مجددا تطفو على السطح خلافات محليّة في أم الفحم حول عرض موسيقي، وهذه المرة لجوقة سراج الفنيّة التي من المقرر تنظيم عرضها في قاعة مسرح وسينماتك ام الفحم في المركز الجماهيري السبت القريب ( 15.9). وتشهد وسائل الإعلام تراشق بيانات بين مختلف الجهات منها رابطة الأئمة وحزبي الجبهة والشيوعية، وبلدية أم الفحم. بالإضافة الى منصات التواصل الاجتماعي كفيسبوك الذي يشهد جدلا حادًا بين المؤيدين والمعارضين.
الخلافات بدأت عقب تحذير الشيخ مشهور فواز – رئيس المجلي الإسلامي في الداخل – من هذا الحفل الذي يُعتبر في الشرع الإسلامي محرّمًا، وقد دعا الشيخُ، رئيسَ بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان، لإلغاء هذا الاحتفال باعتباره يخالف الضوابط الشرعية مبيّنا له محاذير هذا الحفل المختلط. وقال فوّاز:" قدّمت لرئيس بالبلدية نصائح قلبية مفعمة بالأدب وبينت له محاذير هذا المهرجان الغنائي المختلط الذي يضم مغنيات ومغنين من الرجال والنساء وما له من تبعات على وحدتنا الفحماوية، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي محتّم وسنصدر بياناً بهذا الشأن للناس لانّ هذه الفعالية الغنائية المختلطة تخالف شرعنا وعاداتنا وقيمنا ونحن بغنى عنها".
وأضاف:" من حقنا التعبير عن الرأي وبيان موقفنا الشرعي بغير خجل ولا استحياء". وقال فوّاز إن رئيس البلدية طلب التريّث باصدار البيان مبديًا استعداده الغاء الحفل لكنّ جوابه كان سلبيًا، مما دفع رابطة الأئمة والدعاة وأهل الرأي في أم الفحم الى اصدار بيان للناس".
وجاء في البيان:"
بسم الله الرّحمن الرّحيم
" هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ "
أهلنا الأحباب في مدينة أم الفحم الكرام ....
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثمّ تدعونه فلا يستجاب لكم "
يا أهلنا إنّا نحب لكم الخير وإنّا لأنفسنا ولكم لمن النّاصحين .
إنّنا ومن باب الأمانة والواجب الشرعي ومن باب حقنا القانوني في التّعبير عن الرأي والذّات والفكر ؛ وبعد مشاورة أهل العلم والرأي ... وباسم أئمة ودعاة وعلماء مدينة أم الفحم
نبرأ إلى الله تعالى من هذا الاحتفال الغنائي المختلط المخالف لصريح القرآن الكريم والسّنة النبوية وإجماع العلماء والذي يتنافى بالوقت نفسه مع أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا والذّي يثير الجدل في الشارع الفحماوي ويمسّ بوحدة الصّف ونسيجنا الاجتماعي..
ونتوجه لرئيس البلدية بصفته المسؤول المباشر عن هذه الفعاليات بمراعاة الضوابط الشرعية والعرفية واتخاذ الموقف المناسب لوضع الحد للنقاشات الساخنة التي تدور في الشارع الفحماوي وقطع دابر الفتنة ...
وبالوقت نفسه ندعو الائمة والخطباء بتسليط الضوء على هذا الاحتفال وبيان الحكم الشرعي بلغة النصيحة المحفوفة بالحكمة والموعظة الحسنة.
فديننا وقيمنا تأبى علينا أن ننزل إلى مستوى البيانات التي فيها تهجم على الدّين وافتراء على حملة المشروع الإسلامي ويُشتَمُ منها رائحة التحريض وإثارة الفتن ...
فنحن دعاة ولسنا قضاة وبالوقت نفسه لا نسكت عن أدنى مخالفة شرعية في الفروع والأصول طالما أنّه لا يحتملها نص شرعي وتخالف الإجماع وتخرج عن دائرة الاجتهاد المشروع ......
فبالتمسك بالثوابت الشرعية ننصر قضايانا الوطنية والسياسية والاجتماعية..
اخوانكم
أئمة وخطباء ودعاة وعلماء ووجهاء مدينة أم الفحم
28 ذو الحجة 1439 ه
9.9.2018"
أما حزبا الجبهة والشيوعي في أم الفحم فقد ردّ على هذا البيان بآخر هاجم رابطة الأئمة وجاء فيه:" أيها الاهالي الكرام، مرّ نصف عام على افتتاح سينما ومسرح ام الفحم، هذا الصرح الذي انتظره الناس ليكون منبرا ثقافيًا ومنارة تحمي وتثقف أبناءنا وتزرع في نفوسهم قيم التسامح والمحبة والعطاء والابداع من خلال الفنون والمحاضرات العلمية والعروضات الاجتماعية الفنية على أنواعها.
إحتاج الناس لصرح كهذا لمحاربة التشوّهات المجتمعية التي اعترت جسده، والتي تمثلت بالعنف والجريمة التي تحصد يوميًا الضحايا وتفتك بالجزء الباقي من شعبنا. نتفق جميعًا أن هذه التشوّهات والظواهر اصابت مجتمعنا المحلي في كبده وهي وصفة جيدة يستخدمها من يريد بنا سوءا لتفكيك هذا المجتمع ولاضعافه بهدف تحييده عن القضايا المصيرية والتحديات التي تواجهه لنصبح كالايتام على موائد اللئام". على حد تعبيرهم
وجاء في البيان:" اهلنا الكرام، تزامنا مع هذه التحديات ومنذ افتتاح المسرح رافقنا مشهد متكرر، ومبتذل، هلّت فيه علينا قصاصات من الدعوات مِن مَن اطلقوا على انفسهم اسم "رابطة الائمة" حملت صبغة تهديدية تحذر من إقامة فعاليات ونشاطات بادعاءات وبغطاء ديني يزخر بالخروق، كاشفًا من تحته وبوضوح اهداف ودعوات مفتنة مغرضة تتبنى التجهيل والتشرذم وزرع بيئة تخدم المعادين لشعبنا، اعرابا كانوا ام اغراب.
هذا الغطاء والتجهيل يخدم سياسات تريد بنا سوءا وتحاول أن تعيق طريقنا نحو مجتمع حضاري قائم على الحوار والتعددية المجتمعية، مجتمع متراصٍ ومعافى ليجابه السياسات التي تحاك ضده".
اكانت ام الفحم وما زالت وستبقى زاخرة ومشبعة بالمحبة والتعاضد، ويشهد التاريخ والحاضر للفحماويين جميعًا على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وشرائحهم بانهم كانوا السباقين في تشييد وتعبيد ساحات الحوار، ساحات عجت بالنقاشات والحوارات المبنية على قبول الاخر، وعلى الاحترام و اغنت الناس بمحتواها وحافظت على وحدة الناس وكرامتها وصمودها.
هذه الاصوات والدعوات المغلّفة بالعنف وان كانت نشازا في الفضاء الفحماوي تستوجب موقفا ووقفة جماعية حضارية تسد الطريق امام محاولات الاستعباد وفرض الوصاية على مستقبل هذا البلد وعلى حياة اهله الطيبين".
واختتم البيان بالقول الى انّ:" وفي هذا نقول أن من لا يعتبر نفسه جزءا من الحالة الثقافية فهذا حقه، ولكن ليس من حقه ان يمنع الناس او يحرمهم من المشاركة فيها.الحقيقة تقول أن الفن والثقافة هما اداة هامة لمحاربة العنف، ولن نقبل أن تنعكس المعادلة بالتلويح بالعنف لمحاربة الفنون!الموقف المطلوب هو تكثيف الفعاليات الفنية في الحيز العام المشترك للكل الفحماوي، وتعزيز مفاهيم التسامح والحوار بدلا من التلويح بعصا الاستبداد.
لنقف جميعًا ولنشارك في دعم الثقافة والفنون والمسرح ولنشارك بقوة في الحراك الثقافي العام، مغلبين لغة الحوار والاحترام، على ثقافة العنف والاستئثار". بحسب البيان
بدورها أصدرت بلدية أم الفحم بيانًا طالبت فيه أهالي أم الفحم بالتحلّي بالمسؤولية ومراعاة التنوع الفكري والثقافي في البلدة وأهمّية قاع السينما والمسرح في المركز الجماهيري التي تبثّ أمسيات ثقافية، وجاء في البيان:"
إن إدارة البلدية تؤكد أن أم الفحم تتسع للجميع، ولكل مواطن فيها مكان تضمه هذه المدينة تحت كنفها، وهي الصدر الواسع والأم الرؤوم لنا جميعا. ثم إن إدارة البلدية تؤكد حرصها الكبير على الحفاظ على الضوابط الشرعية والأخلاقية والقانونية والعادات والتقاليد الطيبة، جنباً إلى جنب مع الحفاظ كذلك على النسيج الفحماوي الواحد، والعائلة الفحماوية الواحدة، بعيداً عن التراشق الكلامي وتبادل الاتهامات والطعن والتجريح وإصدار الأحكام".
وأضافت البلدية في بيانها، إنه "وفي الوقت ذاته فإننا نتوجه إلى كل مركبات الطيف الفحماوي الأصيل، من هيئات وحركات وأحزاب وجمعيات ومؤسسات وشخصيات وإلى كل مواطن فحماوي، بضرورة الاحتكام إلى مبدأ التناصح والنقاش الأدبي والحوار المتبادل واحترام الآراء على أشكالها، ومراعاة التنوع الفكري والسياسي والاجتماعي الذي تتميز به أم الفحم".
وأوضح البيان أنه "مع تأكيدنا كذلك على أن قاعة المسرح والسينما هي كنز من كنوز أم الفحم وهي ثروة يمكن استثمارها بالنافع والهادف لأبنائنا وبناتنا ولجميع شرائح المجتمع الفحماوي، وما بنيت هذه القاعة إلا لتكون كذلك، للاستفادة منها قدر الإمكان في الصالح العام، ولتكون معلماً من معالم أم الفحم، جنباً إلى جنب مع معالم أخرى كثيرة في هذا البلد، مثل المكتبة العامة ومركز العلوم والتكنولوجيا وغيرها.
ونؤكد كذلك على أن المسرح، تاريخياً، كان سبباً في ثورة وتغيير ونهضة علمية – ثقافية - تربوية، كما أنه أحد آليات معالجة كل الظواهر السلبية وعلى رأسها ظاهرة العنف المجتمعي".
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات