تُجري بلدية الناصرة استعدادات كبرى تسير على قدم وساق، لمهرجان سيُقام بعد أيام، وعلى مدى يومين (23/24 حزيران) لمدّعي النبوّة الدجال النيجيري تي بي جوشوا، الذي سيزور المدينة ويحيي مهرجانًا في مدرّج جبل القفزة.
وحسب ما ورد من مصادر إعلامية في الناصرة، فإن "النبي" المزعوم، سيرافقه ما يقارب 35 الف شخص من شتى انحاء العالم وستقام الصلاة والقداس الخاص بهم في جبل القفزة على مدار يومين ، واكدت مصادر "انه تم حجز 1500 غرفة فندقية في فنادق الناصرة فيما سيقطن البقية في فنادق مجاورة ، وتم شراء ما يقارب 8000 كيس نوم سيفترشها أصحابها في جبل القفزة. بالاضافة الى اجراءات أمنية مشددة سترافق هذا الحدث.
يقول جوشوا عبر منصاته الإعلامية، إن يحتفل بعيد ميلاهد الـ 56 مع المؤمنين به، وقال جوشوا :"في شهر حزيران كان لنا نهضتين، الأولى في بريطانيا والثانية في الناصرة، اعتقد أنكم تحتفلون بعيد ميلادي بهاتين المناسبتين الكبيرتين، لأن الله يريد الاحتفال أيضا به، سيكون يومًا عظيمًا في الناصرة". -حسب زعمه -
وتثير هذه الزيارة غضبًا وسخطًا كبيرين لدى أوساط سياسية وأخرى دينية، التي طالبت رئيس البلدية علي سلّام، بالغائها.
وكانت "جبهة الناصرة الديمقراطية وفرع الحزب الشيوعي في المدينة"،طالبت رئيس البلدية علي سلاّم، بنشر كافة تفاصيل "الاتفاق" مع مدعي النبوة، ليسيطر على مدرّج جبل القفزة البلدي على مدى يومين في نهاية الشهر الجاري، ليقيم مهرجانات الدجل تحت غطاء ديني زائف، وهو مدّعي النبوّة، ومحظور دخول إلى أكثر من دولة في العالم " . حسب ما جاء في البيان .
وقالت الجبهة والحزب وكتلة الجبهة البلدية، " إن الدجال النيجيري جوشو هو شخص تحوم حوله سلسلة من قضايا الغش وروايات الدجل، وأولها أنه يدّعي النبوة، وعند هذه النقطة بالذات تنتهي كل علاقة له بالدين المسيحي وكل دين سماوي ".
وأضاف البيان : " كما أن من دجله أنه مكث في رحم أمه 15 شهرا. وينظم مهرجانات، بزعم أنه يُخرج الشياطين ويشفي المرضى، في حين تقول الأنباء العالمية، أنه متورط بقضايا غش وخداع، وأنه محظور دخوله إلى أكثر من دولة مثل الكاميرون ".
وقال البيان، إننا من باب المسؤولية، لن نستند " الى ما يتم تداوله في شبكات التواصل، بشأن عمق العلاقة بين البلدية والدجال جوشوا، ولكن من بينها أنه ستكون له إقامة دائمة في المدينة. ومن حق أهالي الناصرة، وجماهيرنا العربية عامة، أن تعرف الحقيقة، كل الحقيقة، مستندة الى وثائق ".
وقال الحزب والجبهة، إننا نضم صوتنا الى أصوات الجماهير الواسعة التي تطالب بإلغاء هذا المهرجان، وإنقاذ الناصرة من ورطة تمس بهيبتها الدينية والتاريخية والوطنية." كما ندعو أهل الناصرة وجماهير شعبنا لمقاطعة الدجال كليا ".
التجمع يدعو لحماية المدينة من الدعاية الصهيونية
من جهته، أدان التجمّع الوطني الديمقراطي في الناصرة، في بيان أصدره هذا الأسبوع، "تشويه مكانة الناصرة واستغلال مواردها ومكانتها الدينية والتاريخية، لمن تستعمله إسرائيل لتسويق مكانتها سياحيا وسياسيا، وذلك بعد قرار بلدية الناصرة استقبال الداعية النيجيري المسمى تي. بي. جوشوا، ومنحه مدرج القفزة من أجل إلقاء 'دروسه وخطبه' فيه".
وأكد التجمّع الوطني الديمقراطي في الناصرة أن موقفه "لا ينبع من رفض إقامة مناسبات دينيّة، إنما من رفض منح مساحة لتبييض وجه إسرائيل، ومن رفض فتح أبواب الناصرة لمن يتنكر لمكانتها التاريخية والوطنية، ولمن يوافق أن تستعمله إسرائيل كجزء من ماكينتها الدعائية".
وأشار البيان إلى "الدعم والاحتضان والاستغلال الكامل لهذا الداعية ولنشاطاته من قبل وزارتي السياحة والاتصال الإسرائيليتين اللتين تهدفان إلى استعمال النشاط الديني بهدف الترويج لإسرائيل وتحسين صورتها عالميا كحاضنة متسامحة دينيا، في الوقت الذي تقوم فيه بالتنكيل بالمصلين الفلسطينيين، المسيحيين والمسلمين، وببيع مقدساتهم وأراضيهم والاعتداء عليها".
وطالب التجمع الوطني الديمقراطي رئيس بلدية الناصرة، علي سلّام، بإلغاء هذا المهرجان فورًا، ومنع تأجير المدرج لمناسبات لا تحظى بالتفاف أهالي الناصرة وتخترق الإجماع الوطني، كما توجه إلى أعضاء البلدية بضرورة التصدّي والعمل الفعال ضد هذه التوجهات من داخل المجلس البلدي.
كما دعا التجمع أهالي الناصرة والمنطقة إلى "مقاطعة هذا الدجّال والمشعوذ المليونير، ومقاطعة كل من يغلّف تجارته أو سياساته الداعمة للصهيونية باسم الدين أو باسم دعم الناصرة".
هل تلقّت جمعية مسجد السلام في الناصرة أموالا من جوشوا ؟
وكانت جمعية مسجد السلام في الناصرة، أصدرت بيانا جاء فيه :" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].
أهلنا الكرام في مدينة الناصرة؛ يتناقل الناس معلومات غير صحيحة، ولا أساس لها، مفادها أن جمعية مسجد السلام في مدينة الناصرة قد تلقت أموالا من ذلك المدعو "تي. بي. جوشوا"، الذي يدّعي النبوّة، دعما لمشروع مجمّع السلام" .
واضاف البيان :" إننا في جمعية مسجد السلام نؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أنه تم ايداع مبلغ 100 الف شاقل من جهة لا نعلمها عن طريق تحويلة مالية لا نعلم مصدرها ولم نكن نعلم ان هذا المبلغ من المدعو تي بي "جوشوا"، علماً ان رقم حساب البنك معلوم للجميع وقم تم نشره في شبكة الانترنت، وقد تم رفض هذا المبلغ واعادته من الجهة التي جاء منها، وبناءً عليه اننا نؤكد للجميع اننا لا نقبل اموالا من أية جهة مشبوهة، بمن في ذلك "جوشوا" ، ونرفض أن يقام صرحٌ إسلامي أهدافه بيّنة بأموال حرام".
وتابع البيان :" وقد تواصلت الجمعية مع إدارة البنك الذي تدير فيه حسابها، وطلبت عدم قبول أية مبالغ مالية من أي جهة غير معروفة، وخاصة من طرف المدعو "تي. بي. جوشوا" وإطلاع محاسب الجمعية في حالة حدوث ذلك.
وإننا ندعو أهلنا كافة إلى تبيُّن الحقيقة قبل أن يتناقلوا مثل هذه الأنباء التي تسيء إلى الجمعية بغير حق، والله الموفق وهو يهدي السبيل" . - الى هنا نص البيان -
أما الصحفي حامد اغبارية من سكان مدينة الناصرة، كتب عبر صفحته في فيسبوك تغريدة جاء فيها :" في صفحته على فيسبوك نشر مسيلمة النيجري، الذي يسمي نفسه (بروفيت تي بي جوشوا) خبرا عن لقائه برئيس بلدية الناصرة علي سلام، الذي قال إنه احتضنه بحرارة، ونقل على لسانه ما يلي: (يا له من لقاء نعمة معك ، أيها النبي تي. جوشوا.. نحن ننتظر منكم الإحياء في الناصرة. نحن مستعدون".
أولا: لا يهمني إطلاقا ما سيقدمه جوشوا للناصرة، ولا يهمني تلهف رئيس البلدية له، ولا ما هو الإحياء الذي سيحدثه هذا الكذاب في البلد.. ولكن المطلوب من الرئيس الذي وصل إلى البلدية بأصوات المسلمين التوضيح: هل حقا وصفت ذلك الكذاب بالنبي؟ إن كنت فعلت فعليك مراجعة نفسك والاستفتاء في شأنك، وعليك توضيح هذا للجمهور، لأن المسلم يؤمن أنه لا نبي بعد رسول الله محمد بن عبد الله العربي القرشي صلى الله عليه وسلم، ولا رسالة بعد رسالة الإسلام، ومن اعتقد بغير هذا فوضعه صعب جدا جدا جدا..
على الرئيس أن يوضح للجمهور هذه المسألة، وهذا أقل واجباته..
أعلم أن هناك جهات (وخاصة الجبهة) تتصيد في الماء العكر، وتريد أي شيء ضد الرئيس، وربما تستغل موضوع جوشوا هذا لمناكفة الرئيس، وليس حرصا على عقيدة الناس. ولهذا على العاقل أن يفرق بين المبدئية العقائدية من هذه المسألة وما شابهها، وبين اصطياد الفرص للمناكفات.
وأنصح رئيس البلدية أن يركل جوشوا هذا 60 ألف شلوط، ويقول له: لا بدنا اياك ولا بدنا فلوسك...وأنصح الذين حول الرئيس أن يحسنوا له النصيحة... فالجمهور لن يسكت، ولن يرحم، لا في انتخابات ولا في غير انتخابات..
أما كيف سيكون استقبال جوشوا الدجال، فأضم صوتي إلى الصديق زاهر بولس، الذي دعا لاستقباله بالنعال... فالكذابون الدجالون لا يليق بهم إلا النعال. وشعبنا (والحمد لله) مبدع في استخدام الصرامي " - الى هنا نص تغريدة اغبارية -
يشار الى أن جوشوا ينشر له فيديوهات من مهرجانات عالمية ينظمها هو وأتباعه، ومن خلالها يزعم أن يُشفي المرضى من أمراض مستعصية مختلفة، حسب ما يزعم به.
هذا ولم تعلق بلدية الناصرة الى الآن حول هذا المهرجان، أو تعقّب على ما جاء في بيانات الأطر السياسية رغم توجهات وسائل إعلام مختلفة لها.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات