قد يختلف البعض مع أبناء ومؤيدي لمشروع الإسلامي كليا، وقد يختلف مع سياساتهم، وقد يختلف مع نهجهم، وهذا حقه الشرعي الذي لا يناقشه فيه أحد.
الله جل شأنه يقول في سورة هود ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾. الآية 118، فاذا كان الله وهو الخالق القادر على تسيير أمور البشر كيفما شاء والذي امره بين الكاف والنون قد ضمن للناس حرية الإختيار في الدنيا بعد اذ ارشدهم الى الطريق الأمثل المُنَّجي وترك تحمل مسؤولية الاختيار الى يوم القيامة، ولم يجعل الناس أمة واحدة، مع أن الله يقول في موضع آخر: "وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون" الذاريات 55-56 ، فاذا كان الله سبحانه قد ضمن لخلقه من الناس هذا الحق فمن هو الذي يمكنه أن يسلبهم إياه.
أيها الأحبة، وكلكم أحبة، وكلكم أهل، قد نتفق معكم في شؤون، وقد نختلف معكم في شأن، لكن تعالوا بنا لا نبخس الناس أشياءهم ولا نُشيطن من سعوا لنهضة مجتمعنا وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس من المال والحرية الشخصية والعمر الذي أفنوه في سبيل ذلك فمنهم من سجن، ومنهم من أوذي في نفسه وماله وصبر، ووالله إنا لنعرف رجالا شابت لحالهم في خدمة دين الله عرفناهم وما في لحاهم شعرة بيضاء، ونعرفهم اليوم وما في لحاهم شعرة سوداء.
لكل منا حق الإنتقاد ولكن ليس لأحد منا حق الإنتقاص، أو التخوين، أو الاتهام الباطل، فالخلق الطيب يأبى على صاحبه ذلك وأهل الشهامة والكرامة مهما اختلفت معهم يبقون يحفظون حدود الأخلاق الفاضلة ويرفضون الكذب والتدليس والأفتراء فهذا أبو سفيان عندما كان ما يزال كافرا ولما سأله هرقل الروم عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكذب ولو بكلمة واحدة وعلق أبو سفيان على ذلك بقوله :"...فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَىَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ"، هذا أبو سفيان الكافر قبل أن يسلم ويكون من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يأبى على نفسه الكذب لان شهامة العرب تأبى ذلك، فكيف بنا اليوم نسمع الاتهامات دون دليل او برهان.
وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال الجاحظ :" لا مروءة لكذوب ، ولا ورع لسيئ الخلق "
قد نختلف وهذا حق ولكن تعالوا بنا نتمثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه (آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، وحديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين أيضا فيه زيادة: (وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) والخصومة أعظم درجة من الاختلاف، فهل يجوز ان يتحول الاختلاف الى فجور.
أيها الأحبة على رسلكم فقد صاحبت من أبناء المشروع الإسلامي من رفس الدنيا رفسا كلما أقبلت عليه، وهرب منها ركضا كلما اتجهت إليه، وكان الأحرص على مجتمعه وأهله من نفسه، وها هي أعمالهم شاهدة لهم منذ سنوات الثمانين، فاختلفوا معهم كما تشاؤون ولكن احفظوا الفضل لأهل الفضل فلا يحفظ الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل وكلكم كذلك.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات