يشدّ مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس على أيادي المرابطين في بيت المقدس وأكنافه المحافظين على منار هذه الأرض المباركة التي رسمت حدودها بدماء الشهداء ورفات الصحابة وتابعيهم، فهذا دأبكم وهذا ديّدنكم يا من أعجزتم بوقفاتكم المباركة كل مخططات الباطل وأعوانه الذين لم يدخروا وسعاً في منازعتكم هذا الإرث النفيس بما استؤمنتم عليه وفاءً لذمة رسول الله وأصحاب رسول الله.
فلا يضرنكم من خذلكم سفاهة بأن سخر خيرات الـمسلمين يبددونها في ما لا فائدة تحته وتلك مفسدة صغرى، أما تلك المفسدة الكبرى فيمن فرط وباع وسمسر خيانة وضراراً في تمليك المحتل العقارات والبيوت والأراضي مساهمين في تكريس الاحتلال والظلم.
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: «تذاكرنا ـ و نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أيهما أفضل أمسجد رسول الله أم بيت الـمقدس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يري منه بيت الـمقدس خير له من الدنيا كله». وقال: «خير له من الدنيا و ما فيها».
فيا أبناء بيت الـمقدس لا تفرطوا بحظكم وشطنكم من هذه الأرض الـمباركة فهذا خيرٌ لكم من الدنيا وما فيها مصداقاً لقول رسولكم الأكرم صلى الله عليه وسلم.
أما في ما رشح في الآونة الأخيرة من سلسلة متواصلة من الفواجع التي تكاد لا تنتهي واحدة إلا وابتلينا بأكبر منها بما كسبت أيدي الـمنافقين وضعفاء النفوس فيما كشف الله لنا من سترهم في ولاية الاحتلال تحت حجج واهية وأعذار كانت لهم أقبح من ذنوبهم، فليس ابلغ من قول الله عز وجل فيهم:
*بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا*(النساء:138،139)
ولعل آخر هذه النوائب ما أعلن عنه من استيلاء الـمنظمات الاستيطانية على فندقي الامبريال، والبتراء وعدد كبير من الـمخازن الـمحيطة بهما في منطقة باب الخليل بمساحتها الضخمة وموقعها بالغ الحساسية والأهمية في قلب الـمدينة الـمقدسة والمشرف على الطرق الرئيسة الـمؤدية إلى الـمسجد الأقصى الـمبارك وكنيسة القيامة، وأحد أهم الـمداخل التاريخية للبلدة القديمة خلال الفتح الإسلامي للمدينة الـمقدسة، في مشهد هزلي يشكل وصمة عار وطعنة في ظهور أبناء الـمدينة الصابرين في أحيائها الإسلامية والـمسيحية.
وعليه فإننا في مجلس الأوقاف نؤكد على ما يلي:
1. نطالب بإعادة كل العقارات المسيحية المسربة إلى أصحابها الشرعيين تحت طائلة بطلان كافة العقود والصفقات المشبوهة التي حيكت في جنح الظلام وفي غفلة من أصحاب الحقوق من قبل أطراف لا يمثلون إلا أنفسهم الـمريضة وبعقود باطلة تمت شرعنتها بوصاية محاكم الاحتلال أحد أضلاع هذا الظلم الواقع باسم القانون ودولة القانون الظالمة.
2. نؤكد أن أراضي الأوقاف الـمسيحية في مدينة القدس تسري عليها أحكام وقوانين الأوقاف العامة فالوقف لا يباع ولا يوهب ولا يورث بل يبقى حبساً تنفق غلته وثمرته في أي من وجوه الخير التي عينها الواقف، وهو على وجه العموم.
3. نؤكد على قرارات الأمم الـمتحدة ومجلس الأمن التي تنصّ بشكل واضح على أن كل إجراء أو تغيير أجرته أو تتخذه سلطات الاحتلال في مدينة القدس باطل ولاغٍ ولا يعتد به سواء أكان بيعاً وشراء أم تسريباً واستيلاء .
4. كما ولا بد من فضح وتعرية كل من يثبت تورطه في هذه القضية أو غيرها من القضايا الـمشابهة، بكشف أي دور أو تورط لأي شخصية دينية أو وطنية مهما علا شأنها بين الناس.
ونختتم مذكرين كل من تساهل بجريمة تسريب أرض أو عقار في الأرض المباركة لأعدائنا بقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون».
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات