| 25 تشرين ثاني 2024 | 23 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

في قمة الـ”جي 7″: ترامب ونتنياهو في “مشهد عري” أمام المجتمع الدولي

  2019/08/27   18:49
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

صرح دونالد ترامب أمس كمن يحاول التخريب المتعمد لفرصة نتنياهو في الفوز في الانتخابات وكأنه براك اوباما أو الصندوق الجديد. التصريحات المتسامحة للرئيس الأمريكي تجاه إيران في قمة الـ “جي 7” والخطوات الدبلوماسية الخفية التي سبقتها، أحرجت نتنياهو وأضرت بهيبته، لا سيما على خلفية التصعيد الشديد في المواجهة بين إسرائيل وطهران التي حدثت أمس بموازاة ذلك. ولكن أقوال ترامب عن العدو الذي تحاربه إسرائيل مقدمة لجهنم التي تنتظر نتنياهو وراء الزاوية. يكفي التفكير بصورة مبتسمة يمتدح فيها ترامب روحاني بنفس مستوى الحميمية التي يحتفظ بها للطغاة الذين يهددون الولايات المتحدة، بدءاً من بوتين وحتى كيم جونغ أون، كي تثير الانفعال والذعر والهستيريا في مكتب رئيس الحكومة. وليس فقط فيه.

هكذا يتم التعامل مع شخص، هكذا سيقول منتقدو نتنياهو، الذي وضع مصيرهم ومصير أمته في أيدي رئيس غير مقبول ومتقلب وليس لديه ولاء إلا لنفسه، ويتعامل مع العالم كساحة ألعاب خاصة له، الذي في اليوم الأول يقوم بإمطار النار والكبريت على الإيرانيين ويهددهم بالتدمير، وفي اليوم التالي يتسامح معهم وحتى يقترح، بدون أن يطلب منه أحد ذلك، فتح خطوط اعتماد لهم. في اليوم الأول هم بالنسبة له إرهابيون من الصعب إصلاحهم، وفي اليوم التالي أشخاص جيدون ومعقوليون، وكل ما في الأمر أنهم يريدون مصلحة شعبهم ودولتهم. إن استعداد ترامب للتعامل مع جهود رئيس فرنسا ماكرون للتقريب بين واشنطن وطهران من أجل تجديد الاتفاق النووي، يمكنه أن يشعل الضوء الأحمر في مكتب رئيس الحكومة. سنوات من الجهود الكبيرة التي بذلها نتنياهو في تعليم وتربية ترامب يمكن أن تذهب هباء بسبب نزوات الرئيس وضعفه إزاء استخذاء من النوع الذي يهمسه ماكرون في أذنه. إذا تصرف ترامب مع روحاني مثلما تصرف حتى الآن مع كيم، يواصل الثناء على الإيرانيين حتى عندما يهينونه بشكل علني ويواصلون تطوير الصواريخ من تحت أنفه.

الدبلوماسية التي أظهرها ترامب أمس تجاه طهران لا تتلاءم مع استراتيجية نتنياهو الشاملة التي بلورها مع حلفائه في الإدارة الأمريكية ومع محيطه. الخطة استهدفت عزل طهران، وخنق اقتصادها من خلال فرض عقوبات مؤلمة وتهديدها باستخدام القوة العسكرية الشديدة إلى أن تركع على ركبتيها. أحد العيوب القاتلة في الخطة المحكمة، إضافة إلى أخطاء ومزاج الرئيس، هو أن البدء في تطبيق الخطة أدى إلى فصل وخلاف بين الدول العظمى التي وقعت على الاتفاق النووي الأصلي؛ فبدلاً من أن تجد إيران نفسها معزولة في العالم، فإن الدول الأوروبية تحولت إلى وسيطة من قبل إيران، وترامب بالذات وجد نفسه في عزلة شديدة.

في ظل غياب الدعم الدولي، زادت أهمية البديل: تهديد مباشر باستخدام القوة العسكرية الكثيفة للولايات المتحدة. ولكن في حينه ظهر خلل آخر، بأن أوضح التوتر الأخير في الخليج الفارسي للجميع، بمن فيهم إيران، بأن ترامب غير معني بتصعيد أو اشتعال. وبالتأكيد ليس في منطقة غنية بالنفط التي يمكن المس بها أن يحدث اضطراباً عالمياً يؤدي إلى ركود الاقتصاد الأمريكي. وكل ذلك يأتي في بداية سنة انتخابية للرئاسة. مع كل الاحترام للصداقة المدهشة مع نتنياهو والتزامه القوي بأمن إسرائيل، إلا أن هناك سلم أولويات للرئيس.

غن الانعطاف الذي أحدثه ترامب في مقاربته تجاه طهران يجب رؤيته على خلفية التقلبات التي أصابته في الأسبوع الماضي، التي ظهر فيها مستقراً بدرجة أقل وسوقياً بدرجة أكبر كما في العادة. رئاسته كانت مشابهة في هذا الأسبوع لقطار شياطين، ومحاولة متابعة تعرجاته تثير الدوران والغثيان.

صعد ترامب الحرب التجارية مع الصين وأسقط الأسواق وأحرج المستثمرين إلى أن قرر أمس بأن رئيس الصين شخص يمكنه تدبر أمره معه بالتأكيد. ولا نريد الحديث عن هجومه المبتذل على يهود أمريكا وتبجحه كي يكون وريث الملك داود والمسيح معاً. وإعلانه أمس الذي يمكنه أيضاً أن يصعب على نتنياهو، بأن خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن نشرها حتى قبل الانتخابات.

إن تقلب ترامب يمكن أن يشكل ضوء تحذير لنتنياهو، ألا يضع كل آماله على الرئيس على حساب مكانة إسرائيل وعلاقتها مع الولايات المتحدة ومع العالم. السخرية هي أن عدم الاستقرار الذي يحول مراهنته الشاملة على ترامب إلى فوضى خطيرة، يمكن أن تمنحه الملاذ من انتقاد الرأي العام. دعكم من ذلك، سيقول رجال حملة نتنياهو عن الرئيس الذي قاموا بتتوجيه كمخلص إسرائيل. ترامب معروف كمن لا يقول ما يفكر فيه، والعكس صحيح، سينقلب مرة أخرى على الإيرانيين قريباً بدون أن يرمش.

مهمة نتنياهو المستعجلة في الـ 21 يوماً هي إخفاء آثار الانطباع الواضح الذي تركه ترامب أمس. وهو أنه في الحقيقة لا يحسب أي حساب لنتنياهو أو لسيناريوهات جهنم الإيرانية له. للمرة الأولى، ربما منذ بداية ولاية ترامب، ينكشف نتنياهو عارياً على حقيقته هو والسياسة التي اتبعها. نتنياهو ومن يؤيدونه يجب عليهم الصلاة الآن من أجل ألا تسيطر عليه الرؤية المشوهة التي يتخيل فيها ترامب نفسه بأنه صانع سلام عالمي يستحق جائزة نوبل، على الأقل في الوقت القريب.

يحتاج نتنياهو إلى ثلاثة أسابيع أخرى من تبلد الإحساس واستمرار الخيال الذي باعه لمؤيديه في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، وكأن إخلاصه المطلق لترامب هو استراتيجية مبدعة، وليست مراهنة فوضوية وغير محسوبة بحيث يتحول نتنياهو إلى الضحية الأولى فيها، قبل أن تشعر دولة إسرائيل وتجرب كل أضراره وتفاهته.

(هآرتس)


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات