"الخروج للداخل" .. "قيادة" أم الفحم تحتضن الملهمين

بحضور مهيب، أقام منتدى "قيادة" أمس السبت في أم الفحم، مؤتمره السنوي الثاني بعنوان "الخروج للداخل".

وشارك في المؤتمر الذي أقيم في قاعة ومسرح سينماتك، أكثر من 350 شخصًا، جاؤوا للاستماع الى قصص شخصيات ملهمة في نجاحها واصرارها على تجاوز عقبات وتحديات الحياة.

افتتح المؤتمر الإذاعي محمد أبو العز محاميد، متولًيا العرافة والتقديم الى جانبه المختصة في الترجمة للغة الإشارة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، السيدة دعاء حاج داهود.

بدوره رحّب رئيس بلدية أم الفحم د.سمير محاميد، بالحضور ومعربا عن سروره بهذه النشاطات، وساردًا قصة حياته ونجاحه الى أن بلغ منصبه الحالي، على غرار رسالة المؤتمر.

هذا وبدأ المؤتمر مع ولاء طاطور من الرينة، التي تعيش مع إعاقة بصرية دائمة، متحدثة عن تجربتها الأكاديمية والدراسة، والمصاعب والتحديات التي واجهتها في التنقّل، مشيرة الى أن في بيتها إخوة وأخوات وجميعهم مع إعاقة بصرية، متطرقة الى تقبّل المجتمع لهم، وتحديات الاندماج فيه، مختتمةً حديثها بنصح الجمهور بعدم النظر الى الشكليات، انما للقدرات.

من جانبه، تحدث الضيف التالي د.حسن عباسي من أم الفحم، بمحاضرة عَنونَها بـ "دكتور وليس طبيب"، ساردًا قصته منذ نعومة أظفاره والمستقبل الذي أراده له والداه بأن يكون طبيبًا، الى أن وصل الى نقطة تحوّل في تغيير رؤيته للمستقبل بعيدا عن إرادة والديه والمجتمع المحيط به بأن يصبح طبيبًا، متحدثًا عن التحديات الجمّة التي أحاطت به لقراره المختلف بأن يخوض غمار عالم "الحوسبة والاكترونيات وهندسة الكهرباء" وكل ما يتعلق في مجال الهايتك، متطرقًا الى جوانب قاسية عاشها على الصعيد النفسي والعاطفي والمادّي، الى أن حقق حلمه وحصد أفضل المراتب والشهادات لا سيما الدكتوراة وأصبح أصغر محاضر في جامعة "التخنيون".

وألقى مدير عام ومؤسسة جمعية الشجعان لسكري الأطفال، شادي قسيس، محاضرة مؤثرة عن المرض المزمن الذي يعاني منه وعن فكرة تأسيس جمعيّته.  واستعرض قسّيس المشاق التي جابهته إبان تأسيس الجمعيّة، مشيرًا الى التحديات التي يعيشها الأطفال السكريين يوميًا وضرورة دعم هذه الفئة للاستمرار والاندماج بالأمور الحياتية المختلفة.

أما هناء محاميد الصحافية في قناة "الميادين"، تحدثت عن شغفها في الإعلام والصحافة منذ الصغر، مضيفة الى حجم التحديات في قرار دراسة هذا المجال أمام والديها والمجتمع، ومشيرة الى المشاق والمصاعب التي تواجهها في العمل الميداني والمخاطر وحجم التأثير الإعلامي الذي تغوض غماره يوميًا في مناطق عديدة بالبلاد.

وألقى مدير ومؤسس جمعية انصت، شادي عيد، محاضرة عن جمعيته والخدمات التي تقدمها لثقيلي السمع والصمّ.  وتحدّث عيد عن جمعيته كإطار جامع لهذه الفئة.

وكانت هناك محاضرة لابنة بيت جنّ، الشابة مهندسة المياه ميس مراد التي تحدّثت عن مجالها الرائد وعن سبب اختيارها هذا المجال.  وعرّجت مراد الى البعثات التي شاركت فيها الى خارج البلاد وذلك ضمن عملها كمهندسة مياه.

وألقت مصممة الأزياء الكناويّة ملك حكروش، محاضرة أثّرت في نفوس الحاضرين عن حلمها في أن تصبح مصممة وعن الظروف التي واجهتها وطلاقها من زوجها الذي ساهم في اعتناقها للحرية وتحقيق ذاتها من خلال افتتاح متجر خاص بها للأزياء.

وختاماً، تحدّثت الكاتبة عناق مواسي عن عملها في مجال الصحة مشدّدة على اهميّة الاعتداء بالصحة وعدم اهمالها. (رواق، بكرا)