| 21 تشرين ثاني 2024 | 19 جمادي الأول 1446 هـجرية
  
  
  
الفجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0
الخميس - 01 كانون ثاني
0/0

امتحان "إسكندر" والإعتداء على الأحلام

  2019/06/13   18:07
   وسيم مصطفى حصري
شارك الخبر مع أصدقائك
طباعة
أضف تعقيب

متنزه إسكندر، موقع رائع يقع على أعلى قمة لبلدنا ولمنطقة المثلث، هذا الموقع يطلّ على بلدنا وعلى جمال ما حولها من بلدان وبشر فصلهم الاحتلال عنا، وهو المتنفس العليل الذي تتوق إليه أعين وأنفاس الأطفال والشباب والعائلات التي خُنقت بفعل السياسات الحكومية التي دفعت بنا لأن نُحشر في مكدّسات إسمنتية تحجب الضوء والنفوس عن هواء الله ونعمة خلقه.

وأخيرا بعد دهر من الوعود والتسويفات والبيانات المبُشرة ببدء العمل فيه وترميمه (منها الصادقة ومنها المضللة الخداعة) وبدون علاقة لتغيير الرئيس والإدارة، وبعد سنوات من الانتظار والمطالبة الحثيثة من الناس والأحزاب، تم تخصيص الميزانية المطلوبة والمصادقة عليها من "مفعال هبايس" لترميم هذا الموقع بهدف نقله من مكب للنفايات وملجأ لضحايا الفراغ من أبناء هذا البلد، إلى صرح جماعي ومنشأة ومتنفسٍ للناس الذين يكدون ويكدحون نهارًا  في ورشات العمل البعيدة ، وكل ما يطمعون به هو أن يسمعوا قهقهات أطفالهم وانفعالهم الطفوليّ في حيز  آمن متاح ونظيف بعد يوم من الشقاء والتعب.

والآن وبعد المباشرة الفعلية في العمل، يتم الاعتداء العنيف على أعمال الترميم بهدف وقف العمل فيه!

للحقيقة، فأنا المواطن لا أعلم من ولماذا وكيف تم الأعتداء، ولن أتفهم من له مصلحة في تخريب حلم أطفالي، خدمة لمن؟ وما هي أجندته ؟ ولكني أستطيع القول وبصفتي مواطن حالم يسعى ليكون مواطنًا صالحًا في هذا البلد الطيب: إنني لن أتنازل عن حلم أطفالي، وأدعوكم جميعًا، كل في موقعه ودوره إلى عدم التنازل عن حلم أطفالنا ؛ حلمنا جميعًا.

وهذه تحية دعم وتقدير لبلدية أم الفحم في الائتلاف والمعارضة على موقفها وفقًا لتصريحات أعضاء المجلس باستمرار العمل في المشروع وتصميمها على الاستمرار في تحقيق هذا الحلم، واسأل الله أن يُثبّتهم على هذا، وأن لا يخضعوا ونخضع معهم للابتزاز والعنف المقيت.

هذه الواقعة لا تشكل امتحانًا للبلدية برئيسها وأعضائها فحسب، بل هي امتحان لنا جميعًا، كل في مكانه ودوره في المجتمع وقدرة تأثيره والأهم الأهم هو امتحان الإرادة. امتحان ستُحدد به قدرة الناس المجتمعين على مواجهة العنف، وتحييده من حياتنا كوسيلة لتحقيق المصالح وتسوية الخلافات.

امتحان سننجح به حتمًا إن كُنّا يداً واحدة لها مصلحة مشتركة في تحقيق هذا الحلم الصغير؛ حلم أطفالنا الكبير.

وهذه دعوة لمن يحلم بأن يعيش في حيز آمن ليمنح أطفاله سويعات من الأمل والسرور والحب في بلدهم وبين أهلهم؛بأن يقوم بفعل شيء واحد على الأقل للمساهمة في تحقيق هذا الحلم الصغير.

وهذه رسالة للفاعلين المخطئين من أخيكم الصغير، أوجهها إليكم لأشارككم بحلم أطفالي وأطفالكم أنتم أيضًا، وأستحلفكم بالله أن لا تكونوا حجر عثرة أمام تحقيق أحلام الصغار، وأن تُرجّحوا لغة القانون والعقل في الدفاع عمّا تعتقدون أنه لمصلحتكم. فسيسألكم أطفالكم والجيل القادم عن هذا، وسيسألكم الله عمّا قدمتموه لمجتمعكم وعن دوركم في تنغيص حياة الناس. 

وهذه رسالة ثانية للناس كل الناس، كل في دوره ومكانه، فإن كنتم مستشارين أو مهندسين أو خبراء فأدلوا بدلوكم للتوصل لصيغة تضمن لنا تحقيق هذا الحلم، وإن كنتم قادرين على مشاركة عائلاتكم وأصحابكم هذا الحلم، فشاركوا وتحدثوا، وإن كنتم قادرين على الكتابة والتأثير على الناس وعلى من فعل ذلك، فاكتبوا وأثّروا.

مع كل علّاتنا ومصائبنا وما يحصل في البلد، فنحن لا نملك خيارا، إلّا أن نعيش في بلد يطيب العيش فيه.


من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)

لإضافة تعقيب الرجاء تعبئة البيانات

أضافة

التعليقات