قرار قضائي يُلزم بلدية العفولة بفتح المنتزه للجميع

ألزمت المحكمة المركزية في الناصرة صباح اليوم الأحد، بلدية العفولة، العدول عن قرارها وهو اغلاق المنتزة أمام الزوار القادمين من خارج المدينة، وذلك بعد التماس تقدم مركز عدالة الحقوقي.

وقال القاضي داني تسرفاتي إن اغلاق منتزه عام وجبي أموال من الوافدين اليه أمر غير قانوني.

وأكد مركز "عدالة" في الرسالة التي وجهها المحامي ساري عراف سابقًا، على أن هذا القرار يستهدف العرب بشكل واضح ومباشر، إذ أظهرت تقارير إخبارية أن اليهود من غير سكان العفولة يسمح لهم بالدخول.

وأشار المحاميان فادي خوري وناريمان شحادة زعبي، الذين ترافعا في المحكمة، في ادعائهما إلى أن "قرار البلدية هذا مخالف لقانون البلديات، وكذلك قانون منع التمييز بالمنتجات، الخدمات والدخول للأماكن العامة وأماكن الترفيه، وتخالف كذلك موقف المستشار القضائي السابق، إلياكيم روبينشطاين، حول المتنزه العام في رعنانا، وتخالف موقف نائب المستشار القضائي مؤخرًا حول المتنزه العام في نتسيرت عيليت".

وأكد على أن "بلدية العفولة لا تملك صلاحية التصرف على هواها بمنطقة عامة وأرض مخصصة للجمهور، فمنذ القسم العنصري الذي أقسمه أعضاء البلدية للـ’حفاظ على طابع المدينة اليهودي’ وحتى مشاركته في مظاهرة عنصرية تطالب بمنع بيع البيوت للعرب، يصرح رئيس البلدية، آفي إلكابيتس، علنًا أنه يريد مدينة خالية من العرب".

هذا وطلبت البلدية من المحكمة يومين لتنظيم نفسها من جديد لاستقبال الزوّار من مختلف المناطق منذ الـ 16 من الشهر الجاري، أي بعد غد الثلاثاء.

ويأتي هذا القرار أيضا عقب قيام المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليط، بابلاغ محكمة الشؤون الإدارية في مدينة الناصرة عن قراره باستخدام الصلاحيات الخاصّة الممنوحة له والتعبير عن رأيه القانوني فيما يتعلق بالالتماس الإداري الذي يطالب بإبطال قرار بلدية العفولة الذي يقضي بمنع من هم ليسوا سكانًا للمدينة من الدخول الى منتزه المدينة المركزي خلال أشهر العطلة الصيفية، وذلك على ضوء تأثير هذا الإجراء على حقوق عامّة وعلى المصلحة العامّة والمتعلقة بالإجراء القانوني.

وكانت بلدية العفولة أصدرت قرارا سابقا باغلاق المنتزه أمام الزوار القادمين من خارج العفولة، الأمر الذي يستهدف الزوار العرب باعتبار أن المدينة تشهد اقبالا بالالاف يوميًا من العرب الساكنين في القرى والمدن المحيطة بها. حيث أن هذا القرار جاء بدوافع عنصرية وفق تصريحات المسؤولين ومواطنين في العفولة أنهم لا يريدون رؤية العرب وسماع  لغة عربية في المنتزه، تحت حجّة أن المنتزه أقيم بأموال سكان العفولة.

لكن المسؤولين صرّحوا أن العلاقة مع العرب هي اقتصادية وتجارية، ما يعني أنهم يستفيدون من أموال العرب فقط لانعاش اقتصاد ومدينة العفولة .
يشار الى أن العفولة اتخذت إجراءات عنصرية أخرى خلال الفترة الماضية، وهي منع عائلة عربية من شراء بيت في العفولة ، بالإضافة الى رفض استقبال فريق هبوعيل أم الفحم للعب مبارياته البيتية على ملعب العفولة لعدم جاهزية استاد السلام في ام الفحم. ما اضطر الأحمر الفحماوي الذهاب الى مكان بعيد في مركز البلاد، لكن حسب ما ورد فإن الأمور وصلت الى اتفاق اليوم بين الجانبين لتكون مباريات ام الفحم في العفولة.

كل ذلك يأتي وسط حملة مقاطعة دعا اليها نشطاء من سكان منطقة وادي عارة والقرى القريبة من العفولة، حيث تتلخص المقاطعة على الصعيد الاقتصادي والتجاري، وبالتالي هذا الأمر قضّ مضجع المسؤولين في بلدية العفولة الذين يخشون أن تشهد تجارتهم كسادًا وافلاسا اذا ما تطورت الأمور أكثر فأكثر.

وكان صرح مسؤولون في بلدية العفولة أن هذه القرارات العنصرية هدفها الحفاظ على الطابع القومي اليهودي للعفولة، وفق قانون القومية.