كتب الأستاذ حسن جبارين - أبو ذر الغفاري - تغريدة عبر صفحته "فيسبوك" عن عادة الملوخية والدجاج يوم الجمعة التي تتميز بها أم الفحم، وجاء فيها ما يلي:"
أولًا صحتين وعافية ...!
وكان العُمَّال يعودون بعد ظُهر الجُمُعةِ الى ام الفحم وقُراها وكان اولادُهم ينتظرونهم طويلًا على الكينا والميدان ليَتَلقَفوا "خبزَ اليهود" والهدايا المتواضعة التي يجلبها الآباء العائدون معهم في قاع "سَبَتة" الزُّوَّادة ,وليقبضوا بعضَ التعاريف والقروش و"القرطات" مصروفًا لأسبوعٍ كاملٍ او اكثر ....
كنتُ أغارُ من هؤلاء الأولاد أترابي لأن أبي : أبو علي كان فلَّاحًا ولم يكن مضطرًا لمغادرة ام الفحم إلَّا لحضور محاكم الاراضي في حيفا مع عمي ابو رفيق,حيث كنتُ اسبقهما واتسلَّلُ الى السَّيَّارة التي سَتُقِلُّهُما وافرض عليهما مرافقتَهما بمسيرة العذاب والانتظار وفتفتة الاعصاب في رُدُهاتِ وأروقةِ المحاكم.
كانت أُمَّهاتُ وشقيقاتُ وزوجاتُ العُمَّال العائدين من الشُّغل يٌعدِدْنَ بشغفٍ وحماسٍ شديدٍَين أشهى وأفخم وليمةٍ يَقْدِرْنَ عليها في حينه , وهي: الدَّجاج والملوخية والمقلوبة وخبز الطَّابون ،حيث كانت الموادُّ الاساسيَّةُ لهذه الوليمة متوفرةً غالبًا من "ذيال البيت".
من هنا ,علينا ان نفخرَ بهذة العادة المتوارَثة والتي تأصَّلت فينا عبرَ معاناةِ ومشاقِّ العمل والغياب عن العائلة والبلد وان نترحَّمَ على آبائنا واجدادنا الذين تَجَشَّموا مشاقَّ العمل والسَّفر والغياب عن عائلاتهم وبلداتهم ليضمنوا لنا الحدَّ الأدنى من شروط البقاء والعيش الكريم واللُّقمة الحلال والقلم والدفتر والمأوى والملبس الذي يستُرُنا ويَقينا الحَرَّ والبرد .
واقترحُ علينا جميعًا إحياءَ يومِ جُمُعةٍ واحدًا بالعام نُسَمِّيهِ يومَ الجاج والملوخية ,احتفاءً بِ ووفاءً لآبائنا واجدادنا وعِرفانًا منَّا بتضحياتهم الهائلة التي ضَمِنَتْ لنا البقاءَ والنُّمُوَّ والتَّطَوُّرَ في وطنِنا ومُجتمعِنا..
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات