| 23 تشرين ثاني 2024 | 21 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

من يتفاخر بالبطولات الصّغيرة لن يحقّق الكبيرة منها أبداً

  2018/11/05   12:00
   إعداد هشام سعد - خاص
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

"لم يُبدِ الأبُ في تصرّفاته أي مظهر من مظاهر الفرح والإعجاب بأعمال ابنه البطوليّة في سبيل حماية الوطن إبّان تعرّضه للخطر، وكذلك الابن الّذي كان في ريعان شبابه أدركَ أنّه من غير اللائق بالنسبة للرجل الحقيقي التباهي أمام والده ببطولاته الّتي تواترت على مسامع الناس، إلّا أنّه لم يتمالك نفسه ذاتَ مرّة وروى لوالده كيف فاز على الجميع وتفوّق عليهم في مسابقات الرياضة والفروسية، فألقى الوالدُ من فوره كلماتٍ حفرت عميقاً في ذاكرته: إنّ من يتفاخر بالبطولات الصّغيرة لن يحقّق الكبيرة منها أبداً."

هذه واحدة من القيم والعادات الأخلاقيّة والاجتماعيّة الشركسيّة، فمن هم الشركس؟ ومن اين أتوا؟

مصطلح شركس أطلقه اليونانيون على مجموعة من شعوب القوقاز مثل: الأديغة والأبخاز والأوبيخ والشيشان والداغستان...

أمّا هم فيسمون أنفسهم (أديغة)، ويُعدّون اقدم من سكن شمال القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين الذي يتميز بسلسلة جبال ضخمة، ومناخ قاسي، وبيئة ذات طبيعة جبلية صعبة تربى أهلها على تحمل المشاق والصعاب.

ينقسم المجتمع الشركسي لعدة طبقات اجتماعية بحسب مصادر كثيرة أجمعت أن المجتمع الشركسي كان يتألف من الطبقات التالية:
1. البشي: وهو الأمير الكبير أو رئيس القبيلة.
2. اللقوه لاش: وهم الأمراء أو أتباعهم.
3. الوَرْقْ: وهؤلاء هم الحكام الفعليون في الأقسام والدوائر.
4. فقول: وهم الأهالي الأحرار ومعظمهم من الفلاحين.
5. بشيتل: وهم العبيد ومعهم الخدم أيضاً.

في اوائل القرن ال ١٥ عشر اعتنق العديد من الشركس الاسلام واُطلق عليهم لقب "المماليك" ولمع نجمهم في مصر وكان لهم -بعد ذلك- شأن عظيم في تاريخ الاسلام.

اما في القرن السابع عشر ومع بداية دولة بني عثمان دخل جل الشركس الاسلام بعد ان كان معظمهم يدينون بالمسيحية لقرون عديدة مضت.

عانت تلك الشعوب من ويلات الحرب مع روسيا القيصرية لمدة 100 عام، واحتلت روسيا أراضيهم، وطردتهم منها، وأجبرتهم على الهجرة إلى مصر وسوريا والأردن والعراق بالاتفاق مع الدولة العثمانية، ومات الآلاف من الشركس بسبب الجوع والمرض والعذاب.

فصل التهجير هذا كان من أقسى الفصول على الشراكسة، ورُبّ ضارّةٍ نافعة، فقد استغل العُثمانيّين ذلك وقاموا بضمّ أعداد كبيرة من الفرسان والمحاربين الشراكسة في صفوف الجيش العثماني الّذي ما فتئ يخوضُ بهم الحربَ تلوَ الحرب وخاصّةً في بلاد البلقان.

تميز الشركسي بالمهارة والفروسية واللباس الأنيق، وبالروح المعنوية التي لا تنكسر ولا تنحني

ويروي جانباً منها السّيف الشركسيّ، فهو يختلف عن غيره مِن السيوف بعدم وجودِ واقٍ لليد في نهاية مقبضِه، إذ ان الفارس الشركسي يأنفُ أن يحمل سيفاً له واقٍ يقي كفّه وقبضته من الضربات أثناء القتال، مُعتبراً أنّ اليد الضعيفة غير القادرة على إمساك السيف واستخدامه هي الّتي تحتاج لمقبضٍ يحميها أثناء القتال.

اما بالنسبة للفتيات فقد اعتبر الشراكسةُ أنّ الملابسَ الجميلة تفرضُ عليهن السلوك الحسَن، إذ تميّزتِ الفتَيات والنساء الشركسيّات بالحشمة في اللباس والذوق الرفيع فيه...

اندمج الشراكسة في المجتمعات التي هُجِّروا إليها اندماجًا كبيرًا، وكان لهم دور كبير في تاريخ هذه البلدان وبنائِها، إلّا أنّهم حافظوا على هويتهم العرقية الخاصة ولغتهم وعاداتهم القبائلية، وزيهم التقليدي وتراثهم الأصيل، نتحدّث عنها في الفصل القادم ان شاء الله.

من يتفاخر بالبطولات الصّغيرة لن يحقّق الكبيرة منها أبداً
من يتفاخر بالبطولات الصّغيرة لن يحقّق الكبيرة منها أبداً

من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات