في مطلع شهر حزيران من عام 1978، قام الأخ بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس المنتخب بزيارة الى مدينة أم الفحم، وحلّ ضيفا على حركة أبناء البلد - التاريخية الموحدة قبل انقسام 1983 - التي كانت في أوج عنفوانها وصداها الكفاحي، حيث قام بافتتاح معرض الفن التشكيلي الفلسطيني لكبار الفنانين الفلسطينيين.
وبذلك التقى جبلا النار: جرزيم واسكندر على أرض أم الفحم في شخص هذا القائد الوطني الفذّ، الذي التفت الجموع من حوله وهو يبادلهم التحية بدماثته العالية وشقت الهتافات عنان السماء مدوية أن: لا بديل .. لا بديل عن منظمة التحرير، ممثلًا شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات رمز الشخصية الوطنية المعاصرة، وصاحب القرار الفلسطيني المستقل والتمسك بحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف، والمطالبة بوقف التدخلات الإسرائيلية وعديد الأنظمة العربية والقوى الدولة في الشؤون الفلسطينية الداخلية.
وكان الأخ بسام بهذه الزيارة ممثلًا لجميع رؤساء البلدية المنتخبين ديمقراطيًا رغم أنف الاحتلال الذين ائتلفوا في اطار لجنة التوجيه الوطني التي قادت العمل الوطني في المناطق الفلسطينية المحتلة.
وقد تمحور جلُّ نضالنا في الداخل حول هذه القضايا الوطني، وجُبنا الميادين والساحات على طول الوطن، وعرضه لأجل ترسيخ هذه القيم والمبادئ والمفاهيم.
وصادف تحديد موعد زيارة الأخ بسام لأم الفحم يوم خطوبتي وزهيدة (فيما بعد كُنّيت بأم ذرّ) ما حدا بنا الى تأجيل حفل الخطوبة الى موعد لاحق، ولقد أمدتنا هذه الزيارة بدعم معنوي هائل لمواصلة الكفاح الوطني وتعزيز عُرى الروابط والتواصل بين مختلف قطاعات شعبنا في مختلف أماكن التواجد وفي مناحي حياة شعبنا كآفة.
وكانت الغبطة الغامرة بادية على مُحيّا الأخ بسام وحرمه الكريمة، وعلى محيّا المرحوم الأخ محمد كيوان الذي كان له دور في إنجاح هذا اليوم، وكذلك الأمر الأخ محمد أبو سلامة الذي كان من بين القلائل الذين ربطتهم علاقات قوية مع لجنة التوجيه الوطني.
وشارك الجميع من كوادر حركة أبناء البلد وقياداتها بهمّة ونشاط عاليين في إنجاح هذا اليوم الوطني الكبير، المشهود في حياة أم الفحم ومنطقتها والداخل الفلسطيني برمّته، وأخص بالذكر قطاعي الشبيبة والنساء وعضويّ البلدية عن أبناء البلد في حينه: الأخ شقير أبو فريد والأخ حسين أبو حسين المحامي، ولا يفوتني أن أذكر المشاركة المهمة للأخ بسام الشكعة في أربعينية الشاعر الفلسطيني الكبير راشد حسين في مسقط رأسه (مصمص)، في النصف الثاني من آذار عام 1977م، وتوالت اللقاءات الخاصة والعامة بيننا وبين الأخ بسام الشكعة في نابلس وأم الفحم وغيرهما، مثل مهرجان إحياء ذكرى رحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر بتاريخ 28/9/1978 م، الذي درجتْ حركة أبناء البلد على إحيائه بوصفه تقليدًا ثابتا كل عام.
ولقد نظمنا العديد من الفعاليات الاحتجاجية الرافضة لمحاولة الاحتلال الفاشلة إبعاد القائد بسام الشكعة عن وطنه، واستقبلنا وفدًا نسائيًا وجيهًا واسعًا برئاسة أم نضال (حرم بسام الشكعة) في مهرجان شعبي مَهيب، وقمنا بالعديد من النشاطات استنكارًا لعدوان الاحتلال الآثم على الأخ بسام الشكعة والمرحوم كريم خلف وغيرهما من رؤساء البلدية الوطنيين المنتخبين.
إننا نتمنى للأخ بسام الشكعة موفور الصحة وطول العمر حتى يرى بأم عينه زوال الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الشعب الفلسطيني لكل حقوقه وأهدافه المشروعة التي طالما ضحّى بسام الشكعة من أجلها بالغالي والنفيس ولا يزال.
- للتنويه هذا المقال كُتب في حفل تكريم بسام الشكعة في جامعة النجاح الوطنية - نابلس 6/4/2013 - ونُشر في كتاب التكريم اذ كان أبو ذر المتحدث الرسمي لحركة أبناء البلد الموحدة بين عامي 1978 - 1983
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات