقة الآمنة والالتزام بالقوانين".