تحت عنوان (حول مظاهرة تل أبيب) كتب الأستاذ محمد بركة أبو السعيد رئيس لجنة المتابعة العليا تغريدة في غاية الأهمية، وليست أهميتها فقط في ظاهر نصها، بل أهميتها بما ورد فيها ما بين سطورها من إشارات لا تخفى على قارئ عاقل، وأهميتها بما ورد من تعقيبات عليها، وها أنذا أورد هذه الملاحظات على هذه التغريدة التي اعتبر أن “أبو السعيد” دق فيها ناقوس الخطر وكأن لسان حاله يقول: (إصح يا نايم):
1- بعد أن وافق بركة في بداية الأمر على إلقاء كلمة في مظاهرة تل أبيب وفق الشروط التي اشترطها حدث ما فاجأه مما دفعه أن يعدل عن الموافقة وأن يقاطع تلك المظاهرة، وحول ما حدث يقول: (… اليوم تلقيت رسالة من سيدة (رسالتها واسمها محفوظان عندي..) في الساعة الرابعة وثماني دقائق (قبل موعد المظاهرة بأقل من ثلاث ساعات) تعرّف نفسها أنها مديرة منصة المظاهرة حيث طلبت مني ثلاث طلبات:
1- أن أقول في خطابي “أقوالا مجندة ومجمعة من أجل مواصلة العمل المشترك وتشجع الجمهور على النشاط مستقبلا”، 2- ألا تتجاوز كلمتي ثلاث دقائق، 3- أن أرسل لها نص كلمتي (من أجل الترجمة للغة الإشارة!!)، بعد ذلك أبلغتني أنهم لم يتفقوا على ترتيب الكلمات بعد!، بناء على هذه المكالمة يضيف الأستاذ محمد بركة: (قررت عدم إلقاء كلمة في المظاهرة وعدم المشاركة فيها). وحتى نفهم دلالة هذه المكالمة جيدا من الضروري أن نقف على تعقيب (حسين البدوي) على تغريدة بركة، حيث قال البدوي في تغريدته ما يلي: (… استمعت للكل رأي في مظاهرة تل أبيب – ولم تكن الكلمات محددة بدقائق…)!!، فإذا كانت الكلمات في تلك المظاهرة لم تكن محددة بدقائق كما يشهد على ذلك البدوي، فلماذا طلبوا سلفا من “أبو السعيد” ألا تتجاوز كلمته ثلاث دقائق؟! ثم إذا كانت الكلمات في تلك المظاهرة غير محددة بدقائق فهذا يعني أن من ألقوا تلك الكلمات لم يطالبوا بإرسال نصوص كلماتهم سلفا، فلماذا طلبوا سلفا من رئيس لجنة المتابعة أن يرسل نص كلمته؟! ولماذا اشترطوا سلفا عليه ماذا سيكون فحوى كلمته؟! حول هذه الأسئلة لا يوجد إلا جواب واحد فقط وفق قناعتي!! لقد اشترطوا فقط على الأستاذ محمد بركة لوحده هذه الشروط سلفا حتى يدفعوه أن يقاطع هذه المظاهرة وألا يلقي فيها كلمته، وهذا يعني أنهم كانوا معنيين باستدراج أكبر عدد ممكن من جماهيرنا الكادحة للمشاركة في هذه المظاهرة، وألا يشارك فيها بركة، ليس لأنه بركة، بل لأنه رئيس لجنة المتابعة العليا، وهذا يعني، أنهم كانوا معنيين بتغييب صوت لجنة المتابعة العليا عن سبق إصرار أو أن يوقعوا صوت لجنة المتابعة في لعبة الأمركة والأسرلة والتدجين!! وهذا يعني أن هناك جهودا تبذل الآن ولم تعد تخفى على أحد تهدف إلى شطب لجنة المتابعة العليا، وكأنها مرحلة مؤقتة كانت وانتهت!! وتهدف في نفس الوقت إلى فرض القائمة المشتركة كبديل عنها، أو بمعنى آخر شطب خطاب لجنة المتابعة الذي لا يزال يتمسك حتى الآن بخطاب وطني قبل أن يكون خطابا مطلبيا، وبخطاب ثوابت قبل أن يكون خطاب (مصالح وهمية)، وفرض خطاب القائمة المشتركة الذي هو خطاب مطلبي غرق في الأسرلة وقبل على حاله الولوغ في وحل الأمركة!! ولذلك صدق أبو السعيد (مائة بالمائة) عندما قال في تغريدته معقبا على الشروط التي حاولوا استدراجه إليها: (… على ما يبدو فإن بعض المنظمين أباحوا لأنفسهم ما لا يباح من رقابة على كلمة الجماهير العربية والدفع إلى تبني مضمون تدجيني بحيث لا يخدش مشاعر بعض التنظيمات والأشخاص المحسوبين على اليسار الصهيوني المتداعي أو مشاعر بعض المساهمين في التمويل من وراء البحار (كما علمت) أو مشاعر بعض الطامحين إلى الالتحاق بأطراف الاجماع القومي الإسرائيلي)!! وواضح أن هذه الكلمات التي كتبها الأستاذ محمد بركة نابعة من الصميم ومن صدر موجوع بسبب دهاء المخطط الأمريكي- الإسرائيلي الذي بات يحوم حول جماهيرنا الكادحة!! وواضح جدا أن كل جملة من هذه الكلمات تحمل إشارات قد ندركها وقد لا ندركها وقد ندرك بعضها، ولذلك كم كنا نتمنى على “أبو السعيد” أن لو كان أوضح وأصرح في كتابة تغريدته، لأنه مسؤول، ولأنه مسؤول فما بين يديه من معلومات لم يعد ملكا شخصيا له، بل بات ملكا لكل جماهيرنا الكادحة ويجب أن تعرفه حتى تقف على أبعاد المخطط الأمريكي-الإسرائيلي الذي يحاك لها، وعلى سبيل المثال يقول: (فإن بعض المنظمين أباحوا لأنفسهم ما لا يباح من رقابة على كلمة الجماهير العربية والدفع إلى تبني مضمون تدجيني..) فمن هؤلاء الذي وصفهم بركة بقوله (بعض المنظمين) ؟! من حق جماهيرنا أن تعرف، ويقول أيضا: (… أو مشاعر بعض المساهمين في التمويل من وراء البحار (كما علمت) فمن هؤلاء البعض؟! من حق جماهيرنا أن تعرف، ويضيف كذلك: (.. أو مشاعر الطامحين إلى الالتحاق بأطراف الإجماع القومي الإسرائيلي!!) فمن هؤلاء البعض؟! من حق جماهيرنا أن تعرف.
بناء على كل ما ورد أعلاه من الواضح جدا أن المخطط الأمريكي-الإسرائيلي الذي يحوم حول جماهيرنا الكادحة والذي بات عرابه صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية وصندوق دحلان وما يدور في فلكها، من الواضح جدا أن هذا المخطط يريد أحد أمرين: إما شطب لجنة المتابعة وفرض القائمة المشتركة بديلا عنها!! أو استدراج لجنة المتابعة إلى وحل الأمركة والأسرلة والتدجين، وكلا الاحتمالين مرفوض رفضا مطلقا فوريا لا تلعثم فيه.
2. يقول الأستاذ بركة في سياق تغريدته: (وهناك أمور أخرى لا تقل خطورة قد تحين فرصة كشفها لاحقا)، وهي جملة لا تقل أهمية ولا خطورة عمّا اقتبسناه في السطور السابقة من التغريدة، ويبقى السؤال الأساس ماذا يقصد بركة بقوله: (أمور أخرى) ؟! من حق جمهورنا أن يعرف.
3. ثم يقول رئيس المتابعة في ختام تغريدته (.. إلا أنه الإصرار باسمهم جميعا على صحة وسلامة وشموخ الموقف الوطني والديموقراطي الذي لا يقبل التدجين ولا الصهينة)!! وهذا ما قلناه مرارا وتكرارا خلال الأشهر القريبة الماضية عندما أكدنا أن صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية لم تمنح القائمة المشتركة والجمعيات الأهلية التي تدور في فلكها ملايين الدولارات من باب (الصدقة الجارية) بل منحتهم هذه الملايين وفرضت أجندتها في نفس الوقت، وأجندتها يلخصها بركة بكلمتين: (التدجين والصهينة) وما قاله هو رد قاطع ومفحم على سامر سويد الذي كان ادّعى في لقاء معه كانت قد نشرته صحيفة “بانوراما” أن القائمة المشتركة تعلم سلفا أن لصناديق الدعم الصهيونية الأمريكية أجندة، ولن تتورط القائمة المشتركة في هذه الأجندة!! ولكن واقع حال القائمة المشتركة يقول عكس ذلك، فها هي مواقفها وخطاباتها وبياناتها تصب في (التدجين والصهينة) كما أشار إلى ذلك أبو السعيد!! لذلك صدق عزمي حكيم عندما قال معقّبا على تغريدة بركة: (إشتقنا للمواقف الأصيلة رفيقي).
4. يلفت الانتباه أن معظم المعقبين على تغريدة السيد محمد بركة قد دعموا موقفه بداية من محمد نجيب مسؤول الجبهة في أم الفحم ومرورا بعزمي حكيم ومهدي محمدي وغيرهم، وقد وصفوا موقفه بهذه الكلمات: (.. موقف مشرف… وطني… قيادي.. مسؤول… مبدئي… حكيم ورشيد… حر… شجاع). ماذا يقول ذلك إذا علمنا سلفا أن معظم هؤلاء أو لعلهم كلهم قد صوّتوا للقائمة المشتركة في لعبة الكنيست؟! هذا يقول إن كل هؤلاء قد صوتوا للقائمة المشتركة ظنّا منهم أنها قد تحافظ على موقفهم الوطني الذي أضاعته بامتياز!! وهذا يقول إنهم صوتوا للقائمة المشتركة ليس تصويت الأعمى المنقاد المجرور كما تظن القائمة المشتركة، فها هم ينحازون علانية الى معسكر رفض (الأمركة والأسرلة والتدجين) الذي غرقت في وحله القائمة المشتركة!! ولا يزالون يتمسكون بلجنة المتابعة العليا ورمزيتها!! وهذا يجعلنا نقول: إننا وإن تمنينا عليهم أصلا ألا ينخرطوا في لعبة الكنيست، إلا أنهم لا يزالون يحملون في داخلهم الحس الوطني الذي سيقف في وجه الصناديق الصهيونية الأمريكية، وفي وجه أجندة (الأمركة والأسرلة والتدجين)، وفي وجه القائمة المشتركة التي غرقت في وحل هذه الأجندة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات