| 21 تشرين ثاني 2024 | 19 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

لا يا دكتور!

  2021/01/14   12:19
   وسيم حصري - محامٍ وناشط سياسي
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

وصلني نص الرسالة التي بعثها رئيس بلدية أم الفحم إلى بنيامين نتنياهو يدعوه فيها لزيارة أم الفحم للإعلان عن خطة لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي.

وللأمانة فقد تفاجأت من نص هذه الرسالة، من توقيتها ومن توقيعها. فالدعوة وسياقها لا تتناقضان فقط مع الثوابت الوطنية المتفق عليها في مجتمعنا (بما يشمل التيار السياسي الذي قّدم الدكتور رئيسًا للبلدية)؛ بل أنهما تتناقضان مع ما نعرفه عن الدكتور سمير نفسه وعن الأنفة والكرامة الفحماوية الأصيلة التي تحلى ويتحلى بها.

لقد خُيِّل لي أنّها رسالة مزيفة تسعى للنيل من الفحماويين ومن تاريخ هذه المدينة العصيّة على المقايضات والاستجداء لنيل الحقوق الأساسية؛ وأولها الأمن والأمان ورفض اشتراط تحقيقه بتلميع نتنياهو ومن يسير في ركبه باستعراض واهٍ وكاذب لن يحقّق شيئا سوى المزيد من التشرذم والخلاف في وقت نحن فيه بأشد الحاجة إلى الوحدة والتكاتف.

السيد رئيس البلدية؛
كونك رئيسًا للبلدية لا يمنحك الحق في الاستغناء عن التشاور في الأمور المصيرية والسياسية مع شركائك في الإدارة، وفي المجلس البلدي الذي انتخبه الفحماويون قبل عامين؛ خاصة لأنه لم تكن أنت ولا الفحماويون متماهين يومًا مع مشهد مخزٍ ومعيب مثّلَهُ رئيس بلدية كانت وستبقى قلعة وطنية للجماهير العربية في إسرائيل.

وليس هذا انتقاصًا من واجبك كرئيس للبلدية من طرق الأبواب الحكومية والمطالبة بحقوقنا الأساسية، واعتقد انك تقوم بذلك بقامة مرفوعة ورفضًا مبدئيًا بمقايضة الحقوق باثمان سياسية أولها إعطاء شرعية لنتنياهو وما يمثله فكر نتنياهو.

"إحنا موحلين وهاي بس قشة"
اسمح لي ان اشاركك واشارك الناس علمًا نافعًا حثتنا ثقافتنا على نشره، وأن أستجلب في هذا المقام استنتاجات خبرة اكتسبتها طوال خمسة عشر عامًا في دهاليز السياسات الحكومية والجماهيرية، وفي عمليات المناصرة والمرافعة أمام المؤسسات الحكومية والعمل الجماهيري المناهض للحكومات التي وقف على رأسها نتنياهو آليات التعامل مع القرارات الحكومية واستنفاذ ما هو جيد منها ورفض ما هو سيئ فيها.

وأسمح لنفسي بالقول بأنّ دعوتك هذه لن تجلب ولن تُحسّن ولن تحصّل إنجازات على الصعيد العملي في موضوع الجريمة والعنف؛ لأن ما يدور في أروقة الحكومة الآن بعيدًا كل البعد عن الالتزام بتحقيق إنجازات تحقق هذا وتمنع الجريمة.

وإني أعذرك لأنّ مجتمعنا بات يسبح في فضاء الجريمة والإنجازات السريعة، ويتعلق بقش عائم يقذفه إلينا من أدخلنا إلى هذا المستقنع.

وبهذا أحيلك إلى حبل النجاة الحقيقي من هذا المستنقع وهو النضال الشعبي والمواجهة بنَفَس ثابت وإن طال، رغم أنّ ذلك الأمر يتطلب تضحيات جسامًا حتى تفهم الحكومة أنها لن تربح من هذا بل تخسر إنجازات.

سياق دعوتك لنتنياهو سيجلب إنجازات سياسية لنتنياهو وفقط لنتنياهو، نتنياهو الذي يرى فيك سرطانًا في خاصرة الدولة، نتنياهو الثعلب الذي يرى باليهود متفوقين عرقيًا عن أهل البلاد، نتنياهو الذي سعى ويسعى إلى سلبك المواطنة ويحرّض ضدنا جهرًا نهارًا. نتنياهو الذي يسلبنا ويسلب حق شعب بأكمله الحرية والمساواة والعيش الكريم. شعبنا يعرفه وأنت تعرفه. نتنياهو وأذنابه يقولون لنا ارحلوا إن كان لا يعجبكم، وأعتقد أنّ معظم من انتخبك لا يعجبه هذا الوضع ولن يرحل.

أكتب لك هذا وكلي أمل بأن تكون على قدر كافٍ من الشجاعة للتراجع عن دعوة الزيارة والاستقبال وأن تعترف بأنك أخطأت.
الآن والآن بالذات.
نتنياهو لا يحل بيننا أهلًا ولا يطأ سهلًا


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات