خلال الحفريات الأثرية الجارية في الأسابيع الأخيرة في مدينة رهط في جنوب البلاد، تم العثور على بقايا إحدى الجوامع القروية – المحلية والذي يعتبر من بين أقدم الجوامع في العالم. تاريخ المبنى قرابة 1200 عام (الفترة الإسلامية الأولى)، تم العثور عليه خلال الحفريات التي تديرها سلطة الآثار ويشارك فيها السكان البدو والشبيبة المحليين وبتمويل السلطة لتطوير وإسكان البدو في النقب وأيضا بدعم الشركة الإدارية "عيمق أيالون 2000".
وفقا لما قاله "شاحر تصور" والدكتور يوحنان (جون) زليجمان من سلطة الآثار: "جامع قروي – محلي من تلك الفترة، يُعتبر مكتشفا اثريا نادرا جدا في الشرق الأوسط والعالم بأسره، وخاصة في المنطقة المتواجدة الى الشمال من بئر السبع، حيث لم يتم العثور في هذه المنطقة حتى الآن، على مبنى مشابه له. نحن نعلم على وجود جوامع كبيرة خلال تلك الفترة في القدس ومكة، إلا انه في هذه الحالة لدينا مصلى صفير الذي كان بإستعمال المزارعين من المنطقة. ما وجدناه، بقايا مسجد مفتوح تحت السماء – مبنى مستطيل الشكل له ساحة داخلية، محراب أتجاهه الى الجنوب – الى مكة. تلك المؤشرات تدل على إستعمال المبنى قبل مئات السنوات". كذلك، تم العثور خلال الحفريات على مبنى تاريخه الفترة البيزنطية (القرون 6-7 ميلادي)، وبقايا إستيطان تاريخه الفترة الإسلامية (القرون 7-8 ميلادي)، منه تبقت آثار المنازل التي كانت مقسمة الى غرف صغيرة، تشمل الساحات الداخلية والمخازن وأماكن تحضير الطعام والمواقد مثل الطابون والأفران".
وفقا لأقوال مديري الحفريات في الموقع: "هذه المواقع كانت جزأ من القطاع الزراعي خلال العصور القديمة. الأراضي كانت خصبة ومناسبة لزراعة الحبوب، بينما شجعت مياه الأنهر الجوفية المزارعين بالقدوم الى الموقع والعمل في الزراعة".
وفقا لأقوال البروفسور جدعون أفني، خبير في تاريخ الفترة من سلطة الآثار: "يعتبر هذا واحد من أقدم الجوامع المعروفة لنا من فترة بداية وصول الإسلام الى أرض إسرائيل، مباشرة بعد الاحتلال العربي عام 636 ميلادي. العثور على مسجد في المناطق الزراعية ما بين بئر السبع وعسقلان، تشير الى مراحل التغييرات الأجتماعية والدينية التي طرأت على البلاد خلال التحول ما بين الفترة البيزنطية والفترة الإسلامية. العثور على الإستيطان والجامع بقربه، هي دليل هام لدراسة تاريخ البلاد خلال تلك الفترة المليئة بالأحداث. وفقا للمصادر التاريخية الإسلامية، قامت السلطة الإسلامية بتقسيم الأراض الى الموظفين وقائدو الجيش مباشرة بعد إحتلال البلاد. واحد من بين هؤلاء كان عمرو ابن العاص – قائد في الجيش العربي، الذي كان على رئس الجيش في إحتلال البلاد وسوريا. إستمرار الحفريات في الموقع، من شأنها ان تنير معلوماتنا بدلائل أخرى نستدل منها عن بداية الإستيطان وتأسيسه وبناء الجمع والعلاقة مع الاحتلال العربي للبلاد".
شارك في الحفريات مجموعة من البدو سكان المنطقة وأيضا بعض الشبيبة من القرى والمدن المجاورة، من بينها شكان "ميتار"، جفاعوت بار وبيت قما. تأت هذه المشاركة الفعالة في الحفريات، ضمن مشروع التربية والتوعية الذي تقوم به سلطة لآثار في السنوات الأخيرة، والذي خلاله يشارك الشباب في الحفريات الأثرية خلال العطلة الصيفية. بهذه الطريقة، يتلقون أجرة جيدة، إضافة الى لمسمهم للماضي ومن خلال ذلك كسب التجربة والمغامرة الممتعة في حياتهم.
خلال هذه الأيام، تحاول سلطة الآثار والسلطة لتطوير وإسكان البدو في النقب بحث السبل التي تمكن من الحفاظ على الجامع ودمجه ضمن الحي السكني الجديد ليكون متاحا للجمهور.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات