تجاوز عدد المصابين بفايروس الكورونا في إسرائيل 3,460 حالة، بينها قرابة 40 حالة في البلدات العربية، باستثناء البلدات المختلطة، لكن في الوقت ذاته لا يوجد أي بيانات يمكن الاستناد اليها لمعرفة حجم الفحوصات التي تُجرى للعرب في ظل عدم وجود أية محطة "درايف إن" المعدة للفحص والكشف عن مرضى الكورونا 24 ساعة باليوم في المجتمع العربي، بينما قامت الوزارة بافتتاح محطة تعمل في تل أبيب منذ 18 آذار وهي بصدد افتتاح خمس محطات مشابهة في حيفا، القدس، بيتح تكفا، ريشون لتسيون، وبئر السبع. دون ذكر أي بلد عربية علمًا أن العرب يشكلون خمس سكان الدولة.
الصورة غير واضحة
وأضافت غانم:" السؤال المحوري هنا هل العرب لا تُجرى لديهم فحوصات أم أنهم لا يُصابون بالعدوى ".
مع بدء الأزمة في البلاد واهمال وزارة الصحة في بداياتها بتقديم المعلومات باللغة العربية، أقامت لجنة المتابعة العليا في البلاد، لجنة صحية قُطرية، لتزويد مواد وفيديوهات باللغة العربية لارشاد المواطنين في المعلومات الحيوية، اذ تتشكل من أطباء متطوعين ويقف على رأسها الدكتور محمد الخطيب من مجد الكروم وهو محاضر في كلية صفد بموضوع الصحة العامة.
الغاء فتح محطة في وادي عارة
وقال خطيب لموقع "سيحا ميكوميت" العبري:" لا يوجد أي محطة فحص متنقلة واحدة تخدم المجتمع العربي، توجهنا مع جمعيتي "سيكوي" و"الجليل" لوزارة الصحة وطالبنا بفتح نقاط لاجراء الفحوصات".
وتابع :" قبل أسبوع تقرر إضافة 5 نقاط فحص متنقلة "درايف إن" وكلها في البلدات اليهودية، وبعد ضغوط وجهود كبيرة من طرفنا الى جانب القائمة المشتركة ولجنة المتابعة، وافقوا هذا الأسبوع على فتح محطة محطة متنقلة في وادي عارة وتحديدا في ساحة قاعة "ميس الريم" بعد أن تبرع صاحب المكان بذلك".
وأضاف خطيب :" لكن بعد وقت قصير جدا، تلقى السيد مضر يونس – رئيس مجلس عارة عرعرة المحلي – ورئيس اللجنة القُطرية للسلطات المحلية العربية – رسالة مفادها إلغاء المحطة في وادي عارة، بسبب وجود 20 شخص فقط تسجلوا لاجراء الفحوصات. فكان ردنا أنه اذا أقيمت المحطة، فالناس سيأتون إليها ويتسجل أعداد أكبر، وطالبنا بإبقاء المحطة، ونحن بدورنا سنقوم بتوجيه المواطنين الذين قسم كبير منهم لا يعرفون كيفية التوجّه لاجراء الفحص، لكن لم نتلق جوابًا".
مراكز لا تتحدث العربية
من جانبه قال مدير المركز الطبي في بيت صفافا شرقي القدس، السيد فؤاد أبو حامد، والذي يعمل مع صندوق المرضى "كلاليت" الذي يخدم 10 آلاف شخص في المنطقة :" يوم الأحد كان لدينا حالة أولى في الكورونا، وبعد يومين كانت حالات أخرى وهي من نفس العائلة".
وتابع :" يهملوننا، يوجد أناس بحجر منزلي ولا احد يتابع هذه الحالات، ونحن نقوم بتوجيه أشخاص مشتبه باصابتهم بالكورونا للاتصال برقم 101 – مادا – او لوزارة الصحة، ومعظم الذين يجيبون على الاتصالات في هذه المراكز لا يتحدثون بالعربية وفي شرق القدس معظم السكان لا يتكلمون العبرية.".
معطيات غير مسجلة بموقع الوزارة
وأضاف:" عندما يكشفون أن شخصا أصيب بالكورونا، يجرون معه تحقيقا عن الأماكن التي زارها والأشخاص الذين التقى بهم من أجل ادخال كل من كان باتصال معه الى حجر، لكن شيئا من هذا القبيل لا يحدث في "بيت صفافا"، في موقع وزارة الصحة لا يظهر أي تسجيل لمرضى في "بيت صفافا" رغم وجود 13 مريض بالكورونا في شرق القدس، لكن لا يوجد أي ارشاد او تسجيل حول ذلك بموقع وزارة الصحة".
وحسب أبو حامد" فإن ذلك يُشعر الناس بالذعر والهلع، نحن كطاقم طبي نطالب بإجراء فحوصات كل يوم، حتى الناس الذين يسكنون في ذات البيت مع مصاب بالكورونا يطلبون فحوصات، لكن يتلقون وعود بوصول "سيارة اسعاف" لاجراء الفحص لكن لا يصل احد اليهم ولا تُجرى لهم فحوصات".
نشر تحقيق المصابين بعد أسبوعين !
بدوره قال المحامي خليل عيد من الناصرة وهو مسؤول عن صفحة بالفيسبوك "مكافحة الكورونا" التي تزوّد مقالات ومعلومات حيوية عن الموضوع أنه يوجد فجوة كبيرة بين توقيت الإصابة وإعلان التحقيق الطبي حول مسار المصاب بالكورونا، بعض الحالات المصابة التي حدثت في 13/3، نُشر تحقيق مسارها بعد قرابة أسبوعين، وخاصة أنه يوجد بعض المرضى من البلدات العربية مثل بقعاثا، الناصرة نُشر مسارها بعد 12 يوما من الكشف عن اصابتهم !".
مسخرة
وتؤكد الدكتورة نسرين غانم أنه من الواضح يوجد نقص كبير في الفحوصات في الشمال والجنوب، وحتى اذا افترضنا أن العرب لا يتوجهون، فهنا وظيفة وزارة الصحة، حيث أنه في حال رأوا أن مجتمعا كاملا غير مغطى وغير معروفة الصورة لديه، يجب المبادرة من الطرف المسؤول، هذه وظيفة وزارة الصحة لاجراء فحص للكشف عن المشهد العام، وحتى أن الطواقم الطبية عندما يتوجهون الى مادا من أجل اجراء الفحوصات، يأخذ الأمر منهم 5 أيام على الأقل، هذه مسخرة ".
أبو حامد يقول :" لا يوجد معطيات دقيقة لعدد الفحوصات التي أجريت للفلسطينيين في القدس، لكن هي قليلة جدا، ساتفاجأ اذا وصلت الفحوصات الى 20، في المركز الطبي لدينا ببيت صفافا نحتاج الى 200 فحص، يوجد حالات مؤكدة اصابتها بالفايروس، لكن كم فحص أجري؟ فقط 6، انا متفاجئ من تعامل الدولة، الناس في بيت صفافا يسكنون الى جانب أحياء يهودية، والأخيرة تتلقى معاملة يومية من الجهات المسؤولة".
الخوف من أن تبدأ الفحوصات عندما تعج المشافي بالمرضى
الخطيب يخشى من تداعيات انتشار العدوى قائلا:" الخوف أن نكون متأخرين جدا، في اللحظة الذي يكون فيه مأساوي وينتشر الفايروس ونصل الى ارقام كبير، فقط في حينه تبدأ الفحوصات في مجتمعنا العربي، وتكون المستشفيات ممتلئة وتعج بالمرضى".
وأضاف :" طالبنا بمحطات في وادي عارة، والنقب، والشمال، من المؤكد يوجد حالات في مجتمعنا العربي، ونحن بحاجة لاجراء الفحوصات من أجل عزل المرضى، من البداية طالبنا بمعطيات عن المجتمع العربي لكن لم نتلق شيئا، حيث طالبنا بارسال لنا معطيات حول المعزولين وبعد أسبوعين فقط وتحت ضغط القائمة المشتركة ولجنة المتابعة تم نشرها ليتضح أنه تقريبا في كل البلدات يوجد معزولين".
وحذّر خطيب من انهيار الجهاز الصحي لأن ذلك يعني انهيار المجتمع العربي، والخدمات ستنعدم".
اهمال حكومي وإعلامي
وأكمل خطيب:" رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يستمر في التحريض ضد القائمة المشتركة والمجتمع العربي، مدعيًا أنها لا تنصاع لارشادات وزارة الصحة، " في البداية كل المجتمع العربي واليهودي لم ينصاعوا للارشادات، ليدّعي نتنياهو فيما بعد أن المجتمع العربي مسؤول عن انتشار العدوى".
في اللحظة الذي يرى المجتمع ماذا يجري في إيطاليا وارتفاع الأرقام في إسرائيل، الناس بدأت تخاف، وبدأت تنصاع، ومن ثم أرسلنا رسالة الى اللجنة القطرية للصحة كتبنا فيها :"
" للأسف الشديد، رغم كل التوجهات لوزارة الصحة ومكاتب الحكومة المختلفة، نرى تجاهل مستمر، التعليمات باللغة العربية تخرج متأخرة، ومع ترجمة ضعيفة وهشّة، الرسائل الحكومية التي تُبث بالقنوات المختلفة كل يوم لا تشمل ترجمة باللغة العربية ولا تصل للمتحدثين بالعربية".
سلطة البث الاسرائيلية "مكان" العربية تنقل مسلسلات وبرامج أخرى في الوقت الذي تُبث فيه مؤتمرات صحفية هامة لرئيس الحكومة على قنوات أخرى بالعبرية، ومعظم الرسائل الهامة لا تصل للوسط العربي باللغة العربية، بالإضافة الى أن وسائل الاعلام الأخرى لا تستضيف ضيوفا من المجتمع العربي في هذه الأزمة الا ما ندر، وبالتالي ذلك يخلق تجاهلا كاملا على المستوى الحكومي والإعلامي والاجتماعي".
وقد توجّه موقع "سيحا ميكوميت" الذي أعدّ هذا التقرير الى وزارة الصحة للحصول على معطيات حول المرضى في المجتمع العربي والفحوصات التي أجريت وردا على التعليقات أعلاه، لكن لا جواب حتى نشر هذا التقرير ".
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات