عقد مركز السلطات المحلية اليوم الثلاثاء، مؤتمرا بعنوان "مناهضة العنف والجريمة في المجتمع العربي"، وذلك في مدينة أم الفحم وبلدة كفرقرع بمشاركة رؤساء سلطات محلية من منطقة المثلث.
وهدَف المؤتمر الى بحث سبل للحد من ظاهرة العنف وتقليص نسبها، في ظل تفاهم مظاهرها على صعيد قطع السلاح غير المرخصة، جرائم قتل النساء الآخذة بالازدياد، انتشار ظاهرة الابتزاز والاتاوة (الخاوة) وجباية الأموال من أصحاب المحلات التجارية.
وكان المؤتمر الذي بدأ بمدينة أم الفحم بمشاركة رئيس البلدية د.سمير محاميد، رئيس مركز الحكم المحلي حاييم بيباس ، مسؤول مديرية الشرطة في الوسط العربي جمال حكروش، الشيخ كامل ريان مدير مركز أمان لمكافحة العنف، وآخرين من المختصين والخبراء والمسؤولين، قد تناول العديد من الملفّات بحضور عمّال اجتماعيين، بالإضافة الى جلسة مستديرة مع بعض طلاب المجلس البلدي بأم الفحم الذين عبّروا عن قلقهم من الحال المتفشي وسط ضعف جهاز الشرطة في التعامل مع ملفات العنف والجريمة.
وعقب ذلك، اصطحب رئيس بلدية أم الفحم د.سمير محاميد، اللواء جمال حكروش، حاييم بيباس وكامل ريان الى منزل عائلة آل هيكل، التي قُتل ثلاثة من أفرادها (أب وابنيْه) في جريمة واحدة عام 2011، حيث التقوا مع السيدة سهام اغبارية، واستمعوا الى حالها وملفّها الذي طال دون حلّ او فكّ لرموزه.
ووجّه موقع رواق سؤالا لمسؤول الوسط العربي في الشرطة الإسرائيلية اللواء جمال حكروش، حول اذا ما كان هذا اللقاء سيثمر عن خطوات جديدة قد تشكّل ضغطا لحلّ هذه الجريمة التي تدخّل بها رئيس الحكومة قبل سنوات لكن دون جدوى. وقد أجاب حكروش "أن مسألة حل لغز الجرائم يتطلّب شرطة قويّة حاضرة أكثر في الشارع العربي، وهذا ما نسعى اليه وكلّي أمل ان نصل حل كل الجرائم، لكن أيضا نريد صفر عنف واجرام. وصحيح هذا لا يواسي العائلة، لكن ملف من هذا النوع لا يُغلق، ونواصل العمل عليه حتى نفكّ رموزه". مشيرًا الى ان هذا الملف يحتاج الى مزيد من الأدلة لإدانة مشتبهين، وهو ينضم الى 50% من الملفات التي لا زالت عالقة، وسنعمل قدر المستطاع على منع جرائم مشابهة."
من جانبها قالت اغبارية إن الشرطة منذ فترة طويلة لم تتواصل مع العائلة، باعتبار أن الملف لا جديد فيه، معبّرة عن خشيتها ان يبقى هكذا دون اغلاقه ومعاقبة الجناة، مؤكدة أنها لا زالت وعائلتها فاقدة للأمان في ظل عدم محاسبة القاتل الذي ظل حرا طليقا ينعم بالحرية الى الآن.
كفرقرع
أما في كفرقرع، فقد كان ختام هذا اليوم بمؤتمر انضم اليه عدد من رؤساء السلطات المحلية في منطقة المثلث، الذين استعرض كل واحد منهم رأيه في مسألة العنف والجريمة، داعين الى تبنّي خطة لجنتي المتابعة والقطرية للسلطات المحلية في مكافحة العنف، فضلا عن ضرورة ضخ ميزانيات من الوزارات المختلفة من أجل محاربة العنف، على مختلف الأصعدة الاجتماعية والتربوية.
هذا وتم استعرض معطيات أعدها مركز الحكم المحلّي التي تتحدث عن مشهد العنف والاجرام في الوسط العربي. وحسب المعطيات التي نشرها مركز الأمن القومي في جامعة تل ابيب عام 2018، فإن 45% من جرائم القتل في إسرائيل تحدث بالوسط العربي الذين لا تتجاوز نستبهم في البلاد 20% فقط. كما أن 65% من الضحايا النساء، اللاتي يُقتلن على يد أزواجهن، هن من المجتمع العربي.
وُيستدل من المعطيات، أنه منذ عام 2014 حتى منتصف 2019، قُتل في المجتمع العربي 360 شخصًا، بينهم 62 امرأة.
وتُعتبر منطقة المركز بما فيها المثلث الأعلى نسبة في جرائم القتل بالمجتمع العربي.
ويتضح بحسب المعطيات، أن استعمال السلاح في جرائم القتل ارتفع من 63% عام 2012، الى 75% عام 2017. أما في عام 2018، فقد ارتفع الى 80%.
استطلاعات
حسب استطلاع أجري في أوساط مواطنين عرب ويهود، فقد تم طرح سؤال حول " الى أي مدى قد تقدّم شكوى للشرطة في حال تعرضت أصبت نتيجة اقتحام ، سرقة، ضرر، او تعرضت لحالة عنف مثل ضرب، طعن واطلاق نار، فقد أجاب أكثر من 80% من المُستَطلعين اليهود أنهم سيقدمون شكوى، في تراوحت نسبة المُستَطلعين العرب بين 54 الى 59% فقط.
وحول عدم الثقة بالشرطة، أظهر الاستطلاع أن 59% من المجتمع العربي لا يثقون، في حين 54% لدى الوسط اليهودي.
أم الفحم والطيبة الأعلى في معدل الجرائم حسب البلدات المُدرجة بالاستطلاع بين ( سنوات 2012 – 2019 )
أم الفحم 24 قتيلا بينهم 4 سيدات ، 71% قُتلوا بالرصاص
باقة الغربية 4 قتلى بينهم سيدة ، 75% قُتلوا بالرصاص
جلجولية 8 قتلة، 88% قُتلوا بالرصاص
جسر الزرقاء 9 قتلى ، 67% قُتلوا بالرصاص
جت 7 قتلى بينهم سيدة ، 88% قُتلوا بالرصاص
زلفة قتيلان بالرصاص
الطيبة 24 قتيلا بينهم سيدتان 83% قُتلوا بالرصاص
كيف تكافح الحكومة العنف؟
أصدرت الحكومة الاسرائيية في ابريل / نيسان 2016، قرارا رقم 1402، بموجبه تُقام 18 محطة شرطة جديدة في الوسط العربي، وتخصيص ميزانية بقيمة 2 مليارد شيكل وفق معايير معينة لمكافحة العنف. لكن بعد مرور 3 سنوات، لم تُقم الا 8 مراكز شرطة جديدة في البلدات العربية، اذ تدّعي الشرطة إن إقامة هذه المراكز أدى الى خفض مستوى العنف في البلدات، علمًا أنه وفق المعطيات أعلاه حول اعداد الجرائم في البلدات، فإن أم الفحم هي الأعلى وكذلك الطيبة رغم وجود مراكز شرطة بالبلدتين منذ سنوات طويلة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات