| 21 تشرين ثاني 2024 | 19 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

توقفوا عن إتهام النساء "بالنكد"

  2019/10/09   07:03
   هانم جمعة - طالبة دراسات عليا ( الجزيرة)
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

"عندي استعداد أن أعطيكِ نصف عمري ولكن توقفي عن النكد". أجابته: "والنصف الثاني لمن سوف تعطيه؟". أخبرها بأنه يريد أن يبقى عاماً كاملاً يحدق في عينيها دون كلل أو ملل. فأجابته: "يعني بمن سوف تحدق بعد انتهاء العام؟". ضحك... جلنا على هذه النكات التي تلاحق المرأة منذ الأذل، ليثبت فيها الرجل نظريته وشعاره المعهود بأن النساء "نكديات". هو الاتهام الذي يثير حفيظة المرأة والتي بدورها ترفضه رفضا قاطعًا. ولكن إن دققنا قليلاً بهذه النكات التي يفتخر بها الرجل وينشرها بكل ثقة نرى ما يدينه أيضًا.

أغلب العبارات الساخرة تثبت كذب الرجل واستسخافه لعقل المرأة فعلى سبيل المثال لا يعطي الرجل نصف عمره للمرأة ولا حتى ربعه في الحقيقة كله كلام مبالغ فيه، فقط لاستمالة المرأة واستغلالها عاطفياً. فعلاً! من يستطيع النظر عاماً كاملاً إلى عيني امرأة؟ وما هذه السذاجة الممزوجة بالرياء الواضح والتملق؟ باختصار لا أجد في هذه العبارات إلا اعترافات واضحة بأن الرجل يكذب. فبعض الرجال يبقى مع المرأة صاحب الكلام المعسول والرفيق الحنون حتى يصل لمبتغاه ثم يهبط تدريجياً من هضبته الرومانسية ويتأفأف من جدالها وأفكارها وعتابها ثم ما يلبث حتى يطلق عليها فجأة لقب "النكدية" وذلك كغطاء لتراجع اهتمامه ورومانسيته معها. تريث قليلاً أيها الرجل فهي لم تلاحق تراجعك معها و لم تنتبه لغياب اهتمامك المفاجىء ربمى عليك إنذارها بأنه لا مزيد من الاهتمام لقد وصلت لمرحلة الملل.

في البداية علينا أن نجزم بأن للنساء طبيعة مختلفة كلياً عن الرجال، من الناحية الجسدية والنفسية والفكرية. فهل جربت عزيزي الرجل ألم الحيض وتغيراته الجسدية والمزاجية؟ هل قرأت يوماً عن التغيرات الهرمونية التي تحدث للمراة أثناء الحمل والولادة؟ أو ربما اتطلعت على بعض الدراسات التي تثبت أنهن يطالهن كل فترة من حياتهن تغيرات كثيرة مما يعرضهن للألم والإرهاق الدائم. عزيزي الرجل كشفت دراسة حديثة أن النساء لسن نكديات كما تصفهن عادة بسبب شكواهن المستمرة من التعب والقلق. فبحسب دراسة أجريت في مركز "American clinics" الأمريكي في كاليفورنيا، قام خلالها العلماء بالاعتماد على تصوير المخ ومقارنة 64 ألف صورة مقطعية وتحليل الفروق بين مخ الرجل والمرأة، أن مخ المرأة أكثر نشاطاً من الرجل في عدة مناطق الأمر الذي يخلق الإحساس بمشاكل التعب والشهية والأرق.

ووفق الدراسة فإن مخ المرأة أكثر نشاطاً من مخ الرجل في قشرة الفص الأمامي المسؤول عن التركيز والتحكم بردود الأفعال والمزاج، وهو الأمر الذي يفسر لماذا تعتبر المرأة أكثر حساسية وعاطفة من الرجل. ولاحظ الباحثون أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر من الرجال. وأرجع الباحثون هذه النتائج لنشاط مخ المرأة الأمر الذي ينعكس عليها أحياناً بطريقة سلبية. ومن جهة أخرى، نشر موقع "فيسيولوجي توداي" الأميركي تقريراً جاء فيه أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال، بنحو الضعف، معتبراً أن ذلك يظهر بشكل واضح في سن البلوغ، نتيجة الفترة الانتقالية التي تمر بها المرأة بعد هذا السن، إضافةً إلى زيادة الضغط عليها على مختلف المستويات. وهنا نرى أن المرأة تحتاج إلى احتواء وحب بدل من السخرية والإهانات التي من شأنها أن تخلق المزيد من الأجواء المشحونة والشجارات، المرأة تتحمل كل هذه التغيرات الدماغية والهرمونية بكل جسارة وصبر وتعود لتتعافى بعد وقت قصير.

تحب المرأة أن تتحدث كثيراً عن مشاكلها ومشاعرها وأدق تفاصيلها وهو ما يزعج الرجل أحياناً ولكن عليك أن تعرف وتتأكد أن المرأة تتحدث عن المشكلات ليصبحن أكثر قرباً وليس للحصول على حلول إطلاقاً، بل تريد من يصغي إليها ويصدقها، باختصار المرأة تبحث عن الاهتمام. اعتقد أن من أهم الأشياء التي يمكن أن يمنحها الرجل للمرأة في الحالات السلبية هي إعطاءها الثقة بالنفس والدعم المعنوي والنفسي الكبير. بتلك الأمور سوف تعود إلى الاتزان النفسي والمزاج الجيد. عندما يعرف الرجل ما يحدث حقاً وما هو مطلوب منه، تصبح العلاقة أكثر سلاسة وتفهم. فالحب هو عطاء ورحمة وتسامح وحينما تتذكر أن شريكتك مختلفة عنك، تستطيع أن تسترخي وتتعاون في ظل الفوارق بدلاً من المقاومة أو محاولة تغييرها.

في النهاية المرأة هي الشريكة، شريكة في البيت شريكة في المجتمع، والعمل، والدراسة، موجودة في كل مكان وزمان وما عليك سوى احتواءها كقارورة والرفق بها. وبالعودة إلى النكد فهو طبع موجود عند البشر جميعاً ومن العيب إلصاقه بالنساء فقط، فالكثير من الرجال يتبنون النكد كأسلوب حياة، من منا لم يسمع عن رجل لا يضحك حتى "للرغيف السخن"، ومن لم يسمع عن الرجل الذي يرفض التغير حتى أنه يرفض الاصدقاء الجدد، والرجل صاحب المشاكل الذي يدقق في كل كبيرة وصغيرة ويصرخ ويفتعل المشاكل على أتفه الأمور، حتى إن هناك رجال ترفض خروج زوجاتها أو بناتها من المنزل، أو ربما يفتعلون المشكلات أثناء الفسح ويعودون إلى البيت. إذاً عزيزي الرجل.. "النكد" هو طبع موجود عند بعض البشر بمن فيهم أنت، مثل القسوة والبخل والكذب، فلا داعي للنكات السخيفة التى تنشرها على صفحتك، لأنك سوف تدرك في النهاية أنك لا تدين بها سوى نفسك. (مدوّنات الجزيرة)


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات