داخلنا الفلسطيني وتأثير الضغط الجماهيري والهبات الشعبية !!

لأن الحقوق لا توهب ولأنها تنتزع إنتزاع من أنياب الظالمين الذين يهدمون البيوت ويصادرون الأراضي ويعدمون الشباب ميدانيا  وينتهجون سياسة التفرقة والاقتتال الداخلي بين أبناء شعبنا  في الداخل المحتل، ولأننا نعرف أن سياسة المفاوضات وحدها لا تؤثر على الجلاد، وأن التفاوض معه تحت الضغط الجماهيري هو الوسيلة الأنجع لإتمام أي إتفاقية او صفقة، لذا وددت أن أضع بين أيدي أهلنا الذين صنعوا المجد سلسلة من الهبات الجماهيرية التي أعادت الاراضي، وألغت القرارات المجحفة بحق أبناء شعبنا  وإنتزعت الحق مؤكدة بأن طريق الوحدة الجماهيرية هي الحل الأمثل لشعبنا:

* في عام 1976 أصدرت المحكمة الإسرائيلية قرار بمصادرة 21 الف دونم من  أراضي سهل المل ( البطوف) في الجليل الأعلى وجعلها منطقة عسكرية مغلقة،  تم إلغاء هذا القرار بعد هبة جماهيرية ضخمة إمتدت الى كافة المناطق العربية في الداخل نتج عنها

* في عام 1998  أصدرت المحكمة الإسرائيلية قرار يقضي بمصادرة  أراضي الروحة وجعلها منطقة عسكرية مغلقة في منطقة ام الفحم ووادي عارة ، إنتفض لأجلها الأحرار والشرفاء من أبناء أم الفحم والمناطق العربية المجاورة وأرغموا المحكمة على إلغاء القرار والسماح للمزارعين بالدخول الى أراضيهم بعد جرح أكثر من 500 جريح خلال أسبوع واحد فقط قاد هذه الهبة الجماهيرية الشيخ رائد صلاح فرج الله كربه وسطر لنا مدرسة في الصمود والتحدي وانتزاع الحقوق .. 

* في عام 2000 إرتقى 13 شهيدا  من أبناء الداخل المحتل دفاعا عن المسجد الأقصى في الإنتفاضة الثانية نتج عنها رسم سياسة ممنهجة لتفرقة المواطنين في الداخل الفلسطيني وإبعادهم عن البوصلة الأساسية الا وهي قضية القدس والاقصى تمثلت بسياسة القتل الممنهج الذي ما زال موجود إلى اليوم.

* في عام 2013 أصدرت المحكمة الاسرائيلة قرار بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي النقب وحصر العرب في مناطق محددة من أجل إقامة المستوطنات  نتج عنها هبات شعبية ضخمة في كافة المناطق العربية في الداخل المحتل كان أبرزها في حيفا والتي أرغمت الحكومة آنذاك على تجميد القرار .

* في عام 2017  قامت السلطات الاسرائيلة بوضع بوابات إلكترونية على أبواب الأسباط ردا على عملية شهداء أم الفحم الثلاثة، بالإصرار الجماهيري والشعبي أرغمت الحكومة على إزالتها

* بتاريخ  6/1/2021 إنطلقت أولى الوقفات الإحتجاجية على ضحايا القتل الممنهج تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني إستمرت لعدة شهور وأسابيع أرقت من خلالها وزارات الأمن الداخلي وساسة الحكومة  الاسرائيلية وإستقطبت الجماهير  والأحزاب والأطياف المتنوعة في أم الفحم والداخل الفلسطيني عامة وسطرت نموذج شبابي متميز يعرف كيف ينتزع حقه من الذين أرادوا له أن يعيش في وطنه كالذي يعيش في قبر وأن يكون أكبر طموحاته أن يموت موتا طبيعيا لا على يد أبناء شعبه!! . 

إلا أن إرادة الجماهير وغضبتهم وإصرارهم على نزع حقوقهم أدى بهم لإيصال   هذا الصوت وهذه المعاناة عالميا ، الأمر الذي أحرج السلطات الاسرائيلية وجعلتهم في حالة من التخبط الذي بات يتضح من خلال تصريحات ضباط الشرطة ضد أجهزة المخابرات تارة، ومن خلال الإعتداء على المتظاهرين السلميين تارة أخرى..

وقد أدى بهم الى إرسال لجنة إلى بلدية أم الفحم لتباحث شؤون الشباب ومسببات العنف في الوسط العربي عامة وام الفحم على وجه الخصوص، والتي معظمها تتطرق إلى أزمة سكنية ومرافق ونوادي وأطر شبابية وترفيهية علمنا بها أثناء جلستنا مع ادارة البلدية ..
وما  بيان الدكتور سمير بأن "رسالتكم قد وصلت " للحراك الفحماوي الموحد ولأهالي ام الفحم إلا تأكيد لما فعلته حالة الغضب الجماهيري من إنجازات.

  لذلك لا بد لنا أن نشكر جهود كل أهالي ام الفحم خاصة وأهالي الداخل الفلسطيني عامة الذين شاركوا بصناعة هذا الإنجاز وإنتزاع هذا الحق من أنياب الظالمين من خلال المشاركة في الضغط الجماهيري على من  يتآمر ويقتل ويهدم ويصادر ، وآمن بقول الشاعر :

وما نيل المطالب بالتمني   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

ولا بد أن نشكر  كل من  استطاع أن يسستثمر هذا الضغط الجماهيري  لتسريع الإستجابة لمطالب الشباب من بلدية إدارة ومعارضة ورئيس  وقيادات ورؤساء وأصحاب تأثير على المستوى المحلي والقطري!