كشفت وكالات أنباء نقلا عن مصادر عسكرية وعائلية أن الرئيس السوداني المعزول عمر حسن البشير نقل إلى سجن كوبر في العاصمة الخرطوم، بعد أيام من الإطاحة بحكمه الذي استمر نحو ثلاثة عقود من الزمن.
وقال مصدران من عائلة الرئيس المعزول عمر البشير لوكالة رويترز إنه نقل إلى سجن كوبر في العاصمة الخرطوم في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء.
وأضاف المصدران إنه كان محتجزا تحت الحراسة المشددة منذ أن عزله الجيش يوم الخميس الماضي في المقر الرئاسي الموجود داخل المجمع الذي يشمل أيضا وزارة الدفاع.
من جهتها قالت وكالة الأناضول إن مصدرا عسكريا سودانيا أكد لها أن البشير تم نقله بالفعل إلى سجن كوبر بالخرطوم.
تفاصيل
وأوردت وكالات الأنباء بعض التفاصيل المتعلقة بملابسات نقل البشير إلى السجن.
وذكرت رويترز -نقلا عن مصدر عائلي- أنه محتجز في حبس انفرادي تحت حراسة مشددة.
وقال مصدر في الأسرة لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم اعتقاله أمس الثلاثاء من بيت الضيافة وسط العاصمة الخرطوم، حيث كان يقيم تحت إقامة جبرية منذ فجر الخميس الماضي عقب إعلان الجيش السوداني الانقلاب عليه.
وبشأن أسباب اعتقاله؛ قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مصدرا من عائلة البشير طلب عدم الكشف عن هويته قال إن نقل البشير إلى السجن تم لأسباب أمنية، وأنه جرى يوم مساء أمس الثلاثاء.
وعزل الجيش البشير بعد احتجاجات امتدت لأسابيع بلغت ذروتها بالاعتصام أمام وزارة الدفاع منذ السادس من أبريل/نيسان. ولا يزال الاعتصام قائما رغم الإطاحة بالبشير.
واستقال عوض بن عوف وزير الدفاع السابق، الذي أعلن عزل البشير والتحفظ عليه في "مكان آمن"، من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد يوم واحد من توليه هذا المنصب.
في عهدة الدعم السريع
وكانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت مساء أمس عن مصدر وصفته بالمقرب من الرئيس البشير تأكيده أنه موجود في السودان، وأنه وضع قيد الإقامة الجبرية في أحد المنازل بالعاصمة الخرطوم "تحت حراسة قوات الدعم السريع".
وقال المصدر -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- في تصريحات للوكالة إن محمد حمدان المعروف بـ"حميدتي" قائد قوات الدعم السريع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي طلب أن يكون البشير تحت حراسة قواته، واشترط عدم المساس به قبل الموافقة على المشاركة في الإطاحة به.
كما أشار نفس المصدر إلى ما وصفه باتفاق على نقل الرئيس المعزول في وقت لاحق إلى دولة الإمارات حيث سيقيم هناك.
وكان الجيش السوداني قد أجبر الرئيس السوداني عمر البشير في 11 من الشهر الحالي على التنحي عن الحكم، على خلفية اعتصام مفتوح نفذه مئات الآلاف من المحتجين السودانيين أمام مقر القيادة العامة في وسط الخرطوم للمطالبة بإسقاط النظام.
وكان المجلس العسكري الانتقالي قال إنه يتحفظ على البشير بعد عزله، غير أنه لم يكشف عن مكان احتجازه هو وبقية رموز نظامه.
مبادرة أوغندا
من جانب آخر، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي اليوم إن بلاده تفكر في منح اللجوء للرئيس السوداني المعزول، مضيفا في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا طلب من أوغندا منح البشير اللجوء فإنه يمكن التفكير في هذه المسألة على أعلى مستويات قيادتنا".
وقال الوزير الأوغندي إنه نظرا لدور البشير الرئيس في التوسط باتفاق سلام في دولة جنوب السودان المجاورة فإن الحكومة الأوغندية يمكن أن تفكر في منحه اللجوء.
وأوغندا من بين العديد من الدول الأفريقية التي استقبلت البشير ورفضت تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية رغم أنها من الموقعين على ميثاق تأسيسها.
وصدرت تصريحات عدة من قادة في المجلس العسكري الحاكم تؤكد أن المجلس لن يسلم البشير إلى محكمة الجنايات الدولية.
واعتبر هؤلاء القادة أن موضوع تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية ليس من شأن المجلس العسكري، ولن يقوم به خلال فترة توليه السلطة.
من المهم التنويه أن موقع رِواق يحترم حقوق النشر ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المنشورات او الصور ومقاطع الفيديو أو غيره مما يصل الينا، وفي حال أنكم وجدتم أن لكم صورة او فيديو او منشورا تمتلكون حقوقا فيه، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة أو [email protected] حسب قانون 27 أ(סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים)
التعليقات