| 21 تشرين ثاني 2024 | 19 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

محمد مرسي ضحية التيارات العلمانية والدينية!

  2019/08/30   14:16
   بقلم علي محمد جعص - أم الفحم
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

بداية فقد رزقني الله هذا الاسبوع بمولود أطلقت عليه اسم الرئيس الشهيد محمد مرسي ليس من منطلقات عاطفية او عقائدية وحسب بل من منطلقات سياسية ايضا بما مثله هذا الرجل من انفتاح فكري وقومي في سنة واحدة كانت كفيلة بترسيخ اسمه في التاريخ الذي سيخلد.

ولكي لا اتشعب في الافكار فوددت التركيز على نقطة لطالما اثارتني منذ محاولة اغتيال محمد مرسي الاولى وذلك بالانقلاب عليه ومن ثم زجه في زنزانة مدة ست سنوات وتصفيته جسديا يقينا.

هذه التصفية وذاك الانقلاب لم يكن ليحصل ابدا لو ان مرسي او حركة الاخوان قد تبنت الايديولوجيات الدينية المحرفة والتي تقود للتبعية الغربية كما هو حاصل في الخليج. اذ يختلف فكر الاخوان في القرن الواحد والعشرين عن القرن الذي سبقه ولولا هذا التغيير في الرؤية لما وصل الاخوان برئيسهم لسدة الحكم لأكبر دولة عربية.

لذا فقد لاحظت ان بمجرد الانقلاب على مرسي والذي هو انقلاب على الاسلام وعلى القومية بذات الوقت. ظهور حركات مشبوهة قوميا تهاجمه وتنظيمات داعشية تهاجمه بنفس الوتيرة. ولكن هنالك شيء لم ينتبه له الغالبية العظمى وهي الالة الاستخباراتية والتي انطلقت اعلاميا وثقافيا وبشكل دفين ودقيق ومضلل يخدم السيسي بالدرجة الاولى ويكرس ديكتاتورية نظامه واستبداده بتغذيته تاريخيا. مع ان السيسي كضابط عسكري لم يبدأ تاريخه الا بعد معاهدة كامب ديفيد التي اجهضت دور مصر القومي الذي مثله جمال عبد الناصر.

لا أدري كيف انطلت هذه الخدعة على الناس عندما ظهر النقاش التاريخي بخصوص عبد الناصر بزخم وكثافة عالية لإلباس السيسي رداء ناصر الى درجة اني تصفحت جريدة المدينة هذا الصباح فرأيت حربا اعلامية بصفحات ضد عبد الناصر في حين خلت الصحيفة من كلمة السيسي!  فالسيسي كما قلت عسكري نتاج معاهدة ساومت على روح وتاريخ الامة هدفها كان اجهاض تضحيات الشعب المصري وطمس انجازاته والدفاع عن تلك المساومة ما يسمى بمعاهدة السلام وحفظ الحدود اي حفظ الكيان الاسرائيلي بل وترفيه الشعب الاسرائيلي بالحشيش المصري في طابا وذهب وغيرها !

السيسي لم يشارك في ثورة 52 ولم يشارك في تأميم قناة السويس ولا بالسد العالي  ولم يشارك في تأميم الاراضي التي اقتطعت من الاقطاعيين لصالح الفلاحين البسطاء وقد نالت عائلة مرسي حينها فدانين بالمناسبة! ولم يشارك في بناء المخابرات المصرية والتي زرعت الجواسيس في اسرائيل كرأفت الهجان وغيره ولم يشارك في حرب الاستنزاف التي اعتمدت على المخابرات العسكرية ولم يشارك في العدوان الثلاثي ولم يشارك في حرب 67 . ومع هذا كله الا اننا رأينا الهالة الاستخباراتية العالمية التي اوحت لاقطابها في عالمنا الاسلامي والعربي بتشويه التاريخ باستغلال نقطة خلاف الناصرية مع الاخوان ليس لاعطاء السيسي صبغة قومية وليس لتزييف وجهه العميل المخزي بوجه عبد الناصر ذو النوايا القومية وحسب بل اكثر من ذاك  فالهدف هو ضرب عصفورين بحجر واحد يتمثل بضرب القومية والنواة الاسلامية المعتدلة على قاعدة قومية مثلها محمد مرسي والذي هو ابعد الناس عن الرياء عندما اشاد بانجازات ناصر في خطاباته الى درجة احياء ذكرى ناصر فترة حكمه متجاوزا الخلاف القديم والذي اخطأ الطرفين فيه الى درجة ان افرازات هذا الخلاف قد انتجت السادات ومبارك بل وان القوى العالمية هي ذاتها من رفضت ناصر هي ذاتها من تأمرت على مرسي الى درجة اغتياله ظانين بذلك ان تأثيره واثره قد انقضى .
وللاسف فان تلك الثقافة المحرفة خاصة عندما تنطلق من تيارات دينية هي مخترقة الى درجة الحظر مثلما اختراق الاخوان الذي اتى بالسيسي لمرسي كحافظ القران وبتوصيات دينية دجلية اوقعت مرسي نتيجة طيبته وثقته بمن حوله .

فماذا يعني أن تطلق ذات الثقافة على الاقطاعيين الباشاوات الذين كانوا اذناب الاستعمار وقبعات الملك فاروق بانهم الراسمالية الوطنية التي حاربها ناصر ! واين في ادبيات حركة محظورة !! ومن اصدق المدينة التي تدعي ان ناصر حارب وهدم اقتصاد مصر ام سيدي الرئيس الشرعي محمد مرسي الذي اشاد بناصر اقتصاديا في فتح السكك الحديدية وانشاء الحديد والصلب الذي شكل دعامة اقتصادية لمصر ؟! وكيف تستند الجريدة بمقالاتها المتسلسلة للفيس وتويتر التي ساهمت كما يزعمون بكشف عبد الناصر؟ بينما في نفس المواقع تشن حربا على قيادة الحركة المحظورة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ رائد صلاح رغم حظره وسجنه ومطاردته المستمرة ! فهل ناصر ايضا شريك بحظر الاسلامية مثلما تتهمونه باسقاط مرسي !

كفاكم مسخرة وسخرية . كفاكم تضليلا وانحرافا . فكلنا يعلم ان بدايات الحراك الاسلامي بطروحاته التعجيزية والمتسرعة لم يكن موفقا على صعيد مصر وعلى على صعيد ام الفحم !! والزمن وتجاربه كانت كفيلة بارساء الفكر القومي والديني التحرري الذي يضع اهدافه امام التاريخ وليس خلفه.  فقد وضعتم الناس في دوائر تاريخية يتصارعون عليها متناسين العملاء الذين ينهشون بلحم وعظم الامة. حتى بدا لنا الخلاف بين الناصرية والاخوان كالصراع بين السنة والشيعة والذي ندفع اثمانه اقليميا وبات ثغرة للاستعمار الحديث وباتت شعوبنا مشتتة ودولنا متهتكة جراء الدائرة التاريخية الضيقة بخلاف ادى الى مقتل ما يقارب ال 100.000 مسلم ولكن لو حسبنا ضحايا ذاك الخلاف الى يومنا هذا لحسبناه بالملايين !.  لذا فالنظرة الى التاريخ يجب ان تكون لاستخلاص العبر وان هنالك رب سيفصل بين المتخاصمين ويحكم بينهم بالعدل . لا ان نسلط سيوفنا على بعضنا وان نساهم باغتيال مرسي بارجاع قضيته الى الخمسينيات من القرن الماضي لتجريم ناصر باغتياله مبرئين السيسي منه وهو القاتل الحقيقي واحد ادوات الاستعمار العاتية !.

اخيرا فالجهل اكثر خطرا من العمالة اذ يمثل الجهل المسار العكسي للعقل وبالتالي يساهم في تشويش الحقيقة التاريخية ليخدم ضبابية الواقع !


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات