ربطت نوحامة ريفلين، زوجة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، التي توفيت قبل أسبوع، علاقة وثيقة مع السجينة دلال داوود، أثناء زياراتها لها في سجن نيف تيرزا، في مدينة الرملة شمال غرب مدينة القدس. بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية.
وكانت السجينة داوود، من قرية أبو سنان في الجليل، ضحية زوجها اذ تعرضت للعنف والتنكيل المستمر، وقد توجهت للشرطة والشؤون للمساعدة والطلاق، لكنها أعيدت الى بيتها من قبل المحكمة الشرعية، وخوفا على حياتها وحياة اطفالها الثلاثة قامت بقتل زوجها.
وكتبت السجينة داوود رسالة لنوحامة عندما كانت مريضة، قائلة لها: "عزيزي السيدة نوحامة، أتمنى لك الشفاء العاجل، وأريد أن أقول لك إنك امرأة فريدة من نوعها، في كل مرة التقيت بك، كنت متحمسة جدًا، وأنت امرأة متواضعة ومميزة، مليئة بالبهجة وتمنحين الناس الأمل".
هذا ما جاء في الرسالة التي كتبتها داوود لزوجة الرئيس، ولكن لم يكن لدى نوحامة الوقت الكافي لقراءتها، بسبب وفاتها، وقد خضعت لعملية زرع الرئة قبل ثلاثة أشهر، وهي عملية جراحية احتاجت إليها بسبب التليف الرئوي الذي عانت منه في السنوات الأخيرة.
وسجنت داوود، منذ 17 عامًا في سجن نيف تيرزا، حيث قابلتها نوحامة في العروض المسرحية المجتمعية في السجن، ومنذ ذلك الوقت تأتي زوجة الرئيس إلى العروض لمشاهدتها، وتركت هذه الاجتماعات بصمة قوية على داوود.
وقال المحامي سفير عمران إن دلال "أرادت بشدة دعوة نوحامة مرة أخرى الى السجن، لمناقشة قضيتها في لجنة اعفاء السجناء، ولكن عندما رأوا أن الوضع الصحي لنوحامة لم يكن جيدًا، كان من المفترض أن ترسل لها الرسالة، ولكن في النهاية ازداد الوضع سوءًا ولم تصلها".
وقالت داوود "كانت السجينات سعيدات للغاية برؤية نوحامة، وفي كل مرة يعلمن انها قادمة الى السجن لزيارتهن يتحمسن، ليس فقط لأنها كانت زوجة الرئيس، ولكن لأنها كانت تتحدث معهن بطريقة إنسانية وحساسة للغاية".
ووصفت مديرة السجن، جوندار ميشنا سارة فريدمان، زوجة الرئيس بأنها "كانت تتحدث الى السجينات من القلب الى القلب، كأم وجدة، وليست كزوجة رئيس".
وأضافت فريدمان "تعتقد السجينات في البداية أن لا أحد في العالم يريدهن ولا أحد ينتظرهن في الخارج، ولكن عندما يصل شخص مثل زوجة الرئيس، تفتح لهن فرصة، لأنهن يقدرن حقًا أنها لم تستسلم، على الرغم من حالتها الصحية".
وقالت أوريت سوليتزيانو، المديرة العامة لجمعية تقديم المساعدات لضحايا الاعتداء الجنسي "كانت نوحامة ريفلين امرأة نبيلة وغير عادية، حساسة للظلم والألم. الآن القلب يؤلم لأن نوحامة لم يكن لديها الوقت الكافي لقراءة هذه الرسالة، فالكلمات التي قالتها دلال بالضبط تفسر من هي نوحامة".
وقالت تمار دهان، أخصائية اجتماعية، وباحثة وناشطة اجتماعية للنساء من ضحايا العنف الذين أدينوا بقتل زوجهن، والتي ترافق داوود "تعكس نوحامة لنا قيم العطاء ورعاية الآخرين، وهي نفس القيم التي شاركتها مع دلال، بعد معرفتها الوثيقة بها، لأن دلال عندما تُسأل عن خططها وأحلامها بعد إطلاق سراحها، فإن أحد الأهداف الرئيسية التي حددتها لنفسها هو مساعدة النساء أمثالها، اللاتي تعرضن للعنف ويعانين من ضائقة دائمة".
وأضافت دهان أن "حياة دلال وأطفالها كانت في خطر دائم وعلى هذه الخلفية ارتكبت الجريمة، لذلك، فإن العلاقة بين نوحامة ودلال ليست مفاجئة، وأنا آسفة للغاية لأن دلال لن تتمكن من مقابلتها خارج السجن، كما خططت بعد إطلاق سراحها".
وأكدت دهان "هذه هي فرصتنا كمجتمع لتبني وغرس قيم نوحامة فينا، ولنخرج دلال للحرية في أسرع وقت ممكن".
الجدير بالذكر أن داوود ستمثل امام لجنة اعفاء السجناء في غضون أسبوعين تقريبًا. تمت ادانة دلال داوود عام 2002 بقتل زوجها وتم الحكم عليها بالسجن المؤبد، ومن خلال مواد التحقيق التي تم عرضها امام رئيس الدولة رؤوفين ريفلين تبين أن وضع السيدة كان صعبا جدا حيث كانت ضحية عنف لسنوات كثيرة من قبل زوجها، وبسبب هذه الظروف الصعبة التي مرت بها المتهمة قرر ريفلين التخفيف من محكوميتها.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات