| 25 تشرين ثاني 2024 | 22 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

تجريم المفاهيم الدينية

  2019/11/28   23:09
   توفيق محمد
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

الصحوة الإسلامية بمسمياتها المختلفة ليست هي الإسلام، إنما هي أطر قد تكون متباينة في فهمهما لأسلوب خدمة الإسلام والدعوة اليه، ولكن جميعها تنهل من معين واحد ومن ثوابت ومفاهيم الدين عقيدة وشريعة، وبالتالي فهي ما دامت لا تحيد عن ثوابت ومبادئ ومفاهيم الدين الإسلامي تقدم للناس وللكون الصورة الحقيقية للدين ولمفاهيم الدين ومبادئه وشرائعه وعقيدته، وتسعى الى إحياء الإسلام في حياة المسلمين، وتقديمه للبشرية المرهقة من ظلم وانحلال ومتاهة "الوضعيات" التي باتت تطحن المجتمعات المستضعفة لصالح المجتمعات المسيطرة، ولذلك اصطنع الانقلاب الدموي في مصر صورة مشوهة للإسلام بعد اذ نحى مدارس الصحوة الإسلامية ذات الفهم الإسلامي الصافي، وفسح المجال أمام من يسبح بحمد النظام ويسير في ركبه، وفي الخليج وبالذات في دولتي الإمارات والسعودية أودع النظامان كل الدعاة والمفكرين والقيادات الإسلامية ذات الفهم الإسلامي الصادق والعميق السجون وفسح المجال لدعاة الأنظمة وربائبها.

   في حالتنا بعد اذ حظرت المؤسسة الإسرائيلية الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، وسعت وما تزال الى تحييد رموزها- رغم حظر الإطار الذي جمعهم- عن المشهد العام، لكنها تسعى الآن الى تجريم المفاهيم الإسلامية التي تجمعهم مع كل أبناء الصحوة الإسلامية على مختلف مسمياتهم وانتماءاتهم التنظيمية والحركية، بعباءة ملاحقة قيادات كانت رأس ما حظرته.


  يختلف أبناء الصحوة الإسلامية في أساليب عملهم وأساليب دعوتهم للناس وأساليب انخراطهم في المجتمع، وهذا أمر طبيعي وصحي وهذا الإختلاف يصب بالتالي في المصلحة العامة للمشروع الإسلامي برمته، فالذي لا يتفاعل مع خطاب فلان من أبناء المشروع الإسلامي قد يتفاعل مع خطاب غيره، ما دام الخطابان يعتمدان ذات المرجعية التي تنطلق من مفهوم:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (سبأ 28).

   ندرك نحن أن ميزات الصراع في بلادنا في السنوات الأخيرة بدأت ملامحها تتميز بجلاء وتنحو نحو الصراع العقائدي الديني الذي باتت رموز الحكومة الإسرائيلية تؤكده بشكل جلي، وندرك أيضا ان الأرض والجغرافيا هي أيضا من ميزات هذا الصراع، فالمشروع الصهيوني ارتبط بالأرض والأرض ارتبطت بالايدولوجيا، وكل منهما سوغ للآخر وأعطاه المصداقية الفكرية والسياسية في نظر المستوطنين اليهود، ومن أجل خدمة هذا الهدف بات المشروع الصهيوني يحارب كل من قد يعتقد انه يقف في وجه أحد أهدافه، ولذلك فإن المشروع الصهيوني بعد إذ حظر الحركة الإسلامية أصبح يسعى حثيثا لتجريم المفاهيم العقدية الدينية التي قد تشكل خطرا على مشروعه الاستراتيجي ليس في السيطرة على الأقصى مثلا، لأن السيطرة حاصلة بفعل البطش الاحتلالي هناك، إنما بات يسعى الى فرض المفهوم الإسرائيلي للمفاهيم الدينية، وهذا بالضبط ما حاولت النيابة الإسرائيلية قوله في محكمة الصلح في حيفا، وهو ما أقرها عليه قاضي المحكمة، فإدانة الشيخ رائد صلاح في بند التحريض على العنف وبالذات فيما يتعلق بمفهومي الشهادة والرباط وهي مفاهيم دينية خالصة لا محل لها في المحاكم الإسرائيلية، إنما جاء علاوة على الملاحقة الشخصية لفضيلة الشيخ رائد صلاح الذي تسعى المؤسسة الى تغييبه عن المشهد العام، جاء علاوة على ذلك، بل وبالأخص لتجريم هذه المفاهيم حتى يتسنى تجريم العمل الوطني التحرري من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى شعبنا للتخلص منه، وقد سبق ذلك على المستوى السياسي توجيه انتقادات لاذعة من على منصة الكنيست لأعضاء كنيست عرب لمجرد مشاركتهم في سرادق عزاء لشهداء في القدس المحتلة.

   نهاية فان المشهد العام الذي تسعى المؤسسة لجعله سيد الموقف في بلادنا في قادم الأيام، وهو ما باتت براعمه تظهر بوضوح هو الملاحقة السياسية لكل من يغرد خارج سرب المفهوم الإسرائيلي الذي تسعى المؤسسة لفرضه في مجتمعنا.

   ولذلك بات من الضرورة على أبناء المشروع الإسلامي بشتى مسمياته إعادة تقييم المرحلة، وإعادة فحص أوراقها من جديد، فلست أعتقد ان أحدا من أبناء المشروع يرضى بقبول المفهوم الإسرائيلي للإسلام.

ادانة الشيخ رائد خطوة نحو فرض الإسلام الاسرائيلي
من كان ما يزال يتأمل من القضاء الإسرائيلي شيئا من الموضوعية او الموازنة القضائية جاء قاضي الصلح في حيفا الذي ادان الشيخ رائد صلاح اليوم ليقول له لا تتوخى منا ذلك.
لم نشك للحظة أن القضاء الإسرائيلي يتعامل معنا كختم مطاطي بيد صاحب القرار السياسي في الدولة .

كنا على يقين كامل وتام من ذلك ، وقد علمنا منذ البداية أن إدانة الشيخ رائد صلاح على الشاكلة التي خاطتها النيابة والمخابرات الإسرائيلية وأرباب القرار السياسي حاصلة.
ايقنا منذ البداية أن هذه المحاكمة التي مَثُلَ فيها الشيخ رائد صلاح بجسده انما هي محاكمة للمفاهيم الدينية وللعقيدة الإسلامية يراد من خلالها :
١. تحديد المفهوم الإسرائيلي للرباط عن طريق إقراره في المحكمة.
٢.تحديد المفهوم الإسرائيلي للشهادة والشهداء عبر إقراره في المحاكم الإسرائيلية.
٣.تقييد حرية التعبير والاعتقاد وفق تلك المفاهيم التي أقرتها المحكمة الإسرائيلية.
٤. ملاحقة من يتجاوز المفاهيم الإسرائيلية للمعتقدات الإسلامية.
وهذه كارثة حقيقية .

قدر الله لي وقد حضرت السواد الأعظم من جلسات هذا الملف بدءا من الاعتقال وتمديد الاعتقال وتقديم لائحة الاتهام والمداولات وقد شاهدت كغيري كيف أن طاقم الدفاع فند كل ادعاءات النيابة واحدا تلو الآخر بشكل يدعو إلى المفخرة بطاقم الدفاع الذي أبدى فهما حقوقيا وقانونيا راقيا وفهما دينيا ولغويا عميقا ما جعل القاضي يعجب في كل مرة من جديد بهم لدرجة انه قال عن المحامي الأستاذ رمزي اكتيلات أن أمامه مستقبلا مشرقا ما جعل فلدمان يتفاخر انه تدرب في مكتبه، وكذلك أبدع سائر أعضاء طاقم الدفاع الأساتذة خالد زبارقة وعمر خمايسي وفلدمان كالعادة.

كان بإمكان الشيخ رائد صلاح أن ينكر كثيرا من الأسئلة التي طُرحت عليه لدى التحقيق المضاد في المحكمة لكنه اختار أن يثبت في المحكمة رغم يقينه أن العدل فيها حلم بعيد المنال، لكنه اختار أن يثبت الرواية الإسلامية للمفاهيم والمعتقدات الإسلامية كما نفهمها نحن المسلمين لانه قرأ منذ البداية نية النيابة ومن يقف خلفها بمحاولة فرض مفهوم إسرائيلي للمفاهيم والعقيدة الإسلامية ولا شك أن الخط الذي اختطه للدفاع عن ثوابت ومعتقدات الأمة أمام التغول الإسرائيلي الذي يسعى من خلال فرض مفهومه إلى مزيد من التغول في المسجد الأقصى المبارك والى مزيد من التغول في الاعتداء والقتل بحق أهلنا وأبناء شعبنا ونزع هالة الشهادة وقدسيتها عنهم ليتسنى له وصم من يدافع عن المقدسات والوطن بالإرهاب بصك قضائي.

قضاء اسرائيل يدين قيادات الداخل الفلسطيني وفي حالتنا الشيخ رائد صلاح لانه يدافع عن المبادئ والمقدسات، والمستشار القضائي للحكومة يقدم لائحة أتهام ضد رئيس حكومة اسرائيل بتهمة الرشوة والقضاء الإسرائيلي يسجن رئيس حكومة سابق بنفس التهمة ورئيس دولة سابق وهو كتساف بتهمة التحرش الجنسي .
فشتان شتان.


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات