| 21 تشرين ثاني 2024 | 19 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

ما الذي كان يستخدمه البشر قديمًا للـ«كيف»؟

  2019/07/04   22:29
   أميرة حسن - ساسة بوست
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

هل لدى البشر رغبة فطرية للـ«اصطباح» أو «الكيف» أو الانفصال عن الواقع؟ هذا سؤال يسأله الكثير من دارسي الأنثروبولوجي، وربما تعود أسباب تساؤلهم لاكتشاف قدرة الإنسان على تسخير الطبيعة والنباتات منذ الأزل لهذا الغرض، وهو الأمر الذي لم تحرمهم الطبيعة منه ومنحتهم إياه بوفرة، وبمختلف أنواع المخدرات وأشكالها.

وما نراه الآن في عالم «الكيف» هو رغبة الإنسان المُلحة للهروب من الواقع،  ولكن حديثًا ظهرت توجهات جديدة لاستخدام المخدرات لأعراض روحانية، وأصبح الكيف يطلق عليه مسمى «الرحلة»؛ حينما تستخدم أنواع المخدرات المختلفة، التي يستمر تأثيرها أكثر من ثلاث ساعات، ويكون تأثير هلاوسها السمعية والبصرية قويًّا وأقرب إلى الواقع.

ولكن هذا التوجه ليس جديدًا بالمرة، بل هو طقس يعود لآلاف السنين. وفي هذا التقرير نخبركم قبل انتشار الأفيون والحشيش بين البشر، ما هي أنواع المخدرات التي كانوا يستخدمونها، ولماذا؟.

"صبار الهلوسة".. أحد أنواع المخدرات في فترة ما قبل التاريخ
المخدرات والمُكيفات عرفت طريقها الأول للإنسان عن طريق الطبيعة، قبل أن يتدخل عقله والتكنولوجيا في تصنيعها ومزجها في عمليات كيميائية، وفي بداية عام 2013، اكتشف علماء الآثار في مدينة بيرو مبنى معماريًّا أطلقوا عليه في ما بعد «معبد النار»، وهذا المعبد كان مركز استقرار الشعب القديم لبيرو منذ ما يزيد على 4 آلاف عام، وخلال تلك الفترة كانت الزراعة هي سبب اختيار هذا الشعب للاستقرار بدلًا من التجوال للبحث عن الطعام، وطالما استقروا فقد كانوا في حاجة لصرح ديني يلجأون إليه وهو معبد النار.

بتحليل الحفريات التي وجدت في التربة المحيطة بمعبد النار؛ عرف الأثريون القائمة الغذائية والزراعية لهذا الشعب، والتي تكونت من البطاطا والخروب والقطن والصبار، والأمر الذي أثار اهتمام المستكشفين هو بقايا عمرها يزيد على 4 آلاف عام لنوع مميز ونادر من الصبار. وهو صبار يُطلق عليه «صبار سان بيدرو» نظرًا إلى انتشاره هُناك في وقتنا الحالي، ويُطلق عليه أيضًا «صبار الهلوسة»؛ وهذا لما تسببه الأبخرة الناتجة من حرقه من هلاوس سمعية وبصرية لمن يستنشقها، تلك الهلاوس التي تشبه كثيرًا في مضمونها الهلاوس الناتجة من تعاطي عقار «إل إس دي» و«دي إم تي» وغيرها من أنواع المخدرات التي اكتسبت مؤخرًا سمعة مرتبطة بالثقافات الروحانية، والتي يستخدمها البعض في طقوس تأملية، أو علاجية روحية مثل استخدام قبائل الشامان لعشب الـ«أياوسكا».

والمثير للاهتمام في الأمر -من وجهة نظر مكتشفي الصبار- أن وجوده داخل المعبد، والعثور على بقاياه التي يبلغ طولها 30 سم وهي مثبتة في أرض المعبد بمسامير ومحروقة، تدل على استخدامه من آلاف السنين للغرض نفسه، وهو غياب الموجودين عن الوعي، ودخولهم في حالة من الانفصال عن الواقع في إطار طقوس دينية، يرون على أساسها الكثير من الهلاوس السمعية والبصرية، والتي يرجح علماء الآثار أنها تشبه كثيرًا ما يمارسه الشامان الآن، ومن المرجح أن صبار الهلوسة الذي عُثر عليه كان يستخدمه شعب بيرو القديم بغرض «الكيف».

اليوبو.. للـ«كيف» طقوس
«استنشق اليوبو وانفصل عن المدنية الفقيرة»، هذا هو شعار السكان الأصليين لغابة الأمازون، والذي كان شعار مختلف القبائل التي عاشت في أمريكا الجنوبية منذ ما يزيد على 4 آلاف عام، هذا المخدر الذي يُدعى «يوبو»، استخدمته ولا زلت تستخدمه تلك القبائل بغرض العلاج الروحاني، والتواصل مع الطبيعة، والانفصال عن الواقع المُغرق في المعمار والأموال والمدنية بشكل عام.

مخدر اليوبو يُصنّع من البذور المًجففة لشجرة «Anadenanthera»، والتي تعود تسميتها للكلمة السنسكريتية «ananda»، والتي تعني بالعربية النعيم أو الجنة، وبعد تحميص تلك البذور، تُطحن في مزيج من التبغ والعسل والمكونات الأخرى التي عادة لا يفصح عنها أفراد تلك القبائل، ويكون المنتج في النهاية ذا رائحة زكية.

عن طريق المضغ أو الاستنشاق يتعاطى سكان القبائل اليوبو، الأمر الذي يجعل تأثيره سريعًا ومكثفًا، وفي الخمس دقائق الأولى يشعر المتعاطي بانزعاج شديد وضيق في التنفس، وبعدها يشعر بالغثيان الذي قد يؤدي للقيء، ولكن سرعان ما يمر المنحدر الصعب للمخدر، وتبدأ الهلاوس السمعية والبصرية، والتي عادة ما تتمحور حول السفر عبر الزمن، أو التجول في الأبعاد الكونية، والرؤى الروحانية الواضحة، والتي قد تترك تأثيرًا نفسيًّا ممتدًا مع متعاطيه بعد خروجه من الدم، ويستمر تأثيره لمدة ساعتين كاملتين.

«مرهم الطيران» يحطم الخط الفاصل بين الواقع والخيال
صورة الساحرة التي تطير ممتطية المكنسة القش من الصور الراسخة في أذهان الكثير من البشر، والفضل في ذلك يرجع إلى هوليوود التي جسدت ساحرات العصور الوسطى بجدارة، سواء في أفلام كوميدية، أو أفلام الرعب، ولكن المهتمين بهذا الشأن، وقرأوا عنه معلومات دقيقة؛ ربما يكونون قد صادفوا مصطلح «مرهم الطيران» أكثر من مرة، وهو أحد أنواع المخدرات التي كانت تصنعها الساحرات بغرض تعزيز طقوسهن السحرية.

هذا المرهم المكون من مجموعة نادرة -بعضها سام- من الأعشاب، صنعته الساحرات في أوروبا، وكان له تأثير قوي في من يلامس جسده؛ حتى أنه يرى هلاوس واضحة يصعب على مستخدم المرهم أن يصدق في ما بعد أن ما مر به وهو تحت تأثير هذا المخدر كان مجرد وهم، ولذلك عُرف عن هذا المرهم أنه ما يمنح الساحرات القدرة على الطيران على تلك المكانس كما نتخيلهم الآن؛ وهذا لأن الساحرة حين تدهن به جسدها وتقع تحت تأثيره تفقد شعورها بجسدها ويهيئ لها أنها تطير بالفعل.

ولتأثيره القوي في البشر؛ أثيرت حوله أساطير بأن الساحرة في أوروبا كانت تصنعه بمزيج من الأعشاب مُضافًا إليه دهون طفل رضيع لم يُعمّد بعد، ولكن يُرجح أن تلك المعلومة نشرتها الساحرات رغبة منهن ألا يقرب هذا المرهم أي شخص لا يمارس السحر، ولا يتعرف إلى طريقة صناعته العامة. وعلى الرغم من أن ليس هناك حتى الآن معلومات أكيدة عن طريقة تصنيع هذا المرهم ومقاديره، إلا أن الكثيرين قد اتفقوا أنه كان مزيجًا من أعشاب الهنابان، والماندريك، والداتورة، والقنب، ولا زال هُناك من يدعي القدرة على صناعته وتسويقه على مواقع التسوق الإلكترونية.

الهيبين الأسود.. طريق «الكيف» الذي قد يؤدي للوفاة
تجد الطبيعة مرة أخرى طريقها للإنسان، مانحة إياه نوعًا آخرًا من أنواع المخدرات المهلوسة، يبدو مظهره جميلًا يصلح للزينة، ولكن في داخله الكثير من الأغراض الأخرى، وهو نبات الهيبين الأسود.

في البداية، استخدمه سكان أوروبا وآسيا في القرن الماضي بغرض تسكين الآلام بعد أن اكتشفوا قدرته السحرية على التخدير، وكان الأمر سهلًا في ذاك الوقت نظرًا إلى انتشاره في الغابات الموجودة في القارتين، ولكن سرعان ما اكتشفوا آثاره الأخرى من ملاحظة تصرفات من استخدموه لتسكين الألم، وأقبل عليه الجميع في ما بعد بغرض «الكيف»، ولكن الخطير في أمر هذا النبات هو تواجد السموم فيه بدرجة عالية، ولذلك إن لم يكن من يتعاطاه خبيرًا بالكميات المناسبة؛ قد يؤدي تعاطيه إلى الوفاة.(ساسة بوست)


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات