| 22 تشرين ثاني 2024 | 20 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

فورين بوليسي: الشرق الأوسط فيه الجمهوريين والديمقراطيين.. والسعودية “بلد” ترامب

  2019/07/09   16:38
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

يرى الزميل البارز في دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفن كوك، أن الشرق الأوسط مقسم حسب الخريطة الحزبية الأمريكية، بين الدول العربية الحمراء والأخرى الزرقاء، في إشارة إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وأشار فيه لزيادة أثر الإنقسام بين الحزبين على السياسة الخارجية الامريكية والتي زادت بشكل كبير في عهد دونالد ترامب وإدارته.

واستعاد الكاتب في البداية مقولة للسناتور الجمهوري أرثر فاندبرغ، والذي ترأس لجنة العلاقات الخارجية في الأربعينات من القرن الماضي، عندما قال إن السياسة الحزبية “يجب ان تتوقف عند حافة المياه” ولكن أحدا لا يتذكر هذه المقولة أو يهتم بها اليوم كما يقول، ومن هنا فمن السهل اليوم ونتيجة للسياسة الخارجية التي أضعفت التأثير الأمريكي في الخارج، تقسيم الشرق الأوسط بين “دول الحزب الجمهوري” و “قضايا الحزب الديمقراطي”، وهي ظاهرة تعود إلى العقد الماضي لكنها تفاقمت في ظل ترامب.

وباستثناء الأردن، حيث لا يوجد أحد في واشنطن من لا يحب الملك عبد الله الثاني فالصورة التي تخرج من الشرق الأوسط اليوم هي أن الدول الداعمة للجمهوريين تشمل إسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية. وهذا من ناحية تعاطف قادة الحزب والناخبين معها أكثر من تعاطف الديمقراطيين. وفي الوقت نفسه يعرف الديمقراطيون أنفسهم بالاتفاقية النووية والتعاطف مع الفلسطينيين. ومنذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي أصبحت إسرائيل في قمة اهتمامات الحزب الجمهوري التي لا يمكن مسها إلى جانب التعديل الثاني في الدستور والضرائب المخفضة ومعارضة الإجهاض وجيش قوي، وكلها عناصر مهمة في عقيدة الجمهوريين.

ويقول هؤلاء إن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وتدعم أهداف الولايات المتحدة في المنطقة وليست مصدرا للعنف العابر للدول وتشترك مع الولايات المتحدة في قيمها.

وربما وجد بعض المحللين والناشطين في تأكيدات الجمهوريين مدعاة للضحك لكنهم أنفسهم لا يجدون مدعاة لمساءلتها. وبالمقابل بدأ الكثير من الديمقراطيين بالتعبير عن شكهم في طبيعة العلاقة الخاصة مع إسرائيل. وعادة ما تدفع القضايا هذه الديمقراطيين خاصة النخبة في داخل الحزب وصناع السياسة الخارجية فيه. وتشمل القضايا على حقوق الإنسان والعدالة الدولية وعدم الثقة بالتدخلات العسكرية.

وقد أدى هذا لإضعاف ما كان يوصف بالإجماع بين الحزبين فيما يتعلق بإسرائيل. ولم يساعد في هذا ما فعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعمله الدؤوب لقتل الإتفاقية النووية التي وقعها باراك أوباما، الذي كان يحظى بشعبية بين الديمقراطيين مع إيران عام 2015. وتم تسييس مصر بطريقة لم يعها المصريون أنفسهم، ولم تخف الحكومة المصرية حماسها الشديد لإدارة ترامب وبسبب الخلافات والمصاعب التي واجهتها مصر مع إدارة أوباما فيما يتعلق بحقوق الإنسان وصعود الديكتاتورية خاصة بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، من جماعة الإخوان المسلمين عام 2013. ولا تهم هذه القضايا المشرعين الجمهوريين الذين يؤطرون قلقهم من خلال تهديد الجماعات الإسلامية المتطرفة على أمريكا. ورغم النقد الحاد الذي يوجهه السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا، ليندزي غراهام للرئيس عبد الفتاح السيسي إلا أن الحزب قيادة وعناصر يرون فيه حليفا في القتال ضد التطرف الإسلامي.

ولقيت دعواته التي طلب فيها من المؤسسة الدينية إعادة النظر في التفسيرات والتعاليم الدينية على خلفية صعود التطرف حفاوة من المعلقين في يمين- الوسط والسياسيين. ويعكس هذا الطريقة التي ينظر فيها الطرفين لمصر. ويؤكد الجمهوريون في العادة على الأساس الأيديولوجي للتطرف أما الديمقراطيون ويسار الوسط فيرون أن العنف والقمع يولدان التطرف والعنف.

وهناك ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد حيث تتلاقى آراؤه وعدد من سياسيي الحزب ومفكريه وهي أن إيران والإسلاميين هما أكبر تهديدين. وهذا لا يعني عدم موافقة الديمقراطيين على هذا بل يدعون للتفاوض والتغيير الديمقراطي، وهو ما يعتبره الإماراتيون والجمهوريون سذاجة.

ومع اتفاق النظرة بين الإماراتيين والجمهوريين إلا أن المسؤولين في أبو ظبي أصبحوا مرتبطين بإدارة ترامب. وهناك مثالان يلخصان هذا، الأول عندما سافر ولي عهد أبو ظبي بن زايد في كانون الأول/ديسمبر إلى نيويورك بدون أي يهتم بإعلام إدارة أوباما التي كانت لا تزال في السلطة بوصوله- خرق للبروتوكول- وذهب إلى برج ترامب للجلوس مع رموز الإدارة الجديدة. أما الثاني، فهو اللحظة غير العادية في إدارة ترامب عندما هاجم قطر علنا عبر التويتر وفي نفس الوقت الذي فرضت فيه الإمارات وحلفاءها حصارا لمعاقبتها. وهو ما أثارت شكوك المراقبين من أن أبو ظبي لديها حظوة عند ترامب. وأكثر من هذا فقد قدم الإماراتيون ومحمد بن زايد الانطباع أنهم “جمهوريون” عندما قاموا بتسويق محمد بن سلمان لصناع السياسة الأمريكية وبقية النخبة.

ولو كان هناك بلد في الشرق الأوسط يستحق أن يوصف “ببلد ترامب” فهي السعودية التي كانت أول محطة لزيارته الخارجية. وعمل ترامب ما بجهده لحماية ولي العهد السعودي من الجهود في الكونغرس لمعاقبته على جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي والدمار الذي أحدثه السعوديون على اليمن. ويقول الكاتب إن الحديث عن اتفاق الحزبين مثلا في الحرب على اليمن ليس عاما كما يبدو من القرارات التي اتخذت، ففي القرار الأخير لمنع بيع السلاح للسعودية لم يصوت لصالحه سوى 7 أعضاء في مجلس الشيوخ و16 في مجلس النواب لوقف الدعم الأمريكي عن الحرب السعودية في اليمن.

وباستثناء مصر، فما يجمع إسرائيل والإمارات والسعودية هو العداء للاتفاقية النووية ولهذا تعتبر “جمهورية” من ناحية الموقف. أما الديمقراطيون فلديهم مجموعة من القضايا، فهم وإن لم يدافعوا عن إيران إلا أنهم يدعمون اتفاقية أوباما التي خرج منها ترامب بدون داع وزاد من حالة عدم الاستقرار وفرص المواجهة الأمريكية- الإيرانية. وهذا يسهم في الفكرة عن السعودية والإمارات وإسرائيل، التي تعد دول جمهورية بناء على الضغط التي تمارسه على إدارة ترامب لزيادة الضغط على الإيرانيين.

وبعيدا عن الموضوع الإيراني فقد أصبح الموضوع الفلسطيني مرتبطا وبقوة بالديمقراطيين، ومع أنه من الجيد أن يعبر السياسي عن دعمه لإسرائيل في السياسة الأمريكية إلا أن شروط النقاش حول النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني قد تغيرت. وهذا واضح من كون إسرائيل تنوي ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية والطريقة التي تعطي فيها منابر التواصل الإجتماعي صوت لفلسطين والفلسطينيين.

وبالإضافة لهذا هناك ميل لليسار في داخل الحزب الديمقراطي بشكل دفع المدافعون عن إسرائيل من الديمقراطيين في الكونغرس تحذير نتنياهو من مخاطر ضم الضفة. فيما وصف المرشح الديمقراطي بيتو أوريك الزعيم الإسرائيلي بـ “العنصري” وقال زميله المرشح الآخر بيت باتيغيغ إن الدعم لإسرائيل سيكون مشروطا. ويتساءل الأذكياء على طرفي اليمين واليسار عن مخاطر هذه الخلافات، وإن كان دفن الخلافات بين الحزبين أمر سيء للبلد. ولكن العالم فوضوي أكثر من الخطاب الاستقطابي الذي يقدمه الساسة الأمريكيون والمعلقون على شبكات التلفزة. صحيح أن النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الذي ساعدت أمريكا على بنائه يقترب من نهايته.

ومن الصعب تحقيق أي شيء عندما تبدأ السياسة من فرضية أن السعودية شريرة وأنه لا يمكن شجب إسرائيل. وهناك الكثير من الأخطاء التي ارتكبت في السياسة الخارجية عندما توافق الحزبان ولكن أمريكا ستخسر على أكبر احتمال عندما يتم تقسيم العالم بناء على ولائه للحزب الجمهوري أو الديمقراطي. وكشف ترامب في محاولاته لتفكيك كل سياسة قام بها أوباما عن الثمن عندما يتم الإنحراف السريع في السياسة الخارجية، وأثرها على التجارة أو الاستقرار العالمي. ومن هنا قد يلجأ الرئيس الديمقراطي المقبل لإعادة سياسات أوباما التي ألغاها ترامب، لكن ليست بهذه الطريقة تدار البلاد.


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات